في كل مسيرة جماهيرية أو مهرجان خطابي في محافظة لحج وبالأخص في بلدته مديرية تبن، تجده أمامك، يتقدم أوائل الصفوف، لا الإصابة التي رزعها الاحتلال في جسده الواهن، ولا ظروف المادية الصعبة وشظف العيش، تجعله يتأخر عن تلبية نداء الواجب، حبا في الجنوب، وعشقا لتراب أرضه الطاهر. بعكاز عتيق، واسمال بسيط، مطبوع بأعلام الجنوب وصور الشهداء، يشارك عادة الوالد عبده علي الهيج في فعاليات الثورة الجنوبية السلمية، الابتسامة التلقائية تكسو تقاطيع وجهه المنحوت بالأخاديد وتجعله أكثر إشراقا وضياء، من عينيه البرئيتين يشع منهما بريق أمل وتفاؤل بغد جنوبي خال من الاحتلال ورجسه وعملائه. وفي غمرة شعورك بالأحباط أو التراخي الذي قد ينتباب أي شخص في غمرة الأحداث المتلاحقة على أرض الجنوب، يكفيك أن تلجا إلى هذا الرجل، تنصت إلى كلماته، وتستمتع إلى نصائحه، وتتعرف على قصته، فهو من ضمن مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين في الجنوب في تاريخ7/7/2007، له العديد من المشاركات في مسار الثورة التصاعدي منذ تأسيس الحراك الجنوبي حتى يومنا هذا، ويحسب أنه حاليا من ضمن الملايين من أبناء الجنوب المحتشدين في ساحة العروض بخور مكسر بالعاصمة عدن إحيا لمليونية ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الخمسين. كانت أولى مشاركاته في الزخم الثوري الجنوبي في العاصمة عدن في ساحة العروض في خور مكسر والثانية في ساحة الهاشمي، ومنها بدأت عملية تعرضه للملاحقة المستمرة والاعتداءات المتكررة من قبل جنود الاحتلال اليمني، الذين لم يرعوا كبر سن الرجل وسلميته أسوة بكل شعب الجنوب. الوالد الهيج تعرض لأول اصابه في حياته النضاليه في تاريخ4/5/94 في معسكر لواء باصهيب الجنوبي، ثم أصيب مرة أخرى في تاريخ6/10/2011 أثناء مشاركته في مسيرة في حوطة لحج، قبل أن يتعرض للدهس من قبل دراجه نارية يعتقد أنها تابعة لسلطات الاحتلال اليمني، ما أدى إلى إصابتة بالإعاقة. لا التهديد والوعيد ولا الإصابات المتعددة، جعلت الوالد الهيج يتراجع قيد انملة عن خطه النضالي، ضاربا أروع الأمثلة في الصبر والصمود والجلد، حتى تحقيق النصر ونيل التحرير والاستقلال، غير عائبا بفقره المدقع، ورحلة البحث عن لقمة العيش لأفراد أسرته الذين يتجاوز عددهم 9 أفراد يعد هو عائلهم الوحيد، وهو عادة ينتقل بين ساحات الكرامة وميادين التحرير والاستقلال على نفقة فاعلي الخير.