آخر التسريبات حول موقف الدول الخليجية من القضية السورية تتحدث عن "طلب رضى" قدمته العاصمة القطريةالدوحة والتي دأبت على لعب دور رأس الحربة بين الدول المهاجمة لسوريا في السنوات السابقة، طلب قدمه أمير قطر الجديد تميم بن حمد آل ثاني إلى الرئيس الأسد وسلمه عضو حركة فتح عباس زكي. دمشق (فارس) احدى العواصم الأوروبية، التي كانت السباقة إلى رفض التدخل العسكري الأميركي في سوريا، شهدت أكثر من اجتماع بين الدبلوماسيتين الأميركية والسورية انتهت إلى اجتماع أخير حضره شخصيات عسكرية وأمنية واستخباراتية سورية، خلص إلى ترتيب الأولويات واعداد جدول زمني وسقف محدد لتحضير الأرضية للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، بمعزل عن أي فريق تدرجه واشنطن على لائحة الارهاب، ما يعني الاتفاق بين الجانبين على حرمان تنظيم "القاعدة" وجبهة "النصرة" من الجلوس إلى طاولة الحوار، بل على العكس وضعها على الطاولة من ضمن أجندة اقليمية ودولية للحد من أخطارها واعادتها إلى حجمها الطبيعي. هذه التطورات أتت إثر الاجتماع الاستخباراتي المذكور والذي أربك دول الخليج الفارسي ودفعها إلى اعادة ترتيب أولوياتها، باعتبار أن كل ما جرى في الأشهر الأخيرة الماضية جاء من دون علمها وعلى عكس ما كانت تخطط له وتنتظره، وبالتالي فانها بدأت تعيش حالة انعدام الوزن نتيجة انعدام الثقة بحلفائها الغربيين والأوروبيين على حد سواء، بعد أن كانت قد تلقت الكثير من الوعود والضمانات بحفظ دورها في أي تسوية، فاذا بالأيام تثبت عكس ذلك وتعيد تجربة الانسحاب الأميركي من العراق، فعدم اشراك التنظيمات المدعومة من قبل الدول الخليجية يعني اسقاط دورها والجعل من مشاركتها في طاولة الحوار السورية مجرد حدث لحفظ ماء الوجه، وذلك على اعتبار أن واشنطن هي من سيفاوض وسيحتفظ بالأوراق الرابحة لحماية مصالحها. إثر كل هذا باتت دول الخليج الفارسي وعلى رأسها قطر والسعودية تبحث عن مصالحها في سياقات أخرى أخرجت هذه التطورات ليصبح أسلوب هذه الدول مغازلة القيادة السورية وكسب ودها بشكل أو بآخر بما فيها ضرب الإرهابيين الذين سبق وأن دعمتهم ومولتهم وأرسلتهم هذه الدول . المحلل السياسي السوري حسين الأحمد أكد في تصريح خاص لوكالة أنباء فارس أن هذه التطورات ستفضي أخيرا إلى نتائج بالغة الأهمية على أرض الواقع من حيث إضعاف المقاتلين المتطرفين وتجفف منابع الدعم الواصلة إليهم . وأشار الأحمد إلى أن هذه التطورات تعجل بشكل كبير انتصار القيادة السورية سواء في المضمار السياسي الساعي لحل الأزمة السورية عبر جنيف أو العمليات العسكرية التي تقترب من النصر العسكري على المسلحين. وفي سياق آخر صنفت الولاياتالمتحدة الأميركية «أبو محمد الجولان» و «أبو بكر البغدادي» على لائحة الرجال العشر الأخطر في قائمة الإرهاب الدولي الأميركي. وعدت قائد تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة التابعين إلى تنظيم القاعدة كأكثر الإرهابيين المطلوبين للعدالة طارحا مبلغ مليوني دولار أميركي على من يسلم أحد الرجلين إلى واشنطن. التصعيد الأميركي ضد الإرهاب المنتشر في سوريا يأتي كبداية لمرحلة جديدة أعقبت اتفاق كيري لافروف والذي أسس لتسوية حول سوريا يكون فيها بند الحرب على الإرهاب واحدا من أهم نقاط الإجماع الأميركي الروسي في إدارة السياسة الدولية والتي باتت سوريا تشكل نقطة الارتكاز الأبرز فيها. مواقف الساعات الأخيرة، توجها رئيس "الائتلاف " المعارض أحمد الجربا والذي يعرف عنه أنه رجل السعودية في الائتلاف بشن هجوم عنيف على المقاتلين المتشددين في سوريا، ما أحدث إرباكا وصل إلى داخل الدول الداعمة لأطياف المعارضة بعد أن تبدل المشهد برمته، وتحول إلى محاولات للتقرب من النظام السوري، ومن دبلوماسيته الناشطة على أكثر من خط اقليمي وأممي، في ظل غزل مباشر واشادة من وزير الخارجية الأميركية جون كيري باستجابة الحكومة السورية للمطالب الدولية وسرعة الشروع بتنفيذ عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، في خطوة فسرتها بعض الدول العربية باعادة اعتراف واشنطن بشرعية القيادة السورية وحكومتها، فضلاً عن اعطائها الضوء الأخضر لتسعير الحرب التي يخوضها الجيش السوري ضد من تصفهم واشنطن ب"الارهابيين"، وتحاربهم في أكثر من مكان ورقعة جغرافية في الشرق الأوسط كما في أفريقيا. / 2811/