في حوار مع فارس.. المحلل الاستراتيجي سليم حربا: أميركا والسعودية استثمرتا الإرهاب في سوريا منذ 3 سنوات أكد المحلل السياسي سليم حربا أنه لا يوجد أي تناقض من حيث المبدأ بين السياسة التي يتبعها آل سعود، وبين سياسة الولاياتالمتحدة الأميركية، معتبراً أن التطورات الأخيرة هي عبارة عن توزيع أدوار خلال الربع ساعة الأخير بين هاتين الدولتين. دمشق (فارس) وقال حربا وهو المحلل السياسي والخبير في الشؤون العسكرية، في تصريح لوكالة أنباء فارس، أن من استثمر الإرهاب ودعمه لثلاث سنوات في سوريا حتى وما قبل الأزمة السورية بغطاء تنظيم القاعدة هو الولاياتالمتحدة الأميركية والاستخبارات السعودية، لكن تغيير الخارطة المصالحية وموازين القوى في المنطقة استناداً لثوابت لا يمكن تجاوزها وهي: - أن سوريا تجاوزت مشروع الإرهاب - تعريف الإرهاب بنفسه من خلال إعلان انتمائه لتنظيم القاعدة أو مهما تعددت مسمياته وخاصة أن مشروعه بات إقليمياً ودولياً. - اتجاه الإرهاب عكساً على الدول الداعمة والمؤسسة له وأوروبا واحدة منهم وذلك بعد نجاح سوريا في مواجهته على أرضها. وأضاف حربا أن الثابت المهم في مفهوم مكافحة الإرهاب يعني مكافحة منظومة بأكملها، بداية من الجذر والمشيمة السعودية إلى ما تبقى من أدوات وعصابات وفكر وهابي وتكفيري. لذلك وبحسب حربا، فبعد انكفاء العدوان الأميركي على سوريا وما تلاها من اتفاقية دولية حول الكيماوي السوري والاتفاقية التاريخية بين إيران والسداسية الدولية، أصبحت مكافحة الإرهاب حاجة وضرورة إقليمية وإنسانية لأنه يتهدد المنظومة الحضارية والقانونية والأخلاقية والقيمية والإنسانية للبشرية جمعاء، لذلك فإن مواجهة الإرهاب هي فرض عين على كل إنسان حضاري. ويتابع الدكتور حربا: "من هنا ترى أميركا أن السعودية أصبحت عبئاً أخلاقياً واجتماعياً وقانونياً عليها كونها هي والإرهاب وجهان لعملة واحدة لا يفترقان". وانطلاقاً من قدرة واشنطن في تغيير مواقفها ومواقعها بدء الطلاق بينها وبين السعودية وكانت الطلقة الأولى حسب حربا، هي انكفاء العدوان الأميركي على سوريا والاتفاقية حول الكيماوي السوري، وثاني طلقة كانت في اتفاق إيران مع مجموعة ال 5+1، والطلقة الثالثة ستكون في جنيف2 والذي يتمحور حول مكافحة الإرهاب. ومن هنا يؤكد حربا أنه يمكن القول أن السعودية التي ارتبط مصيرها بالإرهاب ستتضرر في حال أي مواجهة له، ما يدفعها الآن إلى تبني ما يسمى "الجبهة الإسلامية" المرتبطة عضوياً بجبهة النصرة وتنظيم داعش، مع محاولة تسويقها ودعمها عسكرياً وسياسياً على أنها معارضة مسلحة ومعتدلة، وتطلب من واشنطن محاورة هذه الجبهة الإرهابية التكفيرية، وأن تشكل لها رافعة سياسية لتكون أداة ضغط على الدولة السورية وخشبة خلاص للسعودية في جنيف2. / 2811/