أكدت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة اليوم الاثنين ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية عبر مؤتمر (جنيف 2)...داعية في الوقت نفسه إلى وقف توريد السلاح إلى طرفي الصراع الدموي. وقال حسن عبد العظيم المنسق العام للهيئة، في بيان نشر اليوم إنه "كان من المؤمل أن يتم التوجه نحو حل سياسي للأزمة في سوريا عبر مؤتمر (جنيف 2)، إلا أن أطرافا عدة محلية واقليمية ودولية تقوم بوضع العراقيل أمام خيار الحل السياسي عبر تعزيز الحل العسكري، ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض في رهان عبثي ومدمر". واعتبر البيان أن هذا الرهان الذي يتجسد في السباق على تصعيد التسلح وإرسال مقاتلين غير سوريين إلى طرفي الصراع الدموي، ليس إلا رهان فاشل نظرا لقدرة حلفاء الطرفين على تحقيق استمرار التوازن الميداني وبالتالي استمرار القتل والدمار وتصعيده إلى درجات كبيرة يدفع المواطن السوري وسوريا الوطن والكيان ثمنها من دم ابنائه ولحمه الحي. وأكد البيان أن هيئة التنسيق الوطنية تؤكد على ضرورة التوجه نحو الحل السياسي وايقاف توريد السلاح إلى طرفي الصراع الدموي، والتوقف عن اللهجة الحربية الفارغة التي تبشر بانتصارات موهومة، وليكن بإدراك الجميع أن تسجيل مكاسب في بعض المواقع لن يغير من موازين القوى ولا من مطالبة الحركة الشعبية الوطنية الديمقراطية في اقامة نظام ديمقراطي بديل عبر حل سياسي على قاعدة تفاهمات (جنيف 1). وكان وزراء خارجية ال 11 من مجموعة "أصدقاء سوريا" اتفقوا في ختام اجتماعهم في الدوحة، السبت الماضي، على تقديم دعم عسكري على وجه السرعة إلى مقاتلي المعارضة، كل بلد بطريقته حتى تتمكن المعارضة من صد ما اسموه "الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه". وأوضح البيان أن وقف القتل والدمار مقدمة رئيسة لأي حل مقبول ومدخل لأي تسوية حقيقية، وهو الانتصار الحقيقي لسوريا دون أي تخل عن مطلب التغيير الديمقراطي المنشود. ونفت الهيئة الاخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول تورط الهيئة في أعمال مسلحة...مؤكدة أن هذه الاخبار " عارية عن الصحة حيث لم تتم أية مداهمات لمكتب المنسق العام ولا للمزرعة التي عقد فيها المؤتمر التأسيسي للهيئة "... مبينة أن نشر مثل الأخبار من قبل بعض الصحف اللبنانية الموالية للنظام تستهدف النيل من مصداقية هيئة التنسيق. وكانت صحيفة (الأخبار) اللبنانية الموالية للنظام قد قامت بنشر بعض الأخبار الملفقة التي تتهم قيادات هيئة التنسيق الوطنية بالتورط في أعمال مسلحة، والعثور على أسلحة ومتفجرات في مزرعة تخص المنسق العام في منطقة حلبون بريف دمشق (غربا)، كما تم العثور على أسلحة في مكتب المنسق العام أثناء مداهمة مكتبه بدمشق. وتمثل هيئة التنسيق الوطنية أكبر ائتلاف سوري معارض من نوعه، والتي أسست في 30 يونيو 2011، ويضم عددا من الأحزاب السورية المعارضة، بالإضافة إلى ممثلين عن العديد من القوى والشخصيات السياسية والعامة السورية. وتهدف هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بشكل أساسي إلى بناء نظام ديمقراطي وتعزيز الوحدة الوطنية. وفي سياق مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا الذي عقد مطلع الاسبوع الجاري في الدوحة اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الاثنين أن ما خلص اليه المؤتمر "بالخطير جدا" لأنه يهدف إلى إطالة أمد الأزمة والقتل، وتشجيع الارهابيين على ارتكاب مجازر .حسب قوله... مشيرا إلى أن تسليح المعارضة سوف يعرقل مؤتمر جنيف. وقال المعلم، في مؤتمر صحفي عقده في مبنى وزارة الخارجية بدمشق، " نحن نقول إن ما تقرر في الدوحة خطير جدا لأنه يمد في عمر الأزمة والقتل ويشجع الإرهاب على ارتكاب مجازر، فيما يقولون إنهم يساعدون على الحل السياسي، هم يعرقلون جنيف ويساعدون على قتل مزيد من شعبنا، واذا عقد مؤتمر جنيف فنحن نصر على وقف العنف "... لافتا إلى أن "التقارير تشير إلى أن تنظيم جبهة النصرة هي التي تسيطر على المناطق، والغرب سيسلح بالنهاية هذا التنظيم". وتابع أن "ما يحدث في صيدا من ارهاب وجرائم انما هو من ارهاصات مؤتمر الدوحة والمطالبة بتسليح المعارضة". وقال المعلم " وبعد النصر الذي حققه الجيش السوري في مدينة القصير بريف حمص (غربا) خرج وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ليتكلم عن إعادة التوازن فيما خرج الرئيس الأمريكى باراك أوباما بقرار تسليح المعارضة مرفقا إياه بحديث عن استخدام الأسلحة الكيماوية، ونحن في سوريا لم نعلن يوما أن لدينا أسلحة كيماوية أو ليس لدينا، لكن أثار شكوكنا لماذا يستخدم الرئيس الأمريكي معلومات ملفقة فاستنتجنا أن قراره بتسليح المعارضة لا يلقى شعبية حيث أكدت استطلاعات الرأي أن معظم الأمريكيين لا يؤيدون التسليح، ليس حبا بالشعب السوري لكن خشية من عودة الإرهابيين". وحول مؤتمر جنيف، قال المعلم " أعلنا عزمنا المشاركة في المؤتمر ونحن جادون في هذا القرار لأننا نجد في الاجتماع الدولي فرصة حقيقية يجب عدم تفويتها، سنتوجه للمؤتمر بكل جدية بقصد وقف العنف والإرهاب وهو مطلب شعبي يحتل الأولوية بالنسبة للسوريين "، مؤكدا أن وقف العنف والإرهاب معيار لجدية وقف المتآمرين بتسليح الجماعات الإرهابية. وتابع " إننا نذهب لجنيف من أجل اختبار جدية المتآمرين بوقف تسليح الإرهاب "... مؤكدا " لن نذهب لتسليم السلطة بل لإقامة شراكة حقيقية عبر وحدة وطنية ". واعتبر الوزير السوري ان التزام دول الجوار بوقف تسليح وتدريب وإرسال هؤلاء الارهابيين إلى الأراضي السورية أساس لنجاح مؤتمر جنيف...مشيرا إلى أن المجتمعين في الدوحة طالبوا من لبنان والعراق بضبط حدوده مع سوريا، متسائلا لماذا لم يطلبوا ذلك من الأردن وتركيا. واعلنت سوريا انها ستحضر المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف بين السلطة والمعارضة، بغية البحث عن حل سياسي للازمة السورية بعد التوافق الامريكي والروسي على عقده، كما اعلنت اقطاب المعارضة السورية في الداخل عن عزمها المشاركة في ذلك المؤتمر، دون شروط مسبقة الا ان معارضة الخارج تضع شرط تنحي الرئيس السوري قبل بدء المؤتمر. ويشهد المجتمع الدولي اتصالات دبلوماسية مكثفة حول سبل عقد مؤتمر جنيف 2 الخاص بسوريا، الذي اتفقت واشنطن وموسكو في مايو الماضي على انعقاده، وسط خلافات حول دور الرئيس بشار الأسد في المرحة الانتقالية، ومشاركة إيران، ما يحول دون تحديد موعد انعقاده. وحول السلاح الكيميائي، قال المعلم إن "سوريا لم تعلن انها تمتلك أسلحة كيميائية"... مشيرا إلى أن "تسليح الغرب للمعارضة السورية مرفوض من الشعب السوري ومن الشعوب الغربية التي تتخوف من عودة هذا السلاح إلى بلادهم، والدول الغربية تريد استعمال حجة السلاح الكيماوي من اجل اقناع الشعوب بضرورة تسليح المعارضة". وتابع "سوريا قدمت كل الدعم للجنة التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في خان العسل بحلب، وكانت الدولة السورية ستصل إلى اتفاق لولا تدخل قطر وفرنسا وبريطانيا وتقديم ادعاءات على استخدام هذا السلاح"...موضحا أن "المسلحين استخدموا غاز الاعصاب في خان العسل لقتل الشعب السوري"، مضيفا " نحن نملك وثائق عن استخدام الإرهابيين للكيماوي وأكد لنا الأصدقاء الروس مصداقيتها ". وتؤكد الحكومة السورية أنها لن تستخدم هذه النوعية من الأسلحة في الأحداث الجارية... محذرة من قيام مجموعات مسلحة باللجوء إلى استخدام هذه النوعية من الأسلحة مشيرة أن لديها أدلة على استخدامها من قبل مسلحين معارضين. وتقول كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إن لديهم أدلة على استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا من قبل السلطات، فيما ترفض الحكومة السورية ذلك. وكان أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون أعلن أخيرا أن التقارير حول استخدام الحكومة السلاح الكيماوي "خطيرة"... داعيا لإجراء تحقيق كامل حول صحة استخدامها. وردا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن الأزمة السورية، قال المعلم " نحن لسنا على صلة بالأمريكيين، فماذا يقصد كيري لا نعرف، لكن أؤكد أنه مهما تحدث كيري فلن نقبل أي حل يفرض من الخارج، الحوار بين السوريين، وبين معارضة تعيش في الخارج وأخرى في الداخل، نبني معهم المستقبل برضى السوريين، حتى الآن لم تأت دعوة بالحضور ولم يتبلور من سيحضر جنيف ". وكان كيرى قد لفت، يوم السبت الماضي خلال اجتماع أصدقاء سوريا بالدوحة، إلى أن الولاياتالمتحدة سترسل الأسبوع المقبل مسئولين من طرفها إلى جنيف للقاء حلفائها الأوروبيين والمبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي لتحديد تاريخ والاتفاق على كيفية عقد ذلك الاجتماع. يشار إلى أن الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من عامين أسفرت عن سقوط أكثر من 90 الف شخص ولجوء اكثر من مليون وستمائة الف مواطن الى دول الجوار.