أكد مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي بان آلية المفاوضات النووية الان مختلفة عن السابق وان الفريق الايراني المفاوض يدخل المفاوضات بصلاحيات وان الطرف الاخر ايضا قد ابدى بعض الاستعداد من نفسه. طهران (فارس) جاء ذلك في تصريح ادلى به صالحي لوكالة انباء "فارس" خلال تفقده لها يوم امس الاثنين، حيث اشار الى القضايا التي طرحت حول تصريحاته خلال الاشهر الماضية بشان توقعاته المتفائلة بان هنالك عاما جيدا امام السياسة الخارجية الايرانية، وقال، ان الكثير من القضايا الهامشية طرحت حول هذا الموضوع ولكن ينبغي القول بان التعاطي مع اميركا في القضية النووية لا ينبع من فراغ. واشار الى ما صرح به قائد الثورة الاسلامية في خطاب له في مدينة مشهد بالقول "اننا لا نعارض الحوار" واضاف، لقد اعلنت في مؤتمر ميونيخ واماكن اخرى مرارا بان الحوار ليس خطا احمر بالنسبة لنا، ولكن لم يتساءل احد عن اسباب طرح هذا الموضوع وهل بامكان مسؤول ما ان يتحدث بمثل هذا الكلام من نفسه؟. ولفت رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية الى اننا الان في ظروف حساسة لكنها باعثة على الامل واضاف، ان القضية النووية هي فوق كل القضايا وان سماحة قائد الثورة الاسلامية هو الذي يتولى قيادتها. واشار مساعد رئيس الجمهورية الى ان القائد يدير قضية العلاقة مع اميركا والقضية النووية واضاف، انه فيما يتعلق بالعلاقة مع اميركا قال سماحة قائد الثورة الاسلامية انه سيتخذ القرار اللازم متى ما راى النظام المصلحة في ذلك وليس بامكان احد اتخاذ اي اجراء من نفسه في هذا الاطار. وتابع صالحي قائلا، نحن اليوم في منعطف كبير وان آراء قائد الثورة الاسلامية محددة في هذا الصدد، اذ قال انه لا يعارض المحادثات الموضوعية وعلينا نحن التنفيذ بصورة صحيحة كي نتقدم الى الامام وان نعمل بحيث لا تكون هنالك عقبات في الطريق وان يتم حل الملف. واعرب صالحي عن التفاؤل ازاء مسيرة المفاوضات واضاف، لقد ادرك الاميركيون بان المواجهة لا تفيدهم اكثر من هذا وان الجمهورية الاسلامية ورغم المشاكل لم تشل وانه نظرا للقضايا الاقليمية وقضايا الاقتصاد العالمي ينبغي على اميركا التحرك في هذا الاتجاه. واعتبر ان هنالك فرصة تاريخية امام اوباما للخلود في التاريخ الاميركي واضاف، انه نظرا للظروف القائمة في العراق وافغانستان فان حل القضايا مع ايران يمكن ان يجعله من الرؤساء الخالدين في تاريخ اميركا وان يبرز لها صورة غير صورة الحرب والاحتلال. واشار الى ان الديون الخارجية المترتبة على ايران والبالغة 14 مليار دولار فقط وهو رقم ضئيل اذا ما قورن مع اجمالي انتاجها القومي واضاف، ان الدولة التي يبلغ اجمالي انتاجها القومي مئات المليارات من الدولار لا يعتبر الدين البالغ 14 مليار دولار رقما مهما بالنسبة لها كما ان لنا 100 مليار دولار في صندوق احتياطي العملة الصعبة وبطبيعة الحال هنالك قيود في عمليات النقل للارصدة. واشار الى المفاوضات التي انطلقت اليوم الثلاثاء بين ايران ومجموعة "5+1" واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ادركت اساس المفاوضات جيدا واخذت بالاعتبار نقطتين مهمتين يمكنهما ان تحلا هذه العقدة، الاولى اننا اعلنا باننا لن نتنازل ابدا عن الحقوق المصرح بها في معاهدة "ان بي تي" والنظام الداخلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية لانها تاتي ضمن حقوقنا السيادية، فايران عضو في المعاهدة ويجب ان تحظى بحقوقها المشروعة في اطارها والنقطة الثانية هي انها ملتزمة كذلك بتعهداتها. واوضح بان التكنولوجيا والطاقة النووية تتضمن جميع الابعاد النووية ومن ضمنها التخصيب ودورة الوقود النووي ونحن لن نجري اي محادثات تمس أيا من حقوقنا وتساءل قائلا، انه كيف يمكن ان تكون دولة ما عضوا في معاهدة "ان بي تي" وملتزمة بجميع تعهداتها فيما تحرم من بعض الحقوق التي يتمتع بها الاعضاء الاخرون. وتابع رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، رغم اننا نرفض مبدئيا قلق الغربيين ولا نعتبره منصفا لكننا يمكننا ازالة هذه الهواجس عبر آليات ومعاهدات وقوانين دولية واعطاء الضمانات اللازمة لعدم الانحراف عنها وعليهم ايضا الاقرار بحقوقنا وعلى هذا الاساس اعتقد باننا سنتخذ الخطوة الاولى في مفاوضات جنيف. واعتبر صالحي الاجتماع مع مجموعة "5+1" اجتماعا تمهيديا لتبيين ارادة الجمهورية الاسلامية الايرانية، واضاف، اعتقد انه ينبغي الاخذ بنظر الاعتبار 3 قضايا؛ الاولى ان تكون نهاية المفاوضات واضحة وان نعلم الى اين سنصل، والثانية هي ان هذه المفاوضات يجب ان تكون محددة بفترة زمنية معينة وان لا تكون مفاوضات من اجل مفاوضات، والثالثة هي انه ما هي الخطوات الواجب اتخاذها للدخول الى هذه العملية. مؤكدا القول بان نوايانا صادقة ونامل بان يدخل الطرف الاخر المفاوضات بنفس هذه النوايا. وفيما اذا سيتم في مفاوضات اليوم البحث حول تخصيب اليورانيوم في دولة اخرى وتجميد انشطة محطة "فردو" قال، اننا لا نتوقع في اجتماع اليوم الدخول في مثل هذه التفاصيل لان البحث سيكون عموميا واعتقد انه ستتم مناقشة المبادئ والجدولة الزمنية ومقدمة بدء العملية. واعتبر الظروف المستجدة بعد الانتخابات الرئاسية في البلاد بانها كانت مؤثرة على القضية النووية و"كانت لسماحة قائد الثورة الاسلامية توجيهات جعلتنا في ظروف عززت املنا مقارنة مع الماضي". /2868/