فشلت دعوة «الإخوان» للحشد بالميادين والشوارع المصرية أمس»الثلاثاء» مع بداية أول أيام عيد الأضحى، وهى الدعوة التي أعلن عنها «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الموالي ل»المعزول» محمد مرسى، للمطالبة بعودة «الشرعية» والتي طالبت في بيان لها من قبل بأداء صلاة العيد في كل ميادين مصر والدعاء بما اسمته «النصر وكسر الانقلاب». وسادت حالة من الهدوء في معظم محافظات مصر، وسط تكثيف أمنى من القوات، ففي ميدان التحرير «بوسط العاصمة» أغلقت قوات الجيش المدعومة بقوات من الشرطة الميدان من كافة الاتجاهات أمام حركة السيارات والمواطنين، ودفعت قوات الجيش بعدد من المدرعات على مداخل الميدان، كما عززت الشرطة وجودها بخمس مدرعات على مدخل الميدان، تحسبًا لأي محاولة لاقتحام الميدان بعد دعوات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي للتظاهر في أول أيام عيد الأضحى، ومنعت قوات الأمن المواطنين من أداء صلاة العيد داخل الميدان، وسمحت لعدد قليل من المصلين بالصلاة قرب مسجد عمر مكرم، واقتصرت الصلاة بداخل المسجد على أفراد الجيش والشرطة المتمركزين بالميدان، وعبر تجار الميدان عن استيائهم من إغلاق مداخل ميدان التحرير، وذلك لتوقف مصالحهم الشخصية وتعطيل أعمالهم، ولكنهم يؤيدون الفريق أول عبدالفتاح السيسي لما يفعله من أجل مصر، كما حضر في محيط الميدان حركة «توحد» الذي تدعو لتوقيع الاستمارات الخاصة بها لدعوة الفريق أول السيسي رئيسًا للبلاد، وشعارها «بالأمر يا سيسي هتبقي رئيسي» حيث دعت جموع الشعب للتوقيع من أجل رئيس عسكري وقف بجانب الشعب المصري، وفي محيط المتحف المصري القريب من الميدان شهدت أرجاؤه أمس إقبالاً من السياح الأجانب لزيارة المتحف في حراسة مشددة، من أجل الاستمتاع بالحضارة المصرية، كما حرصوا علي التقاط صور داخل المتحف والميدان خاصة وهو خال من الباعة الجائلين وبدون مرور سيارات، وشهد ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين الشهير،عقب أداء الصلاة أجواء احتفالية وفرحة شديدة للمئات من المصلين الذين احتشدوا بالميدان، وسط تأمين من قوات الجيش والشرطة، وفى السياقِ ذاته أقام عدد من الشباب منصة صغيرة بمحيط ميدان مصطفى محمود، وقاموا بتشغيل الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت، منها أوبريت تسلم الأيادي، ورفعوا أعلام مصر، كما أطلقوا الألعاب النارية في الهواء تعبيرًا عن فرحتهم بالعيد.. كما انتشر بشارع جامعة الدول العربية عدد من بائعي الأعلام، والتي لاقت إقبالاً كبيرًا من قبل الوافدين، وأطلق عدد من الشباب الألعاب النارية «الشماريخ» كما رفعوا صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى. كما سادت حالة من الأجواء الاحتفالية بأول أيام العيد، ففي منطقة مصر الجديدة «شرق القاهرة» خاصة محيط قصر الاتحادية «القصر الجمهوري» قام الأطفال والوافدون على المنطقة بعد إنهاء خطبة العيد بإطلاق عدد من الألعاب النارية، ورفع عدد منهم أعلام مصر، وردد بعضهم تكبيرات العيد، كما وضع عدد من سكان المنطقة عددًا من مكبرات الصوت بنوافذ المباني المجاورة للقصر، وتشغيل عدد من أغاني العيد والأغاني الوطنية، وافترش عدد من الباعة الجائلين الأرصفة المحيطة بالقصر. في المقابل وفى محاولة لإفساد فرحة المصريين بعيد الأضحى المبارك احتشد العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب أداء صلاة العيد رافعين صور الرئيس المعزول محمد مرسى، وإشارات «رابعة العدوية» ونظم العشرات من المصلين المؤيدين للجيش وقفة احتجاجية مقابلة لوقفة الإخوان مرددين هتافات «الجيش والشعب إيد واحدة»، و»سيسي يا سيسي»، و»السيسي عمهم وحارق دمهم»، و»بنحبك يا سيسي»، ملوحين بعلامة النصر بأيديهم. وفى نفس السياق نظم المئات من المصلين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، بجامع عمروبن العاص»شمال القاهرة» مظاهرة بعد انتهاء الصلاة، ورفع المتظاهرون إشارات «رابعة العدوية» في وجه المصلين الآخرين، الذين غادروا الجامع بعد انتهاء الصلاة مباشرة، كما رفعوا «بلالين» مكتوب عليها رابعة العدوية، فيما نشبت مشادات كلامية بين عناصر الإخوان المتظاهرين أمام جامع عمروبن العاص بعد صلاة عيد الأضحى المبارك والمصلين بسبب الهتافات المسيئة للجيش من قبل الجماعة، واستمروا في تظاهرهم أثناء خروجهم من ساحة المسجد للمطالبة بالإفراج عن قيادات الإخوان المسلين. فيما دعا الشيخ أحمد سلامة إمام مسجد عمرو بن العاص لإنهاء مظاهرة جماعة الإخوان المسلمين بعد انتهاء الصلاة، قائلاً: إن اليوم هو عيد الأضحى المبارك، وعلى الجميع نبذ الخلافات والتوحد في صورة واحدة وهى الاحتفال بالعيد، كما أمر الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وقال سلامة من خلال مكبر الصوت بالمسجد، هذا لا ينبغي أن يحدث من أبناء الفسطاط أول عاصمة إسلامية في مصر وإفريقيا، ولا ينبغي أن يفعله أبناء مصر القديمة وجامع عمرو بن العاص، وعلينا محاولة التقرب إلى بعضنا البعض ونبذ الخلافات في هذا اليوم المشهود، وعلى جانب آخر استمرت المشادات بين عناصر الإخوان المسلمين المتظاهرين والمصليين حيث تبارى الفريقان بالإشارات المضادة فرفع الإخوان إشارات رابعة في وجه المصليين الذين ردوا عليهم بإشارات النصر وهتافات مؤيدة للفريق أول عبدالفتاح السيسى، فيما شهد محيط عدد من الكباري المصرية وكورنيش النيل والحدائق العامة صباح أمس وجودًا أمنيًا مكثفًا من قبل قوات الأمن والجيش، حيث تمركزت عدد من المدرعات بتلك المناطق تحسبًا لأى أعمال تخريبية. من جهتها أكدت القوى السياسية المصرية فشل دعوة الإخوان لإفساد فرحة الشعب بالعيد، مثلما فشلت دعوتهم لاحتلال مترو الأنفاق ومحطات الوقود والتظاهر يوم 6 أكتوبر، وأصبحوا مكروهين من الشعب، حيث أكد الدكتور أحمد دراج - الأمين العام لحزب الدستور- أن الدعوات التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين أمس مع أول أيام عيد الأضحى، وتنظيم المسيرات الاعتصامات باءت بالفشل، مثلما فشلوا في الدعوات السابقة في احتلال المترو يوم نصر أكتوبر، كما فشلوا في إدارة الدولة، وبالتالي أصبح الناس يدركون كذب وخداع هؤلاء. وقال دراج: إن الجميع يقف ضد خطط هؤلاء، خاصة وأن الشعب المصري كله أصبح له توجه ضد الإخوان وجرائمهم، وبالتالي ما يحدث هي دعوات لإثبات الحضور فقط. وأكد شريف الروبي أحد قيادات حركة 6 إبريل أن دعوة الإخوان كان محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ، موضحًا أن هذه الدعوات لن تصطدم مع الدولة، وإنما ستصطدم مع المواطن الذي سوف يتصدى لهم، لكون أن هذه الجماعة تحاول إفساد فرحتهم بالعيد، مطالبًا «الإخوان» بالاعتذار للشعب عما ارتكبوه من حماقات في حقه، متوقعًا أن تلجأ جماعة الإخوان للأعمال الإرهابية لأنهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم، بدليل ما ارتكبوه ضد الجنود في رفح وتعطيل الاقتصاد، وبالتالي على الشعب أن يكون يقظًا ضد مخططات هذه الجماعة الإرهابية. المزيد من الصور :