رفضت السعودية في خطوة غير مسبوقة الجمعة ان تشغل مقعدا في مجلس الامن بذريعة الازدواجية داخلة تجاه عدة قضايا بينها سوريا وفلسطين الا ان المراقبين يعزون ذلك الى عدم رعاية الرياض لالتزاماتها في قضايا حقوق الانسان في السعودية . الرياض (فارس-وكالات) واشارت الخارجية السعودية في بيان، الجمعة، الى ان اعتذار المملكة غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، سببه خصوصا فشل المجلس في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري وجعل الشرق الاوسط خاليا من اسلحة الدمار الشامل. وقال المحلل السعودي البارز والقريب من الدوائر السياسية في المملكة عبدالعزيز بن صقر ان السعودية ارادت ان تعبر عن "الاستياء الشديد"، لاسيما ازاء حليفتها الكبيرة واشنطن التي تتقارب مع ايران وتوافق على منحها دورا في شؤون المنطقة بينما تدعم ايران النظام السوري و"تتدخل" في شؤون دول المنطقة بحسب قوله. وفي المقابل، رأى الكاتب والمحلل العربي نصير العمري ان سبب اعتذار السعودية يعود الى ظروف تمر بها "حقوق الانسان في السعودية" ومشاكل تتصل بقضية حقوق الانسان، تشكل مصدر قلق للسلطان السعودية. وسخر العمري من هذا القرار السعودي وكتب في صفحته الشخصية في تويتر: «السعودية رفضت مقعدا في مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه ويتم إصدار قوانين تمنع المرأة من قيادة السيارة في كل العالم». الى ذلك، ذكر بيان للخارجية السعودية نشرته وكالة الانباء الرسمية ان "آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب". وفيما تعد السعودية من اهم الداعمين للمجموعات المسلحة التكفيرية السلفية في سوريا، اكد بيان الخارجية ان المملكة العربية السعودية "وانطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين". وسخر العمري كذلك، بيان الخارجية السعودية وكتب في تويتر: «على السعودية ان ترسل هيئة "مطوعين" لتثقيف مجلس الأمن حول حقوق الانسان وحقوق المرأة والمساواة حتى يستفيد العالم من خبراتهم». وانتخبت السعودية الخميس للمرة الاولى عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي. وفازت السعودية بالمقعد الى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا التي انتخبت ايضا اعضاء غير دائمين في مجلس الامن. وانتخبت هذه الدول الخمس من قبل اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة لدورة من سنتين تبدأ في الاول من كانون الثاني/يناير 2014. ونالت السعودية 176 صوتا من اصوات الدول الاعضاء ال193. ويعد الاعتذار السعودي غير مسبوق في تاريخ الاممالمتحدة ومجلس الامن، والسوابق التاريخية في هذا السياق اقتصرت على اعتماد الاتحاد السوفياتي عام 1950 سياسة "المقعد الفارغ" بسبب الحرب الباردة، وشغور المقعد ال15 بسبب خلاف بين الدول في 1980. ويأتي قرار السعودية بعد ان رفض وزير الخارجية سعود الفيصل خلال الجمعية العامة للامم المتحدة التحدث من على المنصة احتجاجا على عدم تحرك المجلس في الشأن السوري والاراضي الفلسطينية، في ما اعتبر حينها علامة استياء واضحة من المملكة. لكن بحسب عبد العزيز بن صقر الذي يرئس مركز الخليج للابحاث، فان قرار السعودية يعبر خصوصا عن "عدم ارتياح للسياسة الجديدة في واشنطن وبالذات مواقف الرئيس باراك اوباما في المواضيع الخاصة بالمنطقة" من ايران الى اليمن مرورا بسوريا ومصر والعراق والبحرين. /2336/ 2819/