عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: أكد الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أنه من غير المستبعد أن يكون النظام السوري بأجهزة استخباراته قد سرَّب جزءاً من سلاحه الكيماوي لبعض المجموعات داخل سوريا من أجل إلصاق التهم بهم؛ ما يدفع العالم بالإحساس بالخطر من هذه المجموعات، أو إلى اليمن في ظل وجود تقارير تشير إلى ذلك. وقال في جلسة معايدة في مدينة بريدة الجمعة الماضية إن هناك تقارير تشير إلى وصول أسلحة كيماوية لليمن، أي خارج الحدود السورية، في ظل الوضع الأمني القائم، إلى جانب إمكانية اختراق النظام السوري المدجج بأحدث التقنيات الاستخبارية لبعض المجموعات المقاتلة. وأضاف العودة بأن تعاطف الشباب ضد المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه معنى نبيل، إلا أنَّ عملية دفع هذه المعاناة ليست بمقدور الآحاد والأفراد، بل قد يزيدها هذا التوجُّه تفاقماً. وجدد العودة دعوته لعدم سفر الشباب للقتال في سوريا ضد نظام بشار الأسد، مؤكداً أن هذه الدعوة كان قد وجهها للشباب إبان الحرب في أفغانستانوالعراق والشيشان، على الرغم من الهجوم الشديد الذي تعرض له. وأوضح أن هناك اعتبارات عدة تؤيد هذا الرأي، أبرزها أن قضية الشعب السوري محلية، والتدخل فيها من شأنه أن يُعطي مبررات إعلامية، تدفع العالم لتغيير موقفه من النظام السوري، إضافة إلى أن التوجهات المختلفة لدى الشباب قد تسبب ارتباكاً. وقال: "كنت أحذر الشباب من السفر للعراق، وهو ما أدين لله به، وتعرضت وقتها لهجوم شديد من بعض الأطراف"، متسائلاً: "ما المصلحة؟ وهل المقصود أن يذهب الناس إلى هناك ويتم تصفيتهم؟". وأضاف العودة: "أقول لأبنائي: اسمعوا هذا الرأي، وليس ضرورياً أن تقبلوه أو يغيّر وجهة نظركم، ولكن كرأي أخ محب وناصح لكم". مشيراً إلى أن البعض قد يذهب بروح قيادية زائدة، وأن آخرين من صغار السن دون خبرة، وليس عندهم ما يضيفونه للموقف. واعتبر أن اندفاع آلاف الشباب من البيوت والمدارس والحلقات، خاصة مع تيسر أسباب الخروج والدخول، بالتأكيد سيسبب مشكلة، مشيراً إلى أن القصة ليست مقصورة على مجرد استشهادهم، ولكن هناك أبعاداً كثيرة يجب أن تراعى. وتساءل: "ما الذي تغير في العراق بعد سقوط صدام ومجيء الأمريكان وسفر الجهاديين؟ وهل أصبحت العراق أكثر تأهيلاً وقابلية لقيام الدولة الإسلامية؟". مشيراً إلى أن "المشكلات تفاقمت، وظهرت الفتن والطائفية والخلافات التي هي أبعد عن روح الدولة الإسلامية، وليست أقرب". وقال: "الدولة الإسلامية ليست فقط في قتال أو جيش"، مشيراً إلى أن "تركيا – كنموذج - استطاعت أن تغير من مجريات الأمور بعد زمان طويل منذ أيام نجم الدين أربكان -رحمه الله- الذي أسقطوه، وسجنوه وحكموا عليه، ثم جاء أردوغان بعده، ونجح وأسقطوه، ثم حكموا عليه باعتزال العمل السياسي سنوات، قبل أن يعود للعمل مرة أخرى ويحظى بالسلطة في هدوء، وحقق نجاحاً اقتصادياً كبيراً لبلاده". وأضاف: "حينما تذهب إلى تركيا تجد نسبة غير قليلة من الشعب لا يحبون أردوغان أو حزب العدالة والتنمية، ولكن يحبون النظافة والرقي والتطور الاقتصادي والتعليم الجيد الذي حققه".