شبام نيوز . القاهرة - "الخليج": على الرغم من حالة الحزن التي تلف عموم المصريين جراء الحادث الإرهابي، الذي استهدف كنيسة العذراء في منطقة الوراق في محافظة الجيزة، فإن جهات الدولة عازمة على مواجهته بكل قوة، وفق ما أكده وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بشأن قدرة الشعب المصري على التصدي للظاهرة، وتجاوز تداعياتها الغاشمة . مثمناً قوة الدولة المصرية التي تكمن في وحدة الصف الوطني وصلابة أبناء الشعب المصري من المسيحيين والمسلمين . ودان السيسي خلال اتصال هاتفي له مع البابا تواضروس الثاني، مساء الاثنين، "الأعمال الإرهابية الخسيسة، التي استهدفت مواطنين مسيحيين مصريين بالكنيسة"، مؤكدا أن القوات المسلحة ستقف بكل قوة وحسم أمام أي عمل إرهابي يستهدف المواطنين المصريين . وفي إطار ردود الفعل على الحادث الإرهابي، الذي تعرضت له الكنيسة وأسفر عن مقتل 4 مسيحيين وإصابة 17 آخرين، تجمع عدد من الأقباط أمس أمام مقر مجلس الوزراء منددين بالحادث، مطالبين بإقالة حكومة حازم الببلاوي، وبالأخص وزير الداخلية . وطالب كاهن الكنيسة بضرورة تكثيف أجهزة الأمن لتواجدها على الكنائس لتأمينها وحمايتها، "بعدما صارت مستهدفة منذ ثورة 25 يناير"، على حد قوله . وأعلنت الكنيسة عن استقبال وفود الدولة لتقديم واجب العزاء في ضحايا الحادث . مؤكدة أنه لن يؤثر في عمق العلاقة بين عرى النسيج الوطني المصري، "خاصة أن الحادث إرهابي، وليس طائفيا، بدليل حالة التلاحم بين أبناء الوطن الواحد لمواجهة الإرهاب، وقيام مسلمين بإسعاف شركائهم في الوطن، والتبرع لهم بالدماء" . ومن جانبها، نأت أحزاب وقوى إسلامية بنفسها عن الحادث، ودانت الجماعة الإسلامية وحزبها السياسي البناء والتنمية العمل الإرهابي، وقالت "إنها تنأى بنفسها عن هذا الفعل الإجرامي"، فيما يعرف أن الجماعة سبق أن تورطت في أعمال عنف خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي، غير أنها أصدرت مطلع عام 2000 مراجعات أعلنت خلالها تخليها عن جميع أشكال العنف . وأكد حزب النور أنه لا يوجد في مصر ما يسمى بالفتنة الطائفية، "فالمصريون جميعاً مسلمين وأقباطاً يعيشون في سلام ووئام منذ مئات السنين، وما حدث في كنيسة الوراق حادث إجرامي المقصود منه زعزعة الاستقرار في مصر" . وأكد أن "المستفيدين من إضعاف مصر وزعزعة استقرارها كثيرون، ولذلك نطالب الجهات الأمنية بتكثيف جهودها للوصول إلى الجناة وعدم التعجل في توجيه الاتهامات قبل الوصول إلى الفاعل الحقيقي" . وقال رئيس الحزب د .يونس مخيون، إن "المؤامرات التي يواجهها الوطن كثيرة ومصر تمر بمرحلة دقيقة وصعبة في تاريخها توجب على كل وطني مخلص أن يسعى للوصول بمصر إلى حالة الاستقرار وتجاوز هذه المرحلة الخطيرة بأقل ما يمكن من خسائر" . وأضاف أن الحالة الآن أصبحت لا تستدعي استمرار فرض حظر التجوال، "كون المظاهرات والفعاليات تتم في غير وقت الحظر، كما أنه يؤدي إلى تقييد الحركة التجارية والنشاط الاقتصادي ما يترتب عليه خسائر فادحة، ويبعث رسالة سلبية للعالم الخارجي عن الحالة الأمنية في مصر، وأن المتضرر الحقيقي من حالة الحظر هو عامة الشعب، الذي لا يشارك في هذه الفعاليات والمظاهرات" . وكانت حكومة الببلاوي قد صرحت، أمس، عبر متحدثها الإعلامي بأنه ليست هناك نية لتجديد حالة الطوارئ في البلاد، أو طرحها لاستفتاء شعبي، بعد انتهاء مدتها في 14 نوفمبر المقبل، لتكون قد أتمت ثلاثة أشهر، على نحو ما ورد في الإعلان الدستوري الصادر في يوليو/تموز الماضي، والذي رهن تمديدها عن هذه المدة بطرحها لاستفتاء شعبي .