براقش نت متابعات:مرت 3 أشهر منذ تسلم حازم الببلاوي منصب رئاسة مجلس الوزراء المصري، إثر ثورة عارمة في 30 يونيو الماضي، حضرها ملايين من الشعب المصري هاتفين بصوت واحد "يسقط حكم المرشد"(نسبة إلى مرشد الإخوان المسلمين). وكان ذلك إعلانا لعهد جديد بدأت فصوله الأولى باصطفاف الجيش المصري إلى جانب الجموع الثائرة وإعلانه قرار عزل الرئيس مرسي في الثالث من يوليو بعد أن كانت فترة حكمه أسوأ فترة في تاريخ مصر المعاصر بشهادة جل المراقبين. واعتبر المراقبون أن رئيس الحكومة حازم الببلاوي، ورغم الفترة القصيرة من توليه قيادة الحكومة المصرية، تمكن من تحقيق عديد الإنجازات الملموسة. أهمها إعادة مصر إلى الحضن العربي من خلال تجديد العلاقات مع دول المنطقة وخاصة السعودية والإمارات والكويت بعد أن تضررت بشكل كبير خلال فترة حكم الإخوان المسلمين. ويجمع جل الخبراء الاقتصاديين أن حكومة الببلاوي، ورغم التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه مصر، نجحت في ظرف وجيز في إنعاش الاقتصاد المصري المتهالك خلال عهد الإخوان. وتبرز نجاحات الحكومة أساسا في تمكنها من السيطرة على سوق الصرف مع توافر العملات الصعبة وانخفاض سعر الدولار وزيادة المدخرات بالعملة المحلية في الجهاز المصرفي التي تم استخدامها في تمويل الاستثمارات وتنشيط عجلة الاقتصاد مع ارتفاع معدلات البورصة خلال الفترة الأخيرة ليتجاوز حاجز ال 6 آلاف نقطة لأول مرة منذ ثورة 25 يناير2011. في هذا السياق أشاد محمد عشماوي رئيس المصرف المتحد بالدور الذي قامت به حكومة حازم الببلاوي في السيطرة على سوق الصرف منذ اندلاع أحداث ثورة 30 يونيو الماضية وحتى اللحظة الراهنة، والتي ترتب عليها توافر العملات الصعبة وانخفاض سعر الدولار التي انعكست بدورها أيضاً على زيادة المدخرات بالعملة المحلية في الجهاز المصرفي التي تعد عنصراً هاماً لتمويل الاستثمارات، وذلك لتمويل النمو الاقتصادي وتنشيط عجلة الاقتصاد التي أعادت ثقة المواطن المصري والمستثمرين في قدرة الاقتصاد الوطني على النهوض من أزمته العميقة والتي بدأت بارتفاع مؤشرات البورصة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة حيث تجاوز المؤشر حاجز ال 6 آلاف نقطة لأول مرة منذ ثورة 25 يناير2011. وقال إسماعيل حسن محافظ البنك المركزي الأسبق "إن لحكومة الببلاوي الفضل في تحقيق الاستقرار النقدي والمالي وتقليص عجز الموازنة العامة بعد أن بلغت حوالي 240 مليار جنيه والتي من شأنها إهدار جميع الفرص على النهوض بالاقتصاد المصري على مدى بعيد خاصة في ظل ارتفاع نسبة التضخم ورفع أعباء الديون الخارجية على الدولة". ورغم سعي الغرب إلى وضع العراقيل أمام الحكومة الحالية وإلباسها لبوس الفشل من خلال رفض صندوق النقد الأوروبي تقديم منح ومساعدات كانت من المقرر أن تحصل عليها البلاد قبل 3 أشهر، إلى جانب قيام الولاياتالمتحدة الأميركية بتعليق مساعداتها العسكرية إلى مصر، إلا أن الاقتصاد المصري تمكن من تجاوز ذلك وتحقيق نمو أكده جميع المطلعين على الوضع الاقتصادي المصري وذلك بفضل حسن إدارة القيادة المصرية الحالية. وكان للتدخل العربي من خلال حزمة المساعدات التي قدمتها كل من السعودية والكويت والإمارات الفعل الإيجابي في انتعاشة الدورة الاقتصادية المصرية. إن النجاحات الاقتصادية للحكومة المصرية وإن كانت مهمة فإنها مازلت تواجه جملة من العراقيل من بينها البطالة المستشرية في البلاد إلى جانب ارتفاع نسبة التضخم وعجز الميزان التجاري. أما فيما يتعلق بطريقة معالجة ملف الإخوان المسلمين والجدل الذي أثير سابقا حول كيفية فض اعتصاماتهم وخاصة اعتصام رابعة العدوية وبعده النهضة واعتقال قيادات منهم فقد ظهر بالكاشف حسب الخبراء أن ذلك كان الحل الأمثل لتجنيب مصر بحر من الدماء. خاصة وأنه كانت هناك مؤشرات تنبئ بقرب اندلاع حرب أهلية بين المواطنين المصريين وأنصار الإخوان سعت إليها الجماعة إن لم يتم حسم المسألة من قبل الجيش المصري. وفي هذا السياق قال حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي إن أبرز ما أنجزته حكومة الدكتور حازم الببلاوي هو فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميداني رابعة العدوية والنهضة وعدم سماحهم بإقامة أية بؤر إرهابية لعناصر تنظيم جماعة الإخوان المحظورة وتطهير كرداسة ودلجا من العصابات الإرهابية. أما على الصعيد الأمني فقد تمكنت مصر خلال الثلاثة أشهر الماضية من تحقيق انتصارات هامة على الإرهاب من خلال اعتماد سياسة تجفيف المنابع خاصة في شمال سيناء التي تحولت زمن حكم الإخوان المسلمين إلى بؤر للتشدد والتكفير. حيث تمكنت القوى الأمنية والعسكرية التي أعلنت الحرب على الجماعات المتشددة في سيناء -التي أثبتت جميع المعطيات الأمنية تورط جماعة الإخوان المسلمين معها فيما يحدث من عنف في الأراضي المصرية- من تشديد الخناق على معاقلهم مع الإصرار على رفض التحاور معهم بعد أن استحلوا الدم المصري. وكانت المؤسسة العسكرية وعلى رأسها الفريق السيسي قد أعلنت أكثر من مرة أنها ستواصل ضربها بأيد من حديد معاقل وبؤر التشدد، المدعومة من أكثر من جهة (أجنبية ومحلية). ويرى مراقبون أن الجيش المصري والقوى الأمنية، ورغم تزايد وتيرة استهدافهما من الجماعات التي قدم جزء كبير منها من غزة على غرار "أنصار بيت المقدس"، قد تمكنت من قطع خطوات هامة في طريق تحقيق استقرار أمني لطالما مثل هاجسا لدى عموم المصريين.