على مأدبة العشاء التي أقيمت لأمير الكويت في قلعة وندسور التاريخية، رافقت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ابتسامة لم تنقطع، وبعدما أشرفت بنفسها على ترتيب المأدبة وتنسيق الزهور، راحت تشيد بالعلاقات البريطانية الكويتية. لندن: قالت ملكة بريطانيا الملكة اليزابيث الثانية إن الكويت والمملكة المتحدة صداقتهما منذ الأزل، وذلك عندما افرغت سفينة تابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية حمولتها في الكويت في عام 1775. وقالت إليزابيث خلال كلمة لها في حفل عشاء أقامته على شرف أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يزور بريطانيا، إن بريطانيا تشارك الكويت في تاريخ طويل وعريق، وقالت:" علاقاتنا عميقة جدًا والمملكة المتحدة فخورة لانها لعبت دورًا في تاريخ الكويت الحديث والمستقبل ينبئ لنا بأمور واعدة». وأكدت: «لقد شعرنا في عام 1991 بالسرور لوقوفنا الى جانبكم في ساعة الحاجة وسنواصل تقديم هذا الدعم لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقتكم والمجتمع الدولي. ان تعاوننا الوثيق في قضايا الدفاع والامن سيساهم في استتباب الامن والاستقرار في بلدينا». أمير الكويت: اكتشاف آفاق جديدة فيما أكد الشيخ الصباح أن بلاده لا يمكنها أن تنسى أبداً كيف استجابت بريطانيا والدول الصديقة لدحر الاحتلال العراقي على الكويت في عام 1990، والتضحيات التي قدمها الشعب البريطاني في سبيل تحرير الكويت، وقال «هي راسخة في قلوب وذاكرة الشعب الكويتي». وأضاف في كلمة ألقاها في حفل العشاء: اننا نتابع عن كثب التعاون الثنائي وأبرزه المجال التجاري والاستثماري بما يتماشى وعمق مصالحنا المشتركة، ونتطلع الى تعزيزها من خلال استثمار الفرص الواعدة". كما أشاد بالنجاح الكبير الذي شهدته دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في بريطانيا الصيف الماضي. وأضاف الصباح" أنه لفخر وشرف لي أن أقوم بزيارة الدولة هذا الاسبوع والالتقاء بكم في هذا الصرح الشامخ بيت الاسرة المالكة قصر وندسور العظيم بما يمثله من تاريخ وحضارة عريقتين". وتابع:" تأتي زيارتنا اليوم لتجسد حرصنا المشترك على توطيد أواصر الصداقة والمودة والتفاهم التي تربط بلدينا وشعبينا، والتي تؤكد سعينا الى بذل كل ما من شأنه الارتقاء بعلاقاتنا والعمل على اكتشاف آفاق جديدة من التعاون والشراكة". وأشاد الصباح بملكة بريطانيا قائلاً: "إنه لشرف لي المشاركة في اليوبيل الماسي هذا العام بمناسبة مرور ستين عاماً على حكم جلالتكم، والتي أمضيتم فيها سنوات عديدة في خدمة بلدكم تحت قيادة حكيمة لا مثيل لها، فجلالتكم محط اعجاب واحترام العالم بأسره". وبشأن وقوف بريطانيا إلى جانب الكويت قال الصباح "لا يمكننا أن ننسى أبدًا كيف استجاب بلدكم الصديق وغيره من بلدان العالم لدحر الاحتلال العراقي الغاشم لبلادي في عام 1990 وما قدمه الشعب البريطاني من تضحيات في سبيل تحرير الكويت التي ستبقى راسخة في قلوب وذاكرة الشعب الكويتي". واضاف:" إننا نتابع عن كثب مستويات التعاون الثنائي بين بلدينا في كل الميادين والتي شهدت نمواً ملحوظًا في مجالات عدة أبرزها المجال التجاري والاستثماري بما يتناسب وعمق مصالحنا المشتركة ونتطلع الى تعزيزها من خلال استثمار الفرص الواعدة بما يسمو بعلاقاتنا ويرتقي بها الى مستوى الطموح ويحقق لبلدينا وشعبيهما الصديقين التقدم والازدهار". الملكة اليزابيث أشرفت على ترتيبات العشاء بنفسها وتأخذ مآدب الطعام التي تقيمها الملكة اليزابيث الثانية عادة لضيوفها في قلعة وندسور التاريخية طابعاً مميزاً، لما لقاعة الطعام من تاريخ عريق امتد لحقبة من الزمن. وتصدرت الملكة اليزابيث مع أمير الكويت مائدة الطعام التي صنعت من الخشب النادر وتضم 170 مقعداً. وكانت الغرفة التي اقيم بها العشاء احترقت بالكامل عندما تعرضت قلعة وندسور لحريق كبير دمر عدة اجنحة فيها عام 1992 ولحسن الحظ فإن المائدة لم تكن داخل الغرفة عندما شب الحريق. وقالت مسؤولة الاعلام في القلعة لورا كنج لوكالة الانباء الكويتية، إن الملكة قامت في الساعة السادسة من مساء امس بتفقد ترتيبات العشاء، ووقفت على كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالمأدبة، بما في ذلك مكان جلوس كل ضيف من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والوفد الرسمي المرافق لسمو امير البلاد". واضافت أن الملكة اشرفت ايضا على باقات الزهور التي وزعت على جوانب المائدة على نحو يتسم بالجمال، وتفقدت ايضا الطاقم الخاص بخدمة الضيافة خلال المأدبة. ورداً على سؤال حول طاقم الضيافة قالت كنج إنهم من الاشخاص المشهود لهم بالكفاءة العالية، ويحضرون دورات تدريب بشكل منتظم حتى يتقنوا هذا النوع المميز من العمل، وعلاوة على ذلك فإن هذا الطاقم يقوم ايضاً بتنظيم دورات تدريب لكوادر من خارج القصر من المطاعم والفنادق الكبرى. وبعد انتهاء مأدبة العشاء اصطحبت الملكة ضيفها لتناول القهوة وتبادل الاحاديث الودية في صالون مجاور لهذه القاعة. ابتسامة الملكة وقد اهتم الإعلام البريطاني بزيارة أمير الكويت، وذكرت صحيفة (ديلي إكسبريس) أن «الابتسامة التي لم تغادر محيا الملكة إليزابيث الثانية لدى استقبالها أمير الكويت، والتي تعكس المكانة التي تحظى بها دولة الكويت قيادة وشعبًا لدى المملكة المتحدة».