كثير من الأمثال العربية القديمة التي قالها الأولون عندما تكون مناسبة أو موقف ما أو خاطرة أو أي شيء يساير الحياة ويتأثرون من ذلك الموقف ينطق أحدهم عبارة أو جملة أو قولًا تكون مناسبة لهذا الموقف وتصبح تلك العبارة مثلًا عربيًّا يؤخذ به إلى يومنا هذا ومن تلك الأمثال : « وافق شن طبقة « ، « نفس عصام سودت عصامًا ..... «، «وعند جهينة الخبر اليقين «...... إلخ . الله يرضى عليك حكومة عبارة يرددها كثير ممن يزور الديار المقدسة والمشاعر لتأدية مناسك الحج والعمرة وعندما يشاهد الزائر تلك المنشآت العملاقة بدءًا من المواقيت وما هيئ فيها من خدمات عامة وترتيبات معينة فيبدأ نسكه متوجهًا إلى بيت الله الحرام ثم الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة وعندما يشاهد تلك التوسعة العظيمة التي لم يشهد التاريخ لها مثيلًا والراحة التامة للطائفين والساعين لا يسع أحدهم إلا أن يقول : الله يؤيدك دولة أو الله يرضى عليك حكومة بلهجته البدائية البسيطة لكنها لها معنى عميق لأنها نابعة من قلب مخلص رأى النعمة ووقرها ودعا بهذا الدعاء ، وعندما يتوجه إلى المشاعر المقدسة في منى وعرفة ومزدلفة يشاهد ذلك التنظيم الرائع والآلاف المؤلفة من الجنود المجندة لخدمة ضيوف الرحمن كل فيما يخصه ثم الخدمة الرائعة للحجيج من توسعة وتنظيم ومياه مبردة على جوانب الطرق والعربات الكهربائية لنقل الضعفاء والعجزة والنساء إلى الجمرات ومحطة قطار المشاعر ثم نموذج ذلك كله تلك التوسعة العظيمة لرمي الجمرات التي كان يعاني منها الحاج عند تأدية ذلك النسك لكن اليوم والحمد لله قد انحلت تلك المشكلة وأصبح الحاج يتمتع بتأدية ذلك النسك بيسر وسهولة وعندما يلحظ الراحة المتوفرة من التوسعة والظل والهواء لا يسعه إلا أن يقول : الله يرضى عليك حكومة ؛ عبارة بدائية وإن كان فيها نوع من الركاكة والتركيب البلاغي لكنها معبرة تعبيرًا بليغًا لما احتوته تلك الأعمال الجليلة لخدمة ضيوف الرحمن ، ويأتي مشروع قطار المشاعر الذي بدأ منذ عام 1431ه ليحل مشكلة الحاج المتنقل بين المشاعر المقدسة في راحة تامة ؛ مشروع جبار حضاري يعتبر النموذج الأمثل لتلك الخدمة العظيمة المقدمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن ، الأعمال جمة ومتنوعة تحتاج إلى مؤلَّف ، لكن لعمق تلك العبارة التي سمعتها من بعض الحجاج أثناء تأدية تلك المناسك تأثرت بها وأعجبتني فذكرت هذا الموجز من تلك الأعمال الجليلة التي يقدرها الحاج من الداخل والخارج . مطهر الفقيه القوز