شبام نيوز . صنعاء - الخليج فشلت مساعي اللجنة الرئاسية المكلفة بتطبيع الأوضاع في منطقة دماج بصعدة، شمالي اليمن، في إيقاف المواجهات المسلحة والمحتدمة بين مجاميع مسلحة ومكثفة من الحوثيين ومقاتلين من أتباع التيار السلفي معززة بمسلحين من قبائل مناهضة لجماعة الحوثي . وأكدت مصادر قبلية بمنطقة دماج ل"الخليج" أن التصعيد المسلح للأوضاع في دماج لا يزال مستمراً ومتصاعداً جراء استمرار تدفق مقاتلين من أتباع جماعة الحوثي إلى المنطقة بالترافق مع وصول إمدادات مضادة من قبائل مناهضة لجماعة الحوثي . وأشارت المصادر إلى أن اللجنة العسكرية المكلفة بتطبيع الأوضاع الأمنية في المنطقة، لم تنجح في حث طرفي الصراع على وقف الاقتتال والبدء بتنفيذ اتفاق التسوية الذي تم التوافق عليه قبيل تفجر الأوضاع مجدداً في دماج . واستمر القصف المتقطع بين مسلحي الحوثيين والسلفيين بالتزامن مع لقاءات مكثفة عقدتها لجنة الوساطة الرئاسية مع طرفي النزاع للبحث في آليات وقف فوري لإطلاق النار . واتهم مسؤولون في جماعة الحوثي، مسلحي الجماعات السلفية بقصف مناطق في قرية دماج بعدما تمركز مسلحوهم في موقع البراقة الذي رفضوا في وقت سابق تسليمه إلى اللجنة العسكرية، وأكدوا استمرار المسلحين في الاعتداء على المواطنين، كما اتهموا قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح بالسعي إلى افتعال أزمة وشن حرب إعلامية في المساجد للدعوة إلى الجهاد . وطالب الحوثيون بإخراج المئات من المسلحين الأجانب الذين يتابعون دروساً دينية في مركز دار الحديث بدماج، باعتبارهم سبباً مباشراً في حال التوتر الحاصل في المنطقة، كما طالبوا الجماعات السلفية بتسليم المناطق التي يتمترسون فيها إلى لجنة الوساطة للمضي بجهود حل الأزمة . أما الجماعات السلفية المسلحة فقد اتهمت الحوثيين بقصف مناطقهم بالأسلحة الثقيلة، مشيرة إلى أن سقوط 25 قتيلاً وعشرات الجرحى، وطالبت لجنة الوساطة بالعمل على فك الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مناطقها . وأكد الناطق باسم الجماعات السلفية أبو إسماعيل الحجوري أن الحوثيين يفرضون حصاراً على مركز دماج منذ أسابيع ويمنعون وصول المساعدات والإمدادات الغذائية والإنسانية إليه . وقال مسلحون سلفيون إن المسلحين الحوثيين المتمركزين في الجبل المطل على منطقة دماج قصفوا أمس منزل قيادي في الجماعات السلفية يدعى سرور الوادعي وأن القصف أوقع مصابين، كما أدى إلى تدمير جزئي للمنزل . وبحث اجتماع مشترك ضم أعضاء اللجنتين الرئاسية والعسكرية المكلفتين وقف المواجهات في دماج، وأصدرتا بياناً دعتا فيه طرفي النزاع إلى ضبط النفس والالتزام بتوجيهات رئيس الجمهورية القاضية بتنفيذ الاتفاق الموقع بين الطرفين في صنعاء، وإيقاف إطلاق النار وإخلاء المواقع والنقاط من المسلحين تمهيداً لإحلال الوحدات العسكرية للتموضع فيها، مناشدين الطرفين بتغليب المصلحة الوطنية . وشددت اللجنتان على ضرورة التعامل بإيجابية مع الجهود المبذولة لإحلال السلام وحفظ الأمن والاستقرار والعودة إلى طاولة الحوار للخروج بنتائج تضمن للجميع العيش بسلام وحرية فكرية يمارسها الجميع وفقاً لما يخدم المجتمع وسلامته . وعلمت "الخليج" أن ثمة اتصالات يجريها الرئيس عبد ربه منصور هادي شخصياً مع قيادة جماعة الحوثي وقيادات أتباع التيار السلفي لإنهاء الاشتباكات .