طالب خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيخ صالح محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس والتي استغرقت 30 دقيقة، بالاستعداد ليوم غد الأحد، واغتنام ظاهرة كسوف الشمس باعتبارها موسمًا للطاعة والتوبة والإنابة إلى الله، قائلا: لا تتركوا هذه الفرصة تفوتكم، وعلى الأقل صلوا صلاة الكسوف لإحياء سنة هجرها كثير من الناس، فالشمس والقمر آيتان من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعظيم خلقه سبحانه وتعالى، وإن اختلال نظام هاتين الآيتين من الدلائل العظيمة على قرب القيامة ونهاية هذا العالم. ومن الملاحظ كثرة وقوع الكسوف والخسوف في هذا العصر، بينما لم يقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة، وما ذلك إلا بسبب كثرة المعاصي والذنوب التي يقترفها العباد رغم توالي الآيات والنذر والتحذيرات. أفنريد أن تكون مثل هؤلاء تمر علينا الآيات والنذر فلا نخاف ولا نتراجع ولا نتوب ؟ لا يا إخوة لذا علينا جميعا تجديد التوبة والاعتبار بحدوث الكسوف أو الخسوف، وبخاصة أن هناك كسوفًا جزئيا للشمس يوم الأحد المقبل، في حوالي الساعة الخامسة عصرًا، ولذا علينا في هذا اليوم أن نعمل الآتي: الدعاء وذكر الله والاستغفار والصدقة والعتق، وإذا لم يكن في هذا الزمان رقاب تعتق، فيعمل بالأولى وهو عتق النفس من الألم ومن النار، والإنسان عبد لربه، فليسارع ليحرر نفسه من عبودية الهوى والشيطان ولعل هذه المناسبة تعيد العقول إلى أصحابها فيتخلون عن الآثام والمعاصي. وقال: إن صلاة الكسوف سنة مؤكدة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها في قوله (فإذا رأيتموهما فصلوا). وهي ركعتان تصلى جهريا بالليل كانت أو بالنهار وفي كل ركعة قراءتان وركعتان وسجدتان، وتكون الركعة الأولى أطول من الثانية، وينادي لها بالصلاة جامعة بلا آذان ولا إقامة، وتصلى جماعة في المسجد، وهذا لا يتعارض مع الندب لأداء النوافل فإن هذه الصلاة مما تشرع فيها الجماعة، فصار أدواؤها في المسجد خيرا من أدائها في البيت، وإن كان لا يمنع أن يصليها الناس في بيوتهم أو في مقار أعمالهم فرادى أو جماعات، ويسن حضور النساء إلى المساجد لأداء الصلاة مع التخلي عن الطيب والزينة في خروجهن، ومن السنة أن يبدأ الناس بالصلاة أول وقت الكسوف ويستمر إلى نهاية الكسوف فإذا انتهى الوقت لم يشرع أداء الصلاة لانتهاء السبب وخروج الوقت.