تشهد العديد من دول العالم يوم غدٍ الأربعاء بمشيئة الله حدوث ظاهرة فلكية نادرة تتمثل فى كسوف كلي للشمس، حيث من المتوقع ان تحتجب الشمس كليا في ظل القمر لبضع دقائق، وهذه الظاهرة هي أكبر ثالث كسوف للشمس فى القرن الحادى والعشرين، ويغطي كسوف الشمس قارة أوروبا ومعظم قارتي آسيا وأفريقيا وأجزاء صغيرة من غرب قارة أميركا الجنوبية، بيد انه لن يشاهد من قارة أمريكا الشمالية وأستراليا. وسيحدث كسوف الشمس جزئيا في معظم الدول العربية من بينها اليمن في حين ان الكسوف الكلي سيكون في ليبيا ومصر، وستكون أطول مدة لهذا الكسوف الكلي في جنوب ليبيا حيث ستستمر لمدة أربع دقائق وسبع ثوان، وبالتالي ستكون منطقة جنوب ليبيا أفضل منطقة في العالم لمشاهدة هذا الكسوف خاصة للعلماء الذين يدرسون مثل هذه الظواهر، وقد توجه العشرات من علماء الفلك والارصاد الجوية قادمين من اوروبا والولايات المتحدةالامريكية والعديد من دول العالم إلى مدينة السلوم المصرية بالقرب من الحدود الغربية لمصر مع ليبيا وكذلك إلى جنوب ليبيا وبالتحديد إلى منطقة واو الناموس الصحراوية لدراسة وبث صور عبر القمر الصناعي لظاهرة الكسوف الكلي للشمس. وسيبدأ الكسوف الكلي للشمس مع شروق الشمس على شاطئ البرازيل ثم يعبر المحيط الاطلسي إلى خليج غينيا ثم دول غرب ووسط أفريقيا ونيجيريا والنيجر وتشاد وجنوب ليبيا وبعدها إلى السلوم وينتظر أن يصل إلى تركيا وجورجيا بعد أن يعبر بحر قزوين ويمر بكازاخستان حيث ينتهي مع غروب الشمس فوق سيبيريا في روسيا. وفيما يلي اطار عن كسوف الشمس: الكسوف هو إخفاء جرم سماوي لجرم آخر خاصة الشمس أو قمر تابع لكوكب، ويوجد نوعان من الكسوف يصيبان الأرض: خسوف القمر وكسوف الشمس، ويحدث الكسوف الشمسي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض ويتحرك ظله فوق وجه الأرض، وهناك ظواهر فلكية مشابهة مثل العبور والاحتجاب ولكنها غير مثيرة مثل الكسوف لصغر حجم الأجرام المتداخلة عند مشاهدتها من الأرض. ويرجع تاريخ أول تسجيل علمي للكسوف إلى القرن الرابع الهجري "العاشر الميلادي" عندما سجل البيروني أول تصور للكسوفين القمري والشمسي في كتابه تحقيق ما للهند ردا على مزاعم وخرافات علماء الهند الذين قالوا عن التنين الذي يأكل قرص القمر فذكر: "إن كسوف القمر أي خسوفه، إن هو إلا دخوله في الظل، وكسوف الشمس إن هو إلا ستر القمر للشمس عنا ويحدث الكسوف الشمسي الكامل عندما تصل منطقة الظل الخاصة بالقمر إلى الأرض، ولا يتعدى قطر منطقة الظل أكثر من (268.7) كم، حيث تلامس سطح الأرض بحيث لا تكون المنطقة التي يشاهد فيها الكسوف الشمسي الكلي أوسع من هذا بل وقد تكون أضيق بصورة ملحوظة. ويتحرك ظل القمر فوق سطح الأرض في اتجاه الشرق، وحيث أن الأرض تدور باتجاه الشرق أيضا، تكون سرعة ظل القمر فوق الأرض مساوية لسرعة القمر وهو يسير في مداره مع طرح سرعة دوران الأرض، وتبلغ سرعة الظل عند خط الاستواء حوالي (1.706) كم/ساعة، أما بالقرب من القطبين حيث تكون سرعة الدوران صفرا، تبلغ سرعة الظل حوالي (3.380) كم / ساعة. ويمكن حساب مسار الكسوف الشمسي الكلي والزمن الذي يستغرقه من حجم ظل القمر ومن سرعته. وتبلغ أقصى مدة يستغرقها الكسوف الشمسي الكامل حوالي (7.59) د قيقة ولكن مثل هذا الكسوف نادر حيث يحدث مرة كل عدة آلاف من السنوات، وعادة يظهر الكسوف الكلي لحوالي 3 دقائق من نقطة في مركز مسار الكسوف الكلي. وفي المناطق التي تقع خارج الحزام والتي تعتبر منطقة ظل القمر امتدادا لها ولكنها تقع داخل الظل الناقص، تكون الشمس معتمة جزئيا ويحدث كسوف جزئي. أنواع الكسوف كسوف جزئي: فقط جزء من الشمس والقمر يتداخلان. كسوف كلي: كل الشمس تكون مخفية بواسطة القمر، هذا يحدث لأن النسبة مابين الأرض والشمس وما بين الأرض والقمر هي نفس النسبة مابين حجم الشمس الى القمر، مما يجعل القمر يبدو في نفس حجم الشمس من الأرض. كسوف بشكل خاتم أو كسوف سنوي: حلقة من الشمس مازالت تبدو حول القمر، هذا يحدث بسبب فشل ظل القمر للوصول الى الأرض في نقط معينة من المدار. كسوف مركب: أنحناء الأرض يؤدي الى مشاهدة كسوف جزئي واحد سنوياً من بعض المناطق في الأرض ولكن يمكن مشاهدة كسوف الكلي من مناطق في الأرض تكون على طول مسار الكسوف والتي تكون أقرب الى القمر فيزيائياً. وهكذا تقطع ظل القمر، مناطق أخرى أبعد للقمر ، تسقظ في ظل القمر ويحدث فيها كسوف سنوي. الحكمة من كسوف الشمس إن العبرة في الآيات الكونية هي التدبر في خلق السماوات والأرض يُذكِّر الإنسان بقرب أجله، لذلك أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن نصلي لخسوف القمر أو كسوف الشمس. صلاة كسوف الشمس.. حكممها ووقتها: صلاة الكسوف سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء، أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا".وفعلها كصلاة العيدين، ووقتهامن ظهور الكسوف فى أحد النيرين :الشمس أو القمر إلى التجلي، وإن وقع الكسوف في آخرالنهار حيث تكرة النافلة كراهة شديدة، استبدل بالصلاة ذكر الله والاستغفار والتضرعوالدعاء. ما يستحب فعله في الكسوف يستحب الإكثار من الذكروالتكبير والاستغفار والدعاء والصدقة والعتق والبر والصلة، لقوله صلى الله عليهوسلم: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذارأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا ". كيفيتها كيفية صلاة الكسوف : أن يجتمع الناس في المسجد بلا آذان ولا إقامة، ولا بآس أن ينادى لها بلفظ: الصلاة جامعة، فيصلى بهم الإمام ركعتين في كل ركعة ركوعان وقيامان، مع تطويل لكل من القراءة والركوع والسجود وإذا انتهى الكسوف أثناء الصلاةفلهم أن يتموها على هيئة النافلة العادية وليس فى صلاة الكسوف خطبة مسنونة وإنماللامام أن يذكر الناس ويعظهم ان شاء وهو حسن لقول عائشة رضى الله عنها: (خسفت الشمسفى حياة رسول الله صلى عليه وسلم فخرج رسول الله صلى عليه وسلم إلى المسجد فقامفكبر وصف الناس وراءه. فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبرفركع ركوعا طويلا وهو أدنى من القراءة الأولى، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمنحمده، ربنا ولك الحمد. ثم قام فا قترأ قراءة طويلة هى أدنى من القراءة الأولى، ثمكبر فركع ركوعا هو ادنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولكالحمد، ثم سجد، ثم فعل فى الركعة الأخرى مثل ذلك حتى أستكمل أربع ركعات وأربعسجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام، فخطب الناس، فأثنى على الله بما هوأهله ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا تخسفان لموت أحد ولالحياته ، فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة). لماذا لا يحدث الخسوف والكسوف كل شهر؟ عند بداية أو نهاية الشهر القمري فإن القمر يتوسط بين الأرض والشمس ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لكان الخسوف والكسوف يحدثان كل شهر، ولكن لأن مستوى دوران القمر حول الشمس يميل بزاوية مقدارها خمس درجات تقريباً. لذلك السبب لا يحدث الكسوف أو الخسوف إلا عندما تمر الشمس (بسبب دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين أو ما تسميان بالعقدتين. وتمر الشمس مرتين كل سنة فيهما. لذلك تحدث تلك الظاهرة بمعدل مرتين كل سنة مثل ظاهرة خسوف القمر.وتسمى الفترة التي تبقى الشمس في العقدتين بفترة الخسوف والكسوف حيث تبقى في كل عقدة أكثر من شهر وهو ما يجعل كل كسوف شمس يرافقه على الأقل خسوف قمر إما قبله أو بعده بنصف شهر والعكس صحيح. وتستغرق الشمس فترة 346.62 يوم كي تعود إلى نفس العقدة وتلك الفترة تسمى السنة الكسوفية لذلك يتوقع بعد تلك الفترة أو نصفها حدوث خسوف وكسوف ما على سطح الأرض. وبسبب الفرق بين السنة الكسوفية والسنة الشمسية فإن القمر يعود إلى نفس النقطة التي يحدث فيها الخسوف أو الكسوف بعد 18 سنة و 11.3 يوم أو ما تسمى بدورة الساروس للقمر والتي اكتشفها البابليون في عصور قبل الميلاد. إعتقادات خاطئة: إن ظاهرة كسوف الشمس شغلت بال البشر في كل العصور، ونسجوا حولها الخرافات والأساطير، فكانت توحي لهم بالخوف أحياناً وبموت العظماء أحياناً أخرى، أو ولادة ملك أو زعيم وغير ذلك من الأفكار التي كانوا يتخيلونها مثل سقوط حاكم أو وقوع كارثة طبيعية أو خسارة معركة، تضمنت بعض الأساطير أفكاراً نراها مضحكة في عصرنا هذا، ولكنها كانت هي التفسير المنطقي قبل آلاف السنين. فقد كان الصينيون يفسرون ظاهرة كسوف الشمس على أن تنّيناً يحاول أن يبتلع قرص الشمس، لذلك كانوا يضربون بالطبول ويقذفون بالسهام لأعلى محاولة منهم إخافة التنين وإعادة الشمس لهم من فمه! وفي الهند كان الناس يغمرون أنفسهم بالماء عند رؤيتهم هذه الظاهرة لكي لا يسقط عليهم شيء منه، وحتى يومنا هذا يعتقد الإسكيمو أن الشمس تختفي وتذهب بعيداً أثناء ظاهرة كسوف الشمس ثم تعود من جديد.وظلت ظاهرة الكسوف مرتبطة بالكوارث والهزيمة في المعارك والموت وغير ذلك حتى عهد قريب من النهضة العلمية في العصر الحديث، عندما تقدم العلم وبدأ عصر الكشوفات الفلكية والبحث العلمي، وجد العلماء تفسيراً لهذه الظاهرة، واتضح أنها ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة دوران القمر حول الأرض، ووقوع القمر بين الشمس والأرض مما يمنع رؤية الشمس. وتتكرر هذه الظاهرة باستمرار بقانون كوني ورياضي محسوب ويمكن التنبؤ به مسبقاً. الكسوف في عهد النبي: لقد جاء المصطفى صلة الله عليه وسلم وهو يحمل بيده منارة العلم ويحارب الخرافة والشعوذة والضلالة وما ورثه الناس عن أهل الجاهلية فحارب الإسلام الخرافات والجهالات محاربة لا هوادة فيها ولعل أوضح و أدل حديث يوضح فيه الإسلام لنا كيف كان حرباً على الخرافة ما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنه حينما كُسِفتِ الشمس يوم موت ولده إبراهيم و كان أهل الجاهلية يعتقدون بأن الشمس والقمر إنما يُكسفان إذا مات عظيم من أهل الأرض ففي اليوم الذي مات فيه ولد المصطفى صلى الله عليه و سلم صادف أن كُسِفت الشمس فربط الناس كسوف الشمس بموت ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالوا "كسفت الشمس لموت إبراهيم" فخرج إليهم المصطفى صلى الله عليه و سلم يريد أن ينيرهم بنور العلم و القرآن و الإيمان وأن يحارب فيهم تلك الخرافة فقال لهم "إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت أحد أو لحياته". سبأنت