الدوحة - الراية: أكد الشيخ د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن المليارات التي دفعها بعض الحكام العرب لتغيير سياسة مصر تجاه عدد من القضايا العربية المحورية ومنها فلسطينوسوريا كان الأحق بها الجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد جيش نظامي ظالم يجد السند من شيعة العراق ومن حزب الله في لبنان ومن روسيا وإيران. وقال: مصيبة الأمة الإسلامية في بعض حكامها وفي " كثير من أبنائها الذين أعمتهم الشهوات واتبعوا هوى أنفسهم فضَلوا وأضَلوا. وأضاف: إن مصر كانت تقف بجانب الشعب السوري إلا أن أعداء الأمة غيروا اتجاه مصر و جاروا على المصريين أنفسهم وعلى أهل غزة .. "أدعو الله أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر". وأكد خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع عمر بن الخطاب أن واجب الحكام العرب هو تقديم الدعم والسلاح لنصرة المستضعفين في سوريا لافتا إلى أن أمريكا تراجعت عن دعم قضية الشعب السوري حتى صار كل همها هو الأسلحة الكيماوية لضمان أمن إسرائيل ، تاركة الشعب السوري للقتل والدمار. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية يجب أن تظل القضية الكبرى والمحورية للأمة الإسلامية لافتا إلى أهمية أن تحظى بالأولوية دائما ولا ينبغي أن ننساها بأي حال من الأحوال خاصة في ظل تنامي البلطجة والجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ومخططاتها في ابتلاع القدس والمسجد الأقصى. وأكد أن اليهود يريدون اغتصاب القدس والمسجد الأقصى على مرأى ومسمع من مليار و750 مليون مسلم على مستوى العالم داعيا المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى الثورة ضد اليهود الذين يريدون فرض مشروعاتهم الخبيثة في القدس والأقصى على الأمة الإسلامية. وكان د.القرضاوي استهل الخطبة بالحديث عن موضوعات القرآن الكريم التي قال إنها غزيرة وكثيرة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع الخاص والعام كما تناولت الموضوعات الجوانب الإنسانية والروحية والعقلية والأخلاقية والتشريعية والعقائدية. وتناول فضيلته موضوع اتباع هوى النفس وحذر منه وهو الأسلوب الذي اتبعه المشركون " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس" .. وقال إن الله خلق أنواعا من الخلق إذ خلق خلقا لهم عقل بلا شهوات وصنفا آخر شهوات بلا عقل وصنفا ثالثا عقل وشهوات أما الخلق بالعقل بلا شهوات هم الملائكة الذين فطرهم الله على طاعته "لا يعصون الله ما أمرهم" ويقابل ذلك الخلق "شهوات بلا عقل" وهذا الخلق هي الحيوانات التي لا تفكر وأما الخلق الوسط بين الملائكة والحيوان هم البشر الذين لهم عقول يفكرون بها بحكم خلقتهم وميزهم الله عن البهائم بالعقل. وحذر من شهوات البطن والفرج والنفس وقال إنها أهم أهواء النفوس شديدة التأثير على الإنسان والتي تنزل بالإنسان إلى مستوى البهائم أو ترتفع به إلى درجة الملائكة "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" لأنهم لم يطيعوا شهواتهم وتحدث فضيلته عن أنواع الأنفس وأولها النفس الإمارة بالسوء "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء" وهو قول امرأة العزيز وقصتها المعروفة مع سيدنا يوسف والنوع الثاني من الأنفس هي النفس اللوامة التي تلوم الإنسان إذا فرط في القيام بعمل الحق ولم يستجب للرشد وجرى وراء شهواته الإنسانية واتبع الشيطان الذي هو عدو للإنسان منذ عهد آدم " لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم" وأَضاف: " إن الله أعطانا العقل حتى نميز الخير من الشر والحق من الباطل والضلال من الهدى .. والعقل يدعو إلى اتباع الهدى والله لم يترك البشر وحدهم بل أرسل إليهم الرسل لهدايتهم ..وحث على التجاوب مع دعوات الهدى . وجدد القول: إن اتباع الهوى يدخل الإنسان في المضلات وينزل به إلى أسفل سافلين وقال: إن العلماء حذروا من أربعة أشياء وهي إبليس والدنيا والنفس والورى. وقال إن إبليس وقف ضد آدم وذريته منذ بدء الخليقة وحذر من اتباعه ولفت إلى أن الدنيا بما فيها من الشهوات تقود الإنسان إلى الهلاك .. وحذر من النفس الأمارة بالسوء داعيا الإنسان إلى أن تكون نفسه دائما لوامة وهو ما يسمى حديثا ب "الضمير الحي" كما دعا إلى مقاومة النفس حتى الارتفاع بها إلى درجة النفس المطمئنة .. وأشار في هذه الأثناء إلى أن أول جريمة حدثت في البشرية كانت بفعل النفس الأمارة بالسوء وشدد على أن الجرائم ليست من فعل المجتمع كما يقول البعض على نحو ما ورد في قصة ابني آدم. وأكد د القرضاوي أن من لم يكن الله وليه فقد كل أسباب النصر كما أنه حرم من كل خير مشيرا إلى أن القرآن الكريم حذر النبي "أن احكم بينهم بما أنزل الله" وقال إن كتاب الله متكامل لا يسقط منه حكم واحد ويكمل بعضه بعضا. وقال إن الإنسان الموفق هو الذي تعلو روحه على الطين وغيره يفعل العكس .. وحذر من أن الكثير من بلداننا الإسلامية لم يعد يحكمها الربانيون يرجعون إلى الله ورسوله وإلى الصحابة وإلى علماء الأمة الإسلامية بل يرجعون إلى أهواء النفس .