ارتفعت حدة العنف في مظاهرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، خلال مسيرات نظمها أنصار الجماعة بالقاهرة وبعض المحافظات. فيما تصاعد الجدل السياسي حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة، التي تسبق محاكمة المعزول بساعات. وجاءت مظاهرات ما أطلق عليه «البروفة الأخيرة» دون المتوقع بمشاركة محدودة وأعداد قليلة، وسط إصرار على استمرارها على مدار الأيام المقبلة، وحتى موعد المحاكمة بعد غدٍ الاثنين، فيما تهدد الجماعة بحصار مقر المحاكمة، وتنفيذ مخطط دموي، فيما أعدت الأجهزة الأمنية خططًا لمواجهة كل مخططات الجماعة المحظورة. وساد هدوء تام بعض الميادين الرئيسية، وذلك بعد إغلاقها من جانب قوات الجيش والشرطة، فيما أحكمت قوات الأمن قبضتها على مداخل ومخارج ميادين التحرير ورابعة والنهضة ومصطفى محمود ومحيط القصر الرئاسي بالاتحادية، لمنع وصول مسيرات أنصار المعزول مرسي إليها، وسط مناوشات بين الأهالي والمشاركين في المسيرات، بينما وقعت اشتباكات محدودة بين مؤيدي الفريق السيسي وأنصار المعزول في عدة مناطق شهدت مسيرات لأنصار الطرفين، أبرزها الإسكندرية والدقهلية ودمياط والمنوفية، فيما شهدت منطقة سيدي بشر بالإسكندرية أعمال عنف عندما اشتبك أهالي المنطقة مع مسيرة مؤيدة للمعزول مرسي، حيث تبادل الطرفان التراشق بالحجارة، وسادت حالة من الكر والفر في المنطقة، وتدخلت قوات الأمن مستخدمة القنابل المسيلة للدموع لفض الاشتباك بين الطرفين، فيما أعلنت مديرية أمن الإسكندرية القبض على 60 من مثيري الشغب من أنصار الجماعة المحظورة. من جهتها، بدأت بعض الحركات الثورية مبكرًا فى إحياء ذكرى أحداث محمد محمود التي راح ضحيتها 41 شهيدًا ومئات المصابين، جراء مواجهات دامية بين الثوار وقوات الأمن، وذلك لمطالبتهم للمجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي فى حينها، بسرعة تسليم السلطة بعد ثورة يناير، فيما احتشد العشرات من ألتراس ثورجي أمس عقب صلاة الجمعة بميدان الفلكي بالقرب من شارع محمد محمود، الذي تغلقه مدرعات الجيش بشكل كامل، وطالب المتظاهرون بضرورة تحرك النظام الحالي نحو القصاص للشهداء، والحصول على كامل حقوقهم، ورفع المتظاهرون لافتات وبوسترات شهداء محمد محمود، في الوقت الذي رفعوا فيه أيضا لافتة الأحداث الشهيرة «ممنوع دخول الإخوان». إلى ذلك، يصل صباح غدٍ الأحد إلى القاهرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في أول زيارة لمصر منذ ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس السابق مرسي، وسط جدل بين القوى السياسية حول توقيت الزيارة، الذي يأتي قبيل ساعات من محاكمة المعزول، حيث انتقدت قوى سياسية مدنية هذه الزيارة، ووصفوها بأنها استمرار للتدخل الأمريكي في الشأن الداخلي المصري، وأنها تأتي في إطار ممارسة الضغوط على النظام المصري بخصوص محاكمة مرسي وملاحقة الإخوان. من جهته، طالب خطيب التحرير الشيخ جمعة محمد علي بالبث المباشر لمحاكمة المعزول حتى يراه الشعب داخل قفص الاتهام، لأنه حرض عشيرته على القتل والتخريب، ودعا جمعة الجيش والشرطة بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار أثناء محاكمة الرئيس المعزول، كما طالب الحكومة بعدم التصالح مع الجماعة المحظورة لأنها لا تملك القرار، وإنما الشعب المصري هو صاحب القرار الذي لا يقبل أبدًا التصالح بعد القتل والتحريض من قبل قيادات الإخوان والجماعة، داعيًا شيخ الأزهر بشطب عضوية الشيخ يوسف القرضاوي». من جهة أخرى، أطلق ملثمون النيران صباح أمس على فندق بشارع الهرم، ما أثار الذعر بين الموجودين بالفندق والمارة، فيما فر الجناة هاربين، وأغلقت قوات الأمن جميع الطرق المؤدية إلى شارع الهرم وطريق المريوطية والواحات وأكتوبر لمحاصرة الجناة، بينما قالت وزارة الداخلية إن الحادث جنائي وليست له أية أبعاد سياسية بسبب خلاف بين الزبائن ورواد الفندق.