كشفت منظمة سياج اليمنية لحماية الطفولة أمس الجمعة، عن مقتل أكثر من 120 شخصًا من سكان منطقة دماج بينهم نساء وأطفال حتى ظهر أمس الأول الخميس، في الحرب التي تشنها جماعة الحوثيين على سكان منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن. فيما قالت مصادر محلية: إن حصيلة الاشتباكات ارتفعت إلى 30 قتيلًا و118 مصابًا. بينما قالت مصادر سياسية في الحراك الجنوبي المشارك بمؤتمر الحوار اليمنيل»المدينة»: إن القيادي رئيس فريق الحراك بالحوار محمد علي أحمد، أنهى اعتكافه في عدن وعاد إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في مؤتمر الحوار، واجتماعات اللجنة المصغرة (8+8) المعنية بحسم عدد أقاليم الدولة الاتحادية اليمنية المقبلة، وجاءت عودة القيادي الجنوبي إلى صنعاء بناء على طلب من المبعوث الأممي جمال بن عمر وسفراء الدول الراعية، باعتباره الرئيس الشرعي لمكون الحراك الجنوبي السلمي في الحوار، (حسب ما جاء في الخبر الذي وزعه مكتب محمد علي أحمد). من جهتها، قالت مصادر محلية ل»المدينة»: إن مسلحين الحوثي المعززين بدبابات والأسلحة الثقيلة، اقتحموا الأجزاء الشمالية لمنطقة دماج بمحافظة صعدة بعد معارك ضارية مع السلفيين، فيما تدور معارك أخرى في الجهة الغربية، مشيرًة إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 30 قتيلًا و118 مصابًا في جبهات القتال. وذكرت مصادر سلفية أن الحوثيين قصفوا منزل يحيى الحجوي زعيم السلفيين في دماج بصواريخ الكاتيوشا. فيما اكتفت اللجنة الرئاسية بتوجيه نداءات للطرفين بوقف إطلاق النار وتنفيذ الاتفاق. واعتبر أعضاء اللجنة الرئاسية أن ما يحدث الآن هو نتيجة لعدم الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين طرفي النزاع، مشيرين إلى أن اللجنة مازالت تواصل مساعيها لتثبيت وقف إطلاق النار، وإيجاد الحلول الكفيلة بالتسوية بين الطرفين بما يكفل ترسيخ دعائم الأمن وحفظ السكينة العامة في المنطقة. من جهته، قال الشيخ الحسن بن علي البكري أحد أبرز مشايخ محافظة الجوف، ورئيس ملتقى أبناء الجوف: إن القبائل تتدارس حماية أبناء دماج إذا لم تقم الدولة بواجبها. وطالب أبكر رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق بتحمل مسؤولياتهم في وقف الاعتداءات وحماية المواطنين وفك الحصار، محملًا الحوثيين كل النتائج المترتبة على تلك الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها مليشاته، ودعا المنظمات الحقوقية المحلية والدولية في إغاثة المحاصرين وإسعاف الجرحى وإيواء المشردين. من جهتها، أدانت منظمة سياج غير الحكومية، العجز الحكومي الكامل تجاه مجازر الإبادة الجماعية، التي ترتكب في منطقة دماج بمحافظة صعدة نتيجة الحرب الدائرة بين جماعة الحوثي وأهالي المنطقة. وحسب مركز الرصد في منظمة سياج فقد بلغ عدد القتلى والمصابين من أهالي منطقة دماج حتى ظهر أمس أكثر من 120 شخصًا، بينهم أكثر من 20 طفلا وطفلة وعدد من النساء، وأن من بين المصابين في القصف عالم الدين محمد حزام البعداني، الذي يوصف بأنه من كبار شيوخ الدين في معهد دار الحديث للعلوم الشرعية السلفية في دماج. وأكدت المنظمة أن عشرات الجرحى محاصرون حاليًا في المنطقة، وبعضهم تحت الأنقاض ولم يتمكن الأهالي من إنقاذهم بسبب القصف المستمر من اتجاهات مختلفة. وأشار تقرير للمنظمة إلى أن غياب الإسعافات يتسبب في تصاعد الوفيات وسوء حالة المصابين أكثر، مؤكدة أن الحرب التي يشنها مسلحو الحوثيين دمرت مدرستين للبنين والبنات ووحدة صحية بشكل جزئي، بالإضافة إلى تدمير شبكة المياه في المنطقة جراء القصف المتواصل الذي تشنه جماعة الحوثي منذ أسابيع، وتدعو منظمة سياج الحكومة اليمنية ومؤتمر الحوار الوطني والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم في وقف العنف وإجلاء الجرحى والسماح لطواقم الإغاثة والإسعاف الطبي للوصول إلى المنطقة. وفيما طالب مصدر سلفي في دماج المنظمات الدولية واليمنية والأطباء بالتدخل بشكل عاجل لإنقاذ الجرحى، وقال: إنهم لا يملكون دواءً أو جراحين للتعامل مع الحالات الخطرة من المصابين، مضيفًا أن الحوثيين «يحاصرون دماج ويمنعون دخول الدواء أو خروج الجرحى للعلاج»، أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداء استغاثة إلى الأطراف المتصارعة في بلدة دماج بمحافظة صعدة، لإيقاف إطلاق النار وفتح الطريق من أجل إدخال مواد إغاثية بعد مواجهات وقصف عنيف شنه مسلحو جماعة الحوثيين خلال اليومين الماضيين.