جميع المؤشرات الحالية الخاصة بمشروع "انبوب السلام" لنقل الغاز الايراني الى الجارة باكستان ليست ايجابية لاسلام اباد، اذ أن تلكؤ الجانب الباكستاني في انشاء خط انبوب نقل الغاز حتى الحدود الايرانية، قد يؤدي الى خسارة ورقة رابحة تبحث عنها دول عدة بينها العراق. طهران (فارس) ويرى الخبراء في قطاع الطاقة ان تباطؤ الحكومة الباكستانية في إنشاء خط "انبوب السلام"، سوف يجعلها تفقد مصدرا موثوقا لامداد قطاع طاقتها بالغاز الايراني الذي لا يوجد بديل له في باكستان. هذا وأدى الاداء الضعيف للجانب الباكستاني في تنفيذ مشروع مد انبوب نقل الغاز من ايران الى باكستان، الى ان تبدي ايران تشاؤمها حول مستقبل المشروع حيث اعرب وزير النفط الايراني "بيجن زنكنه" عن عدم تفاؤله وقال "لست متفائلا حيال صادرات الغاز الى باكستان". ويأتي مشروع مد انبوب السلام استنادا الى الاتفاق المبرم بين ايرانوباكستان، حيث تتعهد طهران بموجبه بتصدير 21 ميليون و 500 الف متر مكعب يوميا و7.8 ميليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي الى باكستان على مدى 25 عاما بدء من عام 2014، وبموجب الاتفاق تتولى باكستان مد خط انابيب للغاز بمسافة 700 كيلومتر في اراضيها، الامر الذي لم ينطلق بعدُ. وينص الاتفاق المبرم على اكمال المشروع والانتهاء من انشاء خط انبوب السلام بحلول ديسمبر 2014، الا ان الجانب الباكستاني لا يزال يبحث عن مصدر لتمويل المشروع وعن مستثمر للبدء به بينما تكاد تنتهي ايران من انشاء الخط حيث وصل "الانبوب العام السابع" المكلف بنقل الغاز الى باكستان، الى مناطق قريبة من الحدود الايرانيةالباكستانية وسيصل الى النقطة الحدودية خلال الايام القليلة القادمة. وتعود فكرة المشروع الى عام 2002 ثم بلغت مرحلة التنفيذ عام 2008 واخيرا وضعا الرئيسان الايرانيوالباكستاني، العام الماضي، حجر الاساس للمشروع في نقطة حدودية مشتركة. يشار الى ان وزير الطاقة الباكستاني "شاهد عباسي" قد ناشد ايران بتمويل المشروع بمبلغ ميلياري دولار بعد ان اخفقت باكستان في توظيف اي مصدر لتمويل مشروع انشاء خط الانابيب لمسافة تبلغ 700 كلم في اراضيها. وجدير بالذكر ان النقطة الهامة التى ينبغي ان لا تغفلها السلطات الباكستانية هي ان باكستان ليست البلد الوحيد الذي يرغب في شراء الغاز الايراني اذ ان تركيا وارمينيا تستوردان حاليا الغاز الايراني كما عقدت جلسة مفاوضات عدة بين ايران وكل من سوريا وسلطنة عمان ولبنان وعدد من دول الخليج الفارسي لاستيراد الغاز الايراني. من جانب آخر، لقد تم توقيع اتفاق بين طهران وبغداد لتصدير 25 مليون متر مكعب من الغاز الى العراق سنويا ومن المقرر ان يتم تعاقد آخر لتصدير الغاز الى العراق. وثمة مفاوضات أخرى مع عدد من الدول الاوروبية لتصدير الغاز الايراني اليها فيما اجريت العام الماضي جولة من المحادثات مع السلطات الهندية لانشاء خط مائي لنقل الغاز، والذي من شأنه توفير امكانية تصدير الغاز الى الصين كذلك عبر الهند. واخيرا ثمة موضوع في غاية الاهمية هو ضمان أمن الغاز الايراني كون الجمهورية الاسلامية بلدا مستقلا، سياسياً، ولهذا تعد مصدرا موثوقا لتوفير الطاقة في منطقة الشرق الاوسط. /2336/