يرعى الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام، مساء اليوم الأربعاء، حفل الدورة السادسة من «جائزة كتاب العام» في مركز الملك فهد الثقافي بحضور الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، وأمين منطقة الرياض المهندس عبدالله المقبل؛ تكريمًا للفائز بالجائزة في هذه الدورة المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب الحرم المكي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد عن كتابه «تاريخ أُمّة في سير أَئمّة» الصادر عن مركز تاريخ مكةالمكرمة، التابع لدارة الملك عبدالعزيز عام 1433ه. ومن جانبه قدم المشرف العام على الجائزة رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري شكره وتقديره لمعالي وزير الثقافة والإعلام على رعايته السنوية لاحتفالات الجائزة، ودعمه لفعاليات النادي وحراكه الثقافي، مشيدًا بالشراكة مع بنك الرياض، مشيرًا إلى أن الجائزة تبلغ مئة ألف ريال، إضافة إلى درع الجائزة وبراءتها. فيما أوضح أمين عام الجائزة نائب رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور صالح المحمود أن النادي أكمل استعداداته لإقامة الحفل، ويتضمن: كلمة رئيس مجلس إدارة النادي يلقيها الدكتور عبدالله الحيدري، وكلمة بنك الرياض يلقيها المشرف العام على برامج خدمة المجتمع في البنك الأستاذ محمد الربيعة، وكلمة للأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، وكلمة للفائز بالجائزة الشيخ صالح بن حميد، ثم كلمة راعي الحفل وزير الثقافة والإعلام، ثم تكريم لجنة التحكيم. لافتًا إلى أن النادي أصدر كتابًا يرصد مسيرة الجائزة في السنوات الخمس الماضية (1429 1433ه)، وعنوانه «جائزة كتاب العام: خمس سنوات من النجاح»، ويقع في 94 صفحة ملوّنة، ويضم ملحقًا بالصور، وقائمة بإصدارات النادي من الكتب في المدة من 1399 1434ه. يشار إلى أن كتاب «تاريخ أُمّة في سير أَئمّة» الفائز بجائزة هذا العام يسرد فيه مؤلفه الشيخ الدكتور صالح بن حميد سيرة 1312 إمامًا للحرمين الشريفين منذ عهد النبوة حتى الوقت الحاضر، منهم 745 إمامًا للمسجد الحرام، و567 إماما للمسجد النبوي.. وقد قام المؤلف بترتيب الأئمة بحسب تاريخ وفاتهم، وضمّن الكتاب عرضًا لتاريخ عمارة الحرمين، والتعريف بالكعبة المشرفة وتاريخ ترميمها وكسوتها، كما قام بالتعريف بوظائف الحرمين الشريفين مثل الإمامة والأذان والخطابة والحجابة والفراشة وإضاءة القناديل وإلقاء الدروس، مع ذكر المقامات وصفتها وكيف بدأت وكيف جمعت على إمام واحد في الدولة السعودية الأولى ثم لاحقًا في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.. ومع صعوبة تحصيل المعلومة، لم يغفل الباحث تدوين كل من أمّ المسجد الحرام والمسجد النبوي من الأئمة الراتبين ومن ناب عنهم أو من أمّ الحرمين ولو لمرة واحدة، مع سيرة كل واحد ما أمكن له ذلك، مما جعل هذا الكتاب موسوعة فريدة في بابه تستحق الإشادة، من حيث تنوع مصادر البحث سواء من المدونات التاريخية القديمة، أو ما أمكن الباحث أن يحصل عليه من الروايات الشفاهية. الكتاب الذي اعتمد على 185 مرجعًا رصد عددًا من النوادر والأحداث التي تشهد على حرص الحكام والسلاطين والأمراء والأثرياء في التنافس في خدمة الحرمين الشريفين عبر العصور.. والكتاب يعزّز دور المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين من خلال تدوين تاريخ لم يحظ بعناية كبيرة عبر قرون رغم أهميته.. كما يمثل خلاصة جهد شامل استقصى فيه الباحث أئمة الحرمين الشريفين منذ عهد النبوة حتى عصرنا الحالي، بما يسد ثغرة في المكتبة الإسلامية حول تاريخ الحرم المكي والحرم المدني، بحيث لم تجد سير أئمة الحرمين من المؤرخين من دوّن سيرتهم في مصنف مستقل، وبذلك يقدم خدمة جليلة لفن السيرة وعلم التاريخ.