في حوار مع فارس.. محلل تركي: انقرة فقدت السيطرة على "القاعدة" و "قاضي آنتب" اصبحت منطلقا لمسلحي النصرة اعتبر الكاتب والمؤرخ التركي نوري آكجاي ان سلطات انقرة فقدت سيطرتها على تنظيم القاعدة في سوريا رغم دعمها الشامل لها. انقرة (فارس) وحذر آكجاي في تصريحات لمراسل فارس في انقرة من حصول اعمال ارهابية في تركيا لدى حدوث توتر في العلاقات بين حكومة اردوغان وهذه الجماعة الارهابية. وردا على سؤال حول ماتردد عن تنقل ارهابيي القاعدة تحت عنوان "الجهاديين" الى سوريا عبر الاراضي التركية قال ، ان دعم الحكومة التركية للقاعدة وتغاضي سلطات انقرة عن ذلك اصبح حقيقة يدركها الجميع الا ان هذا الدعم لم تكن وسائل الاعلام تكشف عنه حتى الايام الاخيرة. واوضح ، ان السبب في ذلك يعود الى ان القوى الكبرى كانت تنظر الى القاعدة باعتبارها لاعبا مهما للغاية في مخططها المعادي لسوريا الا ان هذا المخطط آل الى الفشل بعد سيناريو الكيميائي وتراجع اميركا عن قرار التدخل العسكري. واردف، ان الكثير من اللاعبين في الازمة السورية ومنهم اميركا ادركوا ان القاعدة تلحق بهم الضرر اكثر من نفعها لهم لذلك اثيرت التساؤلات حول شرعية الجماعات السورية المعارضة بسبب نشاطات القاعدة على الاراضي السورية ولم يستطع الغربيون الاشراف على نشاطات الجماعات المسلحة في سوريا ولمّ شملها تحت مظلة واحدة. وتابع : انه لهذا السبب وبهدف اثارة الشكوك حول شرعية القاعدة وممارسة الضغوط على الحكومة التركية في الشان السوري فان الغربيين قاموا ببث مثل هذا الاخبار في وسائل الاعلام. واعتبر آكجاي انه ربما فهمت حكومة اردوغان هذه اللعبة لذلك اوعزت الى وسائل الاعلام القريبة منها بث الاخبار التي تشوه سمعة القاعدة ، ومن جهة اخرى فان اعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم يشعرون بالانزعاج من العلاقات الوثيقة بين الحزب وتنظيم القاعدة. واوضح ، انه من اجل تغيير هذا الوضع وتطهير سمعة الحزب وصنع الارضية لامكانية المناورة في سياستهم الفاشلة ازاء سوريا حاولوا التظاهر بانهم يعملون على مكافحة هذا التنظيم ، ولو تم التدقيق في الاخبار التي اوردتها وسائل الاعلام التركية حول القاعدة لتوضح ذلك جيدا. وحول الارهابيين القادمين الى سوريا من البلدان الاخرى كبريطانيا عبر الاراضي التركية قال ، ان مايسمى بالجهاديين القادمين للحرب مع الحكومة السورية لم ياتوا من بريطانيا وحدها بل ، وكما كشف مفتي سوريا الشيخ الحسون فان الارهابيين جاءوا من بلدان عديدة كاريتريا والدانمارك واميركا وتونس وفرنسا والصومال والعراق والسعودية والشيشان وطاجيكستان وافغانستان. واوضح ، ان معظم هؤلاء الارهابيين يدخلون الى سوريا عبر الاراضي التركية حيث تقدم المؤسسات المدنية التابعة لحكومة اردوغان لهم الدعم ومن ثم يتلقون التدريب العسكري في مخيمات مخصصة للاجئين السوريين في الظاهر الا ان المسؤولين الاتراك بما فيهم النواب لايسمح لهم بالدخول فيها. وتابع : ان حكومة اردوغان تدعي انها لاتتدخل مباشرة في هذه العملية لكي تستطيع التخلي عن هذه المسؤولية في مراحل لاحقة لذلك اوعزت الى مؤسساتها المدنية المرتبطة بها بدعم الارهابيين والتي دخلت في هذه اللعبة القذرة بصورة مباشرة. ولفت الى ان احدى هذه المؤسسات تسمى "اتحاد دعم الحريات" والذي اقام ملتقى مع جماعتي احرار الشام وجبهة النصرة الارهابيتين ونشرت الصحف صورا عنه. وكشف ان مدينتي قاضي آن تب وهاتاي في جنوب شرق تركيا تشكلان القاعدة الرئيسية لتنظيم القاعدة وجبهة النصرة الارهابيين حيث تدعمهما وتشرف على نشاطاتهما "مؤسسة بلبل زاده". واضاف ، ان هذه المؤسسة تقدم الدعم اللوجستي للارهابيين المنتمين لهذه المجموعة وكذلك يتم علاج جرحاها في مستشفى تابعة لهذه المؤسسة في المدينة كما يتم ممارسة غسيل الدماغ للشبان الاتراك من اجل دفعهم للمشاركة في الحرب بسوريا. واكد ان حكومة اردوغان تقدم الدعم الكامل لهذه المؤسسة ويشارك كبار المسؤولين الحكوميين والوزراء في الاجتماعات الخاصة بالمؤسسة كما شارك عدد من قادة مايسمى "الجيش السوري الحر" في اجتماع مع مسؤولي المؤسسة في مدينة قاضي آنتب قبل عدة اشهر. واوضح ، انه رغم الدعم الكبير الذي تقدمه سلطات انقرة لتنظيم القاعدة في سوريا الا انها فقدت السيطرة عليه وتساءل : ان الحكومة الاميركية التي تعتبر المؤسس لهذا التنظيم الارهابي قد فقدت السيطرة عليه فكيف يمكن لحكومة بحجم تركيا الاحتفاظ بالسيطرة عليه اذ ان التفكير بالسيطرة عليه يعد امرا ساذجا. واعرب هذا الكاتب عن اسفه للدعم الذي تقدمه حكومة اردوغان لهذه الجماعة الارهابية والتي تحولت الى مصدر للاضرار بمصالح الشعب التركي "ولو جد الامر وحدث توتر ما في العلاقات بين اردوغان وتنظيم القاعدة فانه ينبغي انتظار عمليات التفجير والاعتداءات الارهابية في تركيا بصورة واسعة". / 2811/