وقعت أفعالٌ مؤسفة، تخللت تشييع الأسير الشهيد حسن الترابي في بلدة صرة قضاء نابلس شمال الضفة المحتلة عصر يوم الثلاثاء، 5 نوفمبر/تشرين الثاني، حين أقدم عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وبعض الاعضاء من حركة فتح، بالإساءة لحركة الجهاد الإسلامي ورموزها. غزة (فارس) وقامت عناصر الاجهزة الامنية وبعض اعضاء حركة فتح باستفزاز تلاه تهجمٌ لفظي، ليصلَ الأمرُ بهم الى حد ملاحقة عناصر الجهاد في شوارع البلدة، منعًا إياهم من رفع رايات الحركة في عرس أخيهم الشهيد. وقبل التشييع، بدا واضحًا للجميع مدى الاستفزاز الذي مورس ضد كوادر وعناصر الجهاد في نابلس، لتصل الحالة ذروتها عندما وصلت رموز وقيادات الحركة في الضفة لبلدة صرة كي تشارك في الجنازة؛ حيث بدأ التحرش بهم، والاعتداء عليهم، ومنعهم من إلقاء كلمة تأبينية، وإكالة الشتائم النابية ضدهم، بل وطردهم من المسجد. ومما يثير التساؤلات بجانب الأسف، حدوث كل هذه التصرفات غير الأخلاقية، بوجود وزراء، و شخصيات رسمية، ومسؤولي وقيادات الأجهزة الأمنية، وحركة فتح ومؤسسات تابعة لها كنادي الأسير الفلسطيني مثلا. وهنا لا ينبغي إغفال أمر غاية في الأهمية، وهو دور الاحتلال الإسرائيلي الخبيث في تأجيج نار الفتنة من خلال بثه ادعاءات تصور حركة الجهاد الإسلامي بأنها تسعى للانقلاب على السلطة في الضفة الغربية. فقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في الثامن عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، عن قائد المنطقة الوسطى (الضفة) في جيش الاحتلال الجنرال نيستان ألون قوله: "إن الجهاد الإسلامي وعناصر من تنظيم فتح مسؤولون عن خلايا مسلحة تعلن رفضها الانصياع لسيادة السلطة الفلسطينية". وواصل التحريض على المقاومة، قائلا: "هم لا يحترمون قانون سلاح واحد، ويحاولون الالتفاف على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية". وجاءت تصريحات ألون بعد يومٍ واحد من تنفيذ وحدة خاصة إسرائيلية في مخيم جنين عملية اغتيال للمجاهد إسلام الطوباسي؛ حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال أسفرت عن إصابة 5 شبان. وأشار ألون إلى أعمال المقاومة الأخيرة خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيمات اللاجئين لتنفيذ اعتقالات، منوهًا إلى أن "الجهاد وعناصر فتح نجحوا في بناء مناطق آمنة بنابلس ومخيمات اللاجئين كمخيم جنين وقلنديا". والملفت ان الحملة الأمنية التي تواصلها اجهزة السلطة ضد مخيم جنين، جاءت بعد إطلاق هذه التصريحات، مما وصفها أحد الخبراء بالشأن الفلسطيني بأنها ترجمة مباشرة وواضحة لإملاءات الاحتلال. /2926/