عواصم (وكالات) - سقط 71 قتيلاً سورياً بنيران القوات النظامية أمس، بينهم 15 ضحية لقوا حتفهم جراء غارة جوية شنتها مقاتلة على حي الأنصاري غرب حلب، مخلفة دماراً كبيراً ببنايتين على الأقل في المنطقة. في حين أكد مقاتل معارض أن مسلحي معارضين أطلقوا قذائف مورتر على ممرات مطار دمشق الدولي أمس، وقطعوا الطريق المؤدي إلى العاصمة السورية، مبيناً أن المقاتلين ليسوا داخل المطار، لكن بوسعهم قطع الطرق المؤدية إليه والمنطلقة منه. وفي وقت سابق أمس، أعلن المرصد السوري الحقوقي أن السلطات السورية أغلقت طريق مطار دمشق الدولي على بعد 27 كيلومتراً من مركز العاصمة «بسبب استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية في بلدات تقع على أطراف الطريق»، في حين أكد سكان لفرانس برس أن سلطات المطار أبلغتهم بإغلاق الطريق، مشيرة إلى أنها لا تعرف موعداً لإعادة فتحها. ويمر طريق المطار بمنطقة الغوطة الشرقية القريبة بريف دمشق الذي يتعرض لعمليات عسكرية متصاعدة خلال الفترة الأخيرة. وبحلول المساء، شنت القوات النظامية حملة عسكرية واسعة في المناطق الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي المغلقة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن الحملة «تتركز على طريق المطار في حران العواميد وحجيرة شرق العاصمة وببيلا إلى الجنوب الشرقي منها»، مشيراً إلى أن الاشتباكات «هي الأعنف في المنطقة» وقد استقدمت القوات النظامية تعزيزات. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع النمساوية أن اثنين من جنود حفظ السلام النمساويين التابعين لبعثة الأممالمتحدة في الجولان المحتل، أصيبا بالرصاص أمس، عندما تعرضت قافلتهم لإطلاق نار قرب المطار دمشق الدولي، في وقت علقت فيه شركة الطيران المصرية رحلاتها إلى العاصمة السورية. ووسط عمليات عسكرية واسعة بمنطقة دمشق وريفها، قطعت خدمات الانترنت والاتصالات الهاتفية الدولية والخليوية في دمشق ومعظم مناطق حماة وحمص ودرعا وجميع أرجاء محافظة طرطوس والسويداء وبعض مدن دير الزور والرقة، بينما حذرت لجان التنسيق المحلية من أن تكون الخطوة تمهيداً ل«مجازر» قد ترتكبها قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وذكرت وذكرت شركتا رينيسيس اكاماي الأميركيتان للمعلوماتية اللتان تراقبان حركة الشبكة أن «سوريا محرومة في الواقع من الانترنت»، وأوضحتا أن 77 شبكة في سوريا لا تعمل منذ الساعة 10,26 ت ج. لكن وزارة الإعلام قالت إن «إرهابيين» وليست الدولة هم المسؤولون عن قطع اتصالات الانترنت في أنحاء البلاد أمس، بينما أفاد التلفزيون الحكومي بأن وزير الاتصالات صرح بأن المهندسين يعملون على إصلاح ما قال إنه خلل في كابل الاتصالات والانترنت الرئيسي. وفي مناطق أخرى من دمشق، قال نشطاء المعارضة إن طائرات حربية قصفت ضاحيتي كفر سوسة وداريا على أطراف وسط المدينة حيث تمكن المعارضون المسلحون من الاختباء ونصب كمائن لوحدات الجيش. وكان مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي ذكر أمس أن الأسد يجهز فيما يبدو لمواجهة عسكرية حول دمشق ربما من خلال عزل المدينة بواسطة شبكة من نقاط التفتيش. وأضاف المسؤول مشترطاً عدم الكشف عن اسمه «يحقق المعارضون المسلحون مكاسب على الأرض، لكنها لا تزال بطيئة. لم نصل بعد إلى الأيام الأخيرة.. عند مشارف دمشق تقع هجمات بالمورتر وتزداد الهجمات. يفكر النظام في حماية نفسه بنقاط تفتيش في الأيام القليلة القادمة..يبدو أنه النظام يستعد لمعركة كبيرة بشأن دمشق». وفي شمال البلاد، شنت وحدات من المعارضة هجوماً للسيطرة على قاعدة وادي الضيف للجيش قرب الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وهو ما سيسمح لهم بعرقلة تحرك القوات ويقطع طريق الامداد الرئيسي لقوات الأسد إلى حلب. وقال عبد الرحمن مدير المرصد إن وحدات للمعارضة المسلحة من جميع أنحاء محافظة إدلب احتشدت في ساعة مبكرة من صباح أمس، لمهاجمة قاعدة وادي الضيف وهي قاعدة كبيرة إلى الشرق من بلدة معرة النعمان التي تسيطر عليها المعارضة. وتمثل قاعدة وادي الضيف شوكة في جانب وحدات المعارضة المسلحة التي حاصرتها أول مرة في أكتوبرالماضي لكنها قوبلت بمقاومة شرسة من القوات الحكومية المدعومة بالقوة الجوية. وإذا سقطت وادي الضيف في أيدي المعارضة التي تسيطر بالفعل على المعابر الحدودية الشمالية إلى تركيا، فسوف يعتمد الأسد على طريق بري وحيد من اللاذقية على البحر المتوسط لإمداد قواته التي تقاتل للسيطرة على حلب. ... المزيد