قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تصر على حقوقها النووية وامتلاك التقنيات الحديثة وتؤكد في الوقت ذاته استعدادها لتبديد هواجس الاخرين. جنيف (فارس) وفي تصريحات ادلى بها ظريف للصحفيين الايرانيين في جنيف عقب انتهاء المؤتمر الصحفي المشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون قال ، ان اشتون وفرت الفرصة لعقد جلسات عديدة مع الجانب الاميركي وتبيين وجهات النظر خلالها. ووصف الخلافات في وجهات النظر بالامر الطبيعي ودعا الصحفيين في ذات الوقت الى عدم التركيز عليها. واضاف ، انه من خلال اعتماد الجدية والثقة بالنفس والايمان بقدرات الشعب وقوة نظام الجمهورية الاسلامية والملحمة السياسية التي صنعها الشعب في الانتخابات الرئاسية الاخيرة للبلاد وسياستها الخارجية فانه سيعمل على دفع العملية التفاوضية الى الامام بكل قوة. واشاد بالجهود التي بذلها اعضاء الفريق الايراني النووي المفاوض وقال انهم تحملوا العناء الاكبر في المفاوضات وان حضوره كان بحجم اقل "وان الفريق اثبت مقاومته امام اي اطماع وسيستمر بهذا النهج". واوضح، "اننا نعتزم التحدث مع العالم في اطار عقلاني ومنطقي ونريد اثبات ان الشعب الايراني يسعى لترسيخ دعائم الثقافة ولايريد الحصول على اسلحة نووية لان هذا النوع من الاسلحة يحمل اضرارا جسيمة". وتابع: انما فرض العزلة على اصحاب النوايا السيئة خلال الشهرين او الثلاثة الاخيرة هو تقديم الصورة الحقيقية للشعب الايراني "وان رؤيتنا تقوم على طرح الخطاب الاصيل للثورة الاسلامية القائم على الاعتدال والتعامل البناء". وردا على سؤال عما اذا كان طرفا المفاوضات قد توصلا الى اتفاق حول الخطوة الاخيرة نفى ذلك الا انه قال ان الجانبين احرزا تقدما جيدا في مسار المفاوضات. واردف، ان اي اتفاق لابد ان يشمل التقدم في مراحله الثلاث معا اي الهدف المشترك والخطوتين الاولى والاخيرة ودون هذه المراحل لايمكن التوصل الى نتائج. وحول الخلافات بين طرفي المفاوضات قال ان الجانبين مايزالان في مرحلة التباحث حول مايريدان تحقيقه من المفاوضات وان الخلافات في وجهات النظر كانت قائمة منذ البداية الا ان الجانبين يعملان حاليا على تقليل الفجوة بينهما. واعتبر ان هناك عدم ثقة قائمة وان المفاوضين والمسؤولين والشعب الايراني قد وجهوا انتقادات جادة ويشعرون بعدم الثقة ولايعتبرون طريقة التعامل مع البرنامج النووي الايراني تتسم بالعدل. واكد ظريف ،"اننا نؤمن ان اي خطوة يتم اتخاذها يجب ان تصب في سياق صنع الثقة وان مايكتسب اهمية للغاية لي وزملائي المفاوضين هو صنع الثقة في العملية التفاوضية بدلا من سلوك نهج يثير التوتر والخلافات". وحول تصريحات مايكل مان القائمة على وجود خلافات في وجهات النظر بين المفاوضين حول نشاطات تخصيب اليورانيوم في ايران قال ان مايكل مان لم يكن حاضرا في المفاوضات وان بعض وجهات النظر التي تطرح حول التفاهم والخلافات لاتقوم على اسس واقعية لان الحديث يتمحور حاليا حول مشروع كامل. واردف ، ان العملية التفاوضية تقوم على قاعدة انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على كل شئ فان ذلك يعني انه لم يتم تحقيق اي اتفاق. وحول احتمال التوصل الى اتفاق في غضون الايام العشرة القادمة قال ان جميع الوفود ستعود الى بلدانها لاحراز الفرصة في اجراء المزيد من التشاور مع المسؤولين المعنيين والتفكير في الخطوات المقبلة وهذه العملية كانت تسير في نهج آخر خلال الاعوام الثمانية الماضية. واكد ان الجانب الايراني لم يتصف سوى بحسن النية الا ان عدم الثقة كان بمستوى شديد واليوم بدأت ايران بنشاط دبلوماسي جديد ربما يأخذ وقتا للتوصل الى اتفاق. وحول الحظر المفروض على ايران قال ان كافة اطراف المفاوضات ضمت مختصين في شؤون الحظر مايؤكد ان هذا الموضوع كان اساسيا في العملية التفاوضية. وعما اذا كان الاجتماع المقبل بين ايران ومجموعة 5 +1 على مستوى الوزراء قال ، ان الاجتماع القادم سيتم وفق اطار مؤتمري جنيف 1 و 2. وردا على سؤال حول ماتردد عن اثارة وزير الخارجية الفرنسي الهواجس ازاء مفاعل المياه الثقيلة في اراك قال ان هذا المفاعل يعد جزءا من البرنامج النووي الايراني ولاتثير التصريحات حول هذا الموضوع الدهشة بل ان مايكتسب الاهمية هو رغبة الجانبين في التوصل الى اتفاق. وشدد على موقف ايران واصرارها على الاحتفاظ بتقنياتها وحقوقها النووية واستعدادها في ذات الوقت لازالة هواجس الاخرين. واكد ان المسؤولين الايرانيين لايريدون لاحد تصور ان تقنية المياه الثقيلة والتخصيب تصب في سياق عملية انتاج اسلحة نووية وهو مالايصب في مصالح البلاد بل يحمل مخاطر امنية عليها. وعما اذا كان قد تحدث مع المسؤولين الفرنسيين حول الخلافات بين الجانبين قال انه تحدث خلال زيارته لباريس حول مواضيع عديدة الا انه اكد ان موضوع المفاوضات بين ايران و 5+1 والمفاوضات الجانبية تتركز على البرنامج النووي وانه لن يتم طرح موضوع آخر مع فرنسا او اميركا او اي لاعب آخر وان هدف المفاوضات ليس سوى البرنامج النووي وليس حول اجراء تغيير في نوع العلاقات مع البلدان او حل مشاكل اخرى. وشدد ان الهدف يتركز على الموضوع النووي وايجاد حلول للمشكلة حيث يشكل ذلك خطوة مهمة في عملية صنع الثقة بين الجانبين. وحول الزيارة المزمعة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة يوكيا امانو لطهران قال ان الفريق النووي الايراني المفاوض يتبع اسلوبا آخر مع امانو وقد وصل هذا النهج الى نتائج طيبة لحد ما خلال المفاوضات التي اجراها عراقجي والزملاء الاخرين في فيينا وان العملية التفاوضية معه ستستمر وتبلغ نهايتها خلال زيارته المقبلة. واكد على ضرورة ان تكون العلاقات بين ايران والوكالة الدولية الذرية في اطار آلية جادة لايجاد حلول للخلافات بين الجانبين وان تؤدي الوكالة دورا يتسم بصنع الثقة. وشدد ان الوكالة ينبغي لها المتابعة في الاطار المهني "وان ايران على استعداد لتوفير الاليات اللازمة التي تحتاجها الوكالة الدولية في هذا الاطار" . وحول دور اللوبي الصهيوني في المفاوضات استبعد ظريف مثل هذه التاثيرات وقال ان ماتشعر به الوفود المشاركة في المفاوضات حول تاثير الحملات الدعائية وهواجس الكيان الصهيوني يرتبط بها بالذات واعرب عن امله في ذات الوقت ان تركز الاطراف على مصالحها الوطنية وان تخطو لمعالجة هذه المشكلة المصطنعة. واكد ان الكيان الصهيوني لديه ترسانة نووية ولاتحوز مزاعمه على اهتمامات الاخرين. وعما اذا كانت مواقف فرنسا في المفاوضات ستترك تاثيرات على العلاقات بين طهران وباريس قال ان ايران تسعى لتنمية علاقاتها مع جميع البلدان التي ترتبط معها بعلاقات وان طهران وباريس ارتبطتا بعلاقات طيبة في السابق. واوضح ، انه خلال زيارته لباريس والمحادثات التي جرت في جنيف قال لنظيره الفرنسي ان بلاده اضطلعت بدور طليعي في المفاوضات السابقة بين ايران والترويكا الاوروبية (بريطانياوفرنسا والمانيا) واعرب عن امله بان تمارس فرنسا دورا ايجابيا للغاية خلال العملية التفاوضية الجارية. واكد في ذات الوقت ان الجولة التفاوضية الاخيرة كانت طيبة وتم احراز التقدم فيها واستبعد مشاركة وزراء الخارجية في اجتماع جنيف المقرر في 20 نوفمبر الجاري "وان الاجتماع المقبل سيكون على نفس المستوى السابق". وفي سياق آخر اعلن عن استضافة طهران لوزراء خارجية منظمة "اكو" في 23 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري. / 2811/