أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على أن العلاقات بين الدولة والولاياتالمتحدة الأميركية في أفضل حالاتها، وشدد على شفافية وسلمية البرنامج النووي الاماراتي وأن الدولة لن تقوم بتخصيب اليورانيوم. ووصف سموه زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الدولة بأنها كانت مثمرة وناجحة، مشيرا إلى استقبال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كيري، والذي تم فيه تبادل وجهات النظر حول قضايا في المنطقة، خصوصاً المباحثات حول عقد مؤتمر جنيف والوضع في سوريا والتطورات الايجابية في مصر. وقال سموه في مؤتمر صحافي أمس بمقر وزارة الخارجية في أبوظبي مع نظيره وزير الخارجية الأميركية جون كيري إن أفضل حل للبرنامج النووي الإيراني سيكون عبر الحوار السياسي والدبلوماسية، وشدد على شفافية البرنامج النووي الإماراتي، مشيرا إلى أنه يمثل معيارا ذهبيا لدول المنطقة. وقال سموه إن الإمارات تمتلك برنامجا نوويا سلميا في غاية الشفافية وبمعيار يجب أن تمتثل فيه دول المنطقة، فعندما قررت الإمارات تطبيق معياري ألا تخصب وألا تعيد معالجة استخلاص اليورانيوم، فإنها بذلك جعلت برنامجها أكثر سرعة وإنجازا، وكذلك أكثر جذبا لتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون مع الدول الأخرى. وقال سموه إن دولة الاماراتوالولاياتالمتحدة أبدتا ارتياحهما لحجم وسرعة مفاوضات مجموعة 5 زائد 1 في جنيف على الرغم من صعوبتها، معبرا عن أمله في أن تصل إيران قريبا إلى الرؤية الواضحة والشفافة بشأن برنامجها النووي ليس فقط أمام مجموعة 5 زائد 1 بل أمام منظمة الطاقة الذرية، مشيرا إلى أن هناك بوادر إيجابية كما أن هناك جهدا وعملا كبيرين أمام ايران يجب الالتزام بهما. مؤشرات إيجابية وأكد سموه أن زيارة وزير الخارجية الأميركي لمصر في بداية جولته حملت مؤشرات ايجابية على التشجيع الدولي والأميركي لخارطة الطريق في مصر، وأشار سموه إلى أنه تم التباحث مع الوزير جون كيري حول عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل والجهود المبذولة للتوصل إلى حل، مؤكدا أن الإدارة الاميركية الحالية تقوم بدور قوي ومهم وربما يكون أفضل من أي وقت مضى في سبيل دعم مباحثات السلام والتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. وعبر الوزير الأميركي جون كيري عن سعادته بوجوده في دولة الإمارات وقال إن سمو الشيخ عبد الله بن زايد يعد أحد المسؤولين الذين يساهمون بصورة كبيرة في مبادرات دولية، وعبر عن شكره سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجهوده في دعم وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين. وقال إن المباحثات مع المسؤولين في الامارات تناولت الجهود المشتركة لإنهاء الحرب والعنف في سوريا، وكذلك معالجة الأزمة الإنسانية وتحقيق حل سلمي ينهي حالة الحرب الدائرة في سوريا والتي كبدت الشعب السوري آلاف الضحايا فضلا عن تغذية العنف والتطرف والإرهاب مما يمثل تهديدا للأمن والاستقرار ليس في سوريا فقط بل في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وقال كيري :" اتفقنا خلال اللقاء على إنهاء الحرب في سوريا بشكل سلمي والتي تسببت في مقتل الكثير من أبناء الشعب السوري ". وثمن جون كيري دور قيادة دولة الإمارات في دعم تحالف المعارضة السورية والعمل على تشجيع الشركاء الدوليين لعقد مؤتمر جنيف 2 في أسرع وقت ممكن، لافتا إلى أن قيام المعارضة السورية بالتصويت على حضور المؤتمر مؤخرا يعد خطوة هامة إلى الأمام. وأكد وزير الخارجية الأميركي أن الحل على أساس التفاوض هو أفضل طريق لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عموما، وإنهاء نزيف الدم السوري وإعطاء الشعب السوري حقه في المستقبل الذي يستحقه. كيري: عواقب لامتلاك إيران سلاحا نووياً قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد مرات عديدة أنه لن يسمح لإيران بحيازة السلاح النووي، وأن الولاياتالمتحدة ملتزمة بحماية أمنها وأمن واستقرار حلفائها في منطقة الشرق الأوسط من أيه عواقب محتملة، إذا امتلكت ايران هذا السلاح، وكذلك ضد أي تهديد أو هجوم خارجي، لافتا إلى أن الرئيس أوباما أعلن ذلك أمام الأممالمتحدة بكل وضوح. وأوضح أن الادارة الأميركية على وعي تام بحال عدم الاستقرار الذي يسببه البرنامج النووي الإيراني، إذا ما استمر على وضعه، وأفاد بأن المفاوضات الدبلوماسية مع إيران في هذا الشأن ربما تفضي إلى التوصل إلى حل، خصوصاً أن من الواضح أن إيران مستمرة في تصعيد نشاطها في تخصيب اليورانيوم. وشدد على أن العلاقات مع الإمارات بنيت على مدار سنوات طويلة وستظل متينة وقوية. كيري: الجميع يدرك أهمية مصر واستقرارها قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن المباحثات مع الجانب الإماراتي تناولت ايضا التطورات في مصر، وقال "يسرني أن تتحول مصر نحو حكومة مدنية وديمقراطية تحترم حقوق وحرية جميع المصريين، وهو أمر مهم للغاية ليس لمصر وحدها بل للمنطقة بشكل عام. وأفاد أنه اتفق مع المسؤولين في دولة الإمارات ليس بصورة رمزية أو مستقبلية بل بصورة مباشرة لإيجاد جهود معينة يمكن من خلالها العمل بمساعدة دول أخرى مثل السعودية وغيرها لدعم وتعزيز الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، لافتا إلى أن الجميع يدرك أهمية مصر واستقرارها وأن هذا الاستقرار أو عدمه ينعكس على المنطقة بالكامل. وأضاف كيري إن جزءا من نجاح الحكومة المصرية هو الحاجة إلى تنفيذ الاصلاحات وحماية الحقوق بصورة شاملة والتحول إلى الانتخابات الديمقراطية التي تحترم حقوق الشعب المصري بكافه فئاته. وفيما يخص مباحثات الدول الست في قضية النووي الإيراني أشار كيري إلى أنه أطلع الجانب الإماراتي على المباحثات التي جرت في جنيف أخيراً، وقال "إن الاجتماعات أحرزت تقدما هاما وكبيرا في تضييق الفجوة بين حكومات الدول المشاركة، وأن عدم وجود صفقة أفضل من وجود صفقة سيئة وهذا ما أكد عليه الرئيس باراك أوباما" لافتا إلى أن هدف العقوبات على ايران كان الوصول إلى المفاوضات. وحول الضمانات الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط في مواجهة التحديات والتهديدات الايرانية عدد وزير الخارجية الأميركي مواقف الرئيس أوباما عندما التزم بكلمته في ليبيا وافغانستان والعراق وسوريا وفي محاربة القاعدة والقضاء على بن لادن. وقال إن الرئيس أوباما يعمل حاليا مع المملكة العربية السعودية فيما يخص التحديات في اليمن وكذلك في الصومال حيث تم إحراز مكاسب كبيرة تتعلق بالتحول الديمقراطي في الصومال. وقال" الرئيس أوباما طلب مني التفاوض بشأن اتفاقية أمنية مع الرئيس الافغاني يخول وجود قوة أميركية ودولية أمنية مستمرة لتأمين ما تم تحقيقه هناك". وأشار كيري إلى أن خيار الحرب في سياسة الإدارة الأميركية لا يتخذ إلا بعد نفاذ كل الطرق الدبلوماسية والسلمية، لافتا إلى أن قرار الحرب ضد الأسد تم التراجع فيه عندما تم التوصل إلى اتفاقية لتدمير السلاح الكيماوي وهو ما تحقق بالفعل وهذا أفضل من الحرب.