دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، إيران إلى اغتنام الفرصة المتاحة حالياً أمامها، وقال إنها إذا اختارت الانضمام إلى المجتمع الدولي فسيكون من الممكن البدء في القضاء على سنوات عدة من انعدام الثقة بين البلدين. واستأنف أوباما كلمة له في كاليفورنيا حول إصلاح قانون الهجرة في أميركا، بالحديث عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بشأن برنامجها النووي، مشيراً إلى أن الاتفاق كان على الخطوة الأولى باتجاه التخلص من المخاوف بشأن هذا البرنامج. وذكّر الرئيس الأميركي أنه قال يوم ترشح للرئاسة إنه حان الوقت من أجل حقبة جديدة من القيادة الأميركية في العالم، قيادة تقلب الصفحة على عقد من الحرب، وتبدأ حقبة جديدة من الالتزام مع العالم. ولفت إلى أنه حقق ما قاله، و«انتهت الحرب في العراق وعاد الجنود الأميركيون إلى أميركا، وتحققت العدالة مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن، فيما ستنتهي الحرب في أفغانستان في العام المقبل». وشدد أوباما على أنه «بصفتنا الدولة الأقوى وذات السلطة الأكبر على وجه الأرض، التزمنا في الدبلوماسية الواضحة وذات المبادئ، حتى مع خصومنا، بغية وضع أول قيود حقيقية على البرنامج النووي الإيراني». وأوضح أنه «إذا اغتنمت إيران هذه الفرصة واختارت الانضمام إلى المجتمع الدولي، فيمكنا أن نبدأ في القضاء على انعدام الثقة الموجود منذ سنوات عديدة بين بلدينا». تحريف نص بالمقابل، أعلنت الخارجية الإيرانية أمس، أن بعض ما نشره البيت الأبيض الأميركي حول اتفاق جنيف النووي «يتناقض مع نصه». وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن ما نشره البيت الأبيض عبر موقعه الإلكتروني تحت عنوان «بيان صحافي» عن اتفاق جنيف «يمثل تفسيراً أحادي الجانب للنص المتفق عليه بين إيران ومجموعة (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني». وأضافت أن «بعض الإيضاحات والمصطلحات الواردة في إعلان البيت الأبيض تتناقض مع نص الاتفاق». في الأثناء، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أن عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر داخل البلاد ولن تتوقف، مشدداً على أن إيران ستلتزم ببنود اتفاق جنيف ما دام الطرف الآخر ملتزماً بها، واصفاً الاتفاق بأنه تاريخي «نال الشعب الإيراني من خلاله حقوقه النووية المشروعة». اتفاق قريب من جانبه، توقع الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني توصل بلاده إلى اتفاق نووي شامل مع القوى الست الكبرى في غضون عام، وأقرّ بأن إيران يمكن أن تلعب دوراً أفضل في سوريا. وقال رفسنجاني، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في بلاده، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، إن «الاتفاق المؤقت كان الخطوة الأصعب، لأنه تغلب على عقود من القطيعة الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة». باريس تعلم بدوره، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس كانت على علم بوجود مباحثات سرية بين إيرانوالولاياتالمتحدة حول الملف النووي منذ بدايتها، موضحاً أن نظيره الأميركي جون كيري أبلغه بها. وقال فابيوس «كنا نعرف.. جون كيري أبلغني بأن هناك مفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين. أنا أبلغت.. فور بدئها». فيما أفاد مسؤول أميركي كبير، أن كيري ظل حتى اللحظة الأخيرة يتخوف من فشل المفاوضات.