دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يتعرض لانتقادات "إسرائيل" ونواب جمهوريين، مساء الاثنين، عن اعتماده النهج الدبلوماسي مع إيران، فيما كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن باريس كانت على علم بوجود مباحثات سرية بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي منذ بدايتها، موضحاً أن نظيره الأمريكي جون كيري أبلغه بها . وقال الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه في سان فرانسيسكو إن تبني خطاب "قاسٍ قد يكون سهلاً من وجهة نظر سياسية، ولكن ليس هذا ما ينبغي القيام به من أجل أمننا" . وأضاف "لا يمكننا أن نغلق الباب أمام الدبلوماسية، ولا يمكننا استبعاد حلول سلمية لمشكلات العالم" . وشدد أوباما على أنه "بصفتنا الدولة الأقوى وذات السلطة الأكبر على وجه الأرض، التزمنا في الدبلوماسية الواضحة وذات المبادئ، حتى مع خصومنا، بغية بدء تدمير الأسلحة الكيميائية، ووضع أول قيود حقيقية منذ عقد من الزمن على البرنامج النووي الإيراني" . وأكد أن الدبلوماسية مدعومة بعقوبات غير مسبوقة على إيران جلبتها وجلبتنا إلى ما تحقق في عطلة نهاية الأسبوع . وقال "للمرة الأولى منذ عقد، أعقنا تقدم البرنامج النووي الإيراني، وستتراجع أجزاء رئيسية من البرنامج، كما سيتمكن مفتشون دوليون بشكل غير مسبوق من الدخول إلى منشآت مرتبطة بنووي إيران، وهذا سيساعد في منعها من بناء سلاح نووي" . وأضاف أنه "خلال الأشهر المقبلة سنستمر في دبلوماسيتنا، والهدف هو التوصل إلى حل شامل مرة واحدة وأخيرة، للتهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني" . وأوضح انه "إذا اغتنمت إيران هذه الفرصة واختارت الانضمام إلى المجتمع الدولي، فيمكنا أن نبدأ في القضاء على انعدام الثقة الموجود منذ سنوات عديدة بين بلدينا" . وكان نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست سئل عن الخطوات المقبلة مع إيران، بعد التوصل إلى خطوة أولى في الاتفاق حول الحل بشأن برنامجها النووي، فأجاب "ثمة خطوات مقبلة عدة، والرئيس يعتقد أنه لا بد أن نبدأ بالتشاور مع حلفائنا "الإسرائيليين" فوراً فيما نستعد للمحادثات مع الإيرانيين باتجاه حل شامل" . وقال "أمامنا خلال الأشهر ال6 المقبلة فرصة مهمة بالفعل لحل الوضع عبر السبل الدبلوماسية السلمية، وهذا أكثر ما يفضله الرئيس لأسباب عدة" . وكان مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية أكد أن رفع العقوبات الجزئي عن ايران الذي تقرر بموجب اتفاق جنيف لا يعني أن "موسم الأعمال" مع هذا البلد قد فتح أو أن الاقتصاد الإيراني سيشهد تحسناً كبيراً . ومن جهته، قال فابيوس في مقابلة مع إذاعة "فرانس كولتور" وصحيفة لوموند "كنا نعرف (جون كيري أبلغني) بأن هناك مفاوضات بين الأمريكيين والإيرانيين . أنا أبلغت فور بدئها" . لكنه أوضح انه لم تجر مفاوضات سرية بين باريس وطهران . وكان مسؤول أمريكي كشف السبت وجود مفاوضات سرية بين الجانبين، موضحاً أنها بدأت منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في يونيو/حزيران . في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية، أمس، أن بعض ما نشره البيت الأبيض حول اتفاق جنيف النووي بين إيران ومجموعة دول (5+1) "تتناقض مع نصه" . وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن ما نشره البيت الأبيض عبر موقعه الإلكتروني بعنوان "بيان صحفي"، عن اتفاق جنيف "يمثل تفسيراً أحادي الجانب للنص المتفق عليه بين إيران ومجموعة (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني" . وأضافت "أن بعض الإيضاحات والمصطلحات الواردة في إعلان البيت الأبيض تتناقض مع نص الاتفاق" . وأكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر داخل البلاد ولن تتوقف، مشدداً على أن إيران ستلتزم ببنود اتفاق جنيف ما دام الطرف الآخر ملتزماً بها، واصفاً الاتفاق بأنه تاريخي نال الشعب الإيراني من خلاله حقوقه النووية المشروعة . وتوقع الرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رفسنجاني، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس، توصل بلاده إلى اتفاق نووي شامل مع القوى ال6 الكبرى في غضون عام، وأقرّ بأن إيران يمكن أن تلعب دوراً أفضل في سوريا . ووصف القائد العام لقوات الحرس الثوري، محمد علي جعفري، تهديدات واشنطن وحلفائها حول شن ضربة عسكرية تجاه بلاده ب"الفارغة ومجرد خدعة"، مشيراً إلى أن أهداف ومصالح واشنطن بمرمى القوات الإيرانية . إلى ذلك، طمأن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أصدقاء "إسرائيل" في حزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي إليه، بشأن اتفاق جنيف . (وكالات)