يحرص العديد من شباب الباحة على الاستفادة من أوقاتهم في مزارع الرمان وجني ثمارها وعرضها للبيع، حيث يستغنون عن العمالة بسبب حرصهم واهتمامهم منذ الصغر بشجر الرمان، والذي ينتشر في أودية بيدة وبطحان. ويتميز رمان أودية بطحان وبيدة في الباحة بأنه من أجود أنواع الرمان عالميًا، من حيث الحجم والطعم واللون، ويغطي إنتاجه في الموسم أسواق الباحة والطائف ويصل كرتون الحجم الكبير منه إلى 200 ريال، ويشتريه البعض كهدايا. يقول المزارع عدنان الزهراني من بيدة: إن هذه الشجرة تعتبر من منتجات المنطقة والتي تميز بيئتها خاصة في فصل الصيف، الذي تشهد فيه المنطقة إقبالًا سياحيًا مقدرًا على مستوى دول الخليج العربي. ويقول عبدالمحسن البشيري من أهالي بيدة: إن شجرة الرمان من الأشجار المثمرة التي كانت تمد أسواق الباحة والطائف أيضًا، وتنتشر أشجاره في وادي بيدة وبعض أودية دوس، وكانت تطرح إنتاجًا وفيرًا من حبات الرمان. ويقول وليد الزهراني: إن بعض العائلات اشتهرت بانتاجها الوفير من الرمان إذ كانت تمتلك آلاف الأشجار، وكانت العائلة تقضي عدة أشهر في جني الثمار تمهيدًا لبيعها في أسواق الباحة والمدن المجاورة لها. ويؤكد صالح الزهراني أن قلة الأمطار وابتعاد المواطن عن الزراعة، كانت السبب في انقراض كثير من هذه الأشجار المثمرة وخصوصًا شجر الرمان بعد أن كانت تميز المنطقة بانتشار الآلاف منها. ويقول علي الزهراني إن رمان بيده يبقى له مذاق رائع، ويوزع في جميع أنحاء المملكة، ويرجع سبب جودة رمان هذا الوادي إلى نوعية وخصوبة الأرض التي يزرع فيها، حيث يبين المزارع علي البشيري أن الأجواء المعتدلة في الوادي ووفرة المياه إلى جانب التربة الزراعية الخصبة، ساهمت بشكل كبير في ازدهار هذه الفاكهة الصيفية بالوادي وسراة الباحة كافة. وأشار المزارع حسن الزهراني إلى أن شجرة الرمان عادة ما تنمو على ارتفاعات تتراوح ما بين ارتفاع سطح البحر وأربعة آلاف قدم فوقه أي أنها تنمو جيدًا في المناطق المعتدلة والحارة، كما أنها تنمو في المناطق الجافة كشبه الجزيرة العربية، مبينًا أن التربة الرسوبية العميقة من أفضل أنواع التربة الملائمة لزراعة أشجار الرمان، وأوضح أن أشجار الرمان تنمو أيضًا في كثير من أنواع التربة المختلفة كالرملية والطينية والتربة الثقيلة، فيما تختلف طريقة الري بحسب نوعية التربة. وتتراوح أسعار الرمان في المنطقة من 50 إلى 250 ريالًا للكرتون المتوسط الحجم، وتعتمد هذه الأسعار، حسب ما ذكره أحد باعة الخضار والفواكه في المنطقة على نوع الرمان وحجمه ووقت دخوله للسوق سواء كان في أول الموسم الذي يشهد أسعارًا منخفضة في العادة نظرًا لوفرة الإنتاج أو في آخره وهو الذي ترتفع فيه الأسعار لقلة المنتج. ويقول أحمد البشيري: إن أشجار الرمان تنقسم إلى قسمين؛ الأول يزرع لثمار الفاكهة والثاني يزرع للزينة والأزهار، فيما تتعدد أنواع ثمرة الرمان فمنها الحلو والحامض والمر وجميعها ذات فوائد طبية وغذائية متنوعة، بالإضافة إلى أنها وسيلة جيدة لشباب المنطقة، حيث يعملون في جنيه والاتجار فيه، والاستفادة من ذلك الموسم.