طرابلس - وكالات: كشفت مصادر أمنية ليبية، أمس أن مجهولين أقدموا على اختطاف نائب رئيس جهاز المخابرات في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد احتجاجات مناهضة للميليشيات. وقال مصدر، رفض الكشف عن هويته، إن مجموعة مسلحة خطفت نائب رئيس جهاز المخابرات الليبي، مصطفى نوح، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وبدأت طرابلس أمس إضراباً معلناً يستمر ثلاثة أيام، لكنه سيستمر إذا لم تلب المطالب برحيل الميليشيات واستعادة هيبة الدولة، حسب رئيس المجلس المحلي لطرابلس، سعدات البدري. وسيكون من الصعب على حكومة زيدان دعم هذه المطالب المناهضة للميليشيات، خاصة أن قواتها المسلحة الحديثة التشكيل لا تزال تتدرب بمساعدة الولاياتالمتحدة وشركائها في حلف شمال الأطلسي. إلى ذلك نفذ سكان العاصمة الليبية طرابلس أمس إضرابا عاماً وسط دعوات للعصيان المدني، وذلك للتنديد بأعمال عنف دامية شهدتها المدينة في اليومين الماضيين تنذر بإغراق البلاد في حرب أهلية. وكانت طرابلس شهدت الجمعة تظاهرة للتنديد بميليشيا والمطالبة بخروجها من المدينة، ما أدى الى مواجهات مسلحة أوقعت أكثر من 40 قتيلاً في أشد أعمال العنف دموية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في أكتوبر 2011. وساد الهدوء أمس الضاحية الشرقية من العاصمة التي كانت شهدت مواجهات السبت حين منعت مجموعات مسلحة من طرابلس عناصر مجموعة مسلحة من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) من دخول العاصمة. وتجري مفاوضات لإقناع عناصر مصراتة المتمركزين حالياً على بعد 60 كلم شرق العاصمة ب"العودة إلى ديارهم"، بحسب مسؤولين محليين. وأعلن المجلس المحلي لطرابلس (بلدية) مساء السبت إضراباً عاماً لثلاثة أيام في العاصمة الليبية "حداداً" وتضامناً مع أسر الضحايا الذين سقطوا الجمعة. وقبل ذلك، دعا سكان في العاصمة ضاقوا ذرعا بممارسات الميليشيات السبت الى العصيان المدني وركزوا حواجز على محاور طرق مهمة وأحرقوا إطارات سيارات. ففي المدينة القديمة ووسط طرابلس وضواحي فشلوم وتاجوراء (شرق) وجنزور (غرب) لم تفتح المحال التجارية أبوابها باستثناء بعض المقاهي والمحال لبيع المواد الغذائية، كما أفاد مراسلون لفرانس برس. كما أغلقت المصارف أبوابها ومعظم المدارس والجامعات رغم تحذير وزارة التربية السبت من أن الحصص الدراسية يجب أن تستأنف بعد عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت) أي اعتبارًا من الأحد. وقال متحدث باسم وزارة التعليم "للأسف أغلقت عدة مدارس أمس، دون أن يدلي بتفاصيل عن نسبة المضربين.. ودعا المجلس المحلي لمدينة طرابلس في بيان السكان إلى "الهدوء وضبط النفس" لإعطاء فرصة لجهود الوساطة لإنهاء أعمال العنف. على صعيد آخر شددت قيادات المجموعات المسلحة المؤلفة من ثوار سابقين في مدينة مصراتة الليبية، على ضرورة وجود مقاتليها في طرابلس لتأمينها، واتهموا الحكومة بالتقاعس عن إيجاد بديل مناسب لحمايتها، في حين أعلنت غرفة عمليات ثوار ليبيا حالة الطوارئ في العاصمة لمدة 48 ساعة حقنا للدماء. وقال رئيس المجلس المحلي في مصراتة إسماعيل شكلاؤون إن المقاتلين باقون في العاصمة "حتى تبرهن الحكومة على جديتها في وضع قرار المؤتمر الوطني العام بإخلاء العاصمة من الميليشيات موضع التنفيذ بآليات واضحة". وأشار شكلاؤون إلى أن مدينة مصراتة كانت أول من بادر إلى إخلاء العاصمة من مظاهر التسلح التي انتشرت فيها نظراً لعدم وجود قوات من الجيش والشرطة لسد الفراغ الأمني، مضيفاً أن ذلك جاء بطلب من قيادات المدينة التي دعت جميع "ثوار ليبيا الشرفاء" إلى النزول لتأمين العاصمة وحقن الدماء البريئة. من جهة أخرى، أعلنت غرفة عمليات ثوار ليبيا حالة الطوارئ في العاصمة لمدة 48 ساعة حقناً للدماء، حسب بيان للغرفة، كما أعلن مجلس طرابلس المحلي إضراباً عاماً في العاصمة بدءا من اليوم الأحد ولمدة ثلاثة أيام حداداً على ضحايا الاشتباكات الذين شيعوا في جنازات أمس. وقد أكدت مصادر محلية أن هناك اجتماعاً مرتقباً بين مجلسي طرابلس ومصراتة ومشايخ المدينتين وأعيانهما بحثاً عن حلّ للأزمة الراهنة. وقال المجلس المحلي- وهو بمثابة مجلس بلدي- في بيان إنه أعلن عن إضراب عام في مختلف مناطق طرابلس الكبرى في كل القطاعات العامة والخاصة، ما عدا المرافق الصحية والمخابز والصيدليات ومحطات البنزين، "حدادا على أرواح أبناء ليبيا" الذين سقطوا في اشتباكات الجمعة. وأضاف البيان "حرصاً على وحدة الوطن ولمّ الشمل ودرءا للفتنة وعملا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف يناشدكم مجلس طرابلس المحلي التهدئة وضبط النفس وعدم التعرض للأشخاص وإيذائهم وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والعامة خصوصاً في شهر المحرم الحرام".