لم يجد فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة من خيار غير الاستعانة بالشرطة لمنع قاعة «أيام للفنون» من المضي في فعاليات المزاد العلني، الذي انطلق الأسبوع الماضي قبل أن يمنع عقب إصرار القاعة على عرض أعمال رفضتها لجنة الإجازة وفق الصلاحيات الممنوحة لها. وتعود تفاصيل القضية إلى أن لجنة إجازة الأعمال الفنية بفرع الجمعية، والمكونة من الفنان إحسان برهان، رئيس لجنة الفنون التشكيلية بفرع الجمعية بجدة، والفنان عبدالله بن صقر، والفنانة رهيفة بصفر، تلقت كل الأعمال، التي تقدمت قاعة «أيام» لأخذ الموافقة بعرضها، حسب الإجراءات المتبعة مع كل معرض أو مزاد فني يقام، وتبعًا لصلاحياتها قررت اللجنة منع بعض الأعمال من العرض، منها عملين للفنان عبدالناصر غارم بعنوان «الختم» و»المدرج»، وعمل للفنانة منال الصويان بعنوان «أنا غواص»، وعمل للفنان الإيراني أفشين بيرهاشمي بعنوان «أنظم الآن»، وعمل للفنان راشد الشعشعي بعنوان «نوافذ عربية»، ولوحة للفنان الإيراني فرذاد كوهان بعنوان «الكرامة»، بجانب ومجسم للفنان المصري خالد زكي، غير أن هذا المنع قوبل بالرفض من قبل القاعة، فكان إصرارها على عرض كافة الأعمال، بما فيها الممنوعة من العرض، في خطوة لكسر قرار اللجنة.. وأمام هذا الموقف طلبت الجمعية تدخل الشرطة، التي استجابت على الفور، مانعة بذلك قيام المزاد. هذا الموقف من مسؤولي فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة، وجد التعضيد والمساندة من قبل المدير العام لجمعيات الثقافة والفنون بالمملكة عبدالعزيز إسماعيل بقوله: تلقت جمعية الثقافة والفنون بجدة تكليفًا من إمارة منطقة مكةالمكرمة من أجل إجازة الصالات الفنية، وكذلك المعارض الفنية التي تقام، وهذا التكليف من الحاكم الإداي ويجب أن يكون محل تقدير واهتمام من قبل الجمعية، لذلك بدأت الجمعية في إجازة أي معرض يقام في جدة، ومن ضمن هذه المعارض معرض صالة «أيام»، حيث تم تكليف لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية بمشاهدة الأعمال وإجازتها، وهذا ما تم بالفعل، حيث أجزيت بعض الأعمال ورفض عدد قليل منها، وهذا من صميم مسؤولية اللجنة، فهم مسؤولون عن ذلك.. وأؤكد هنا أنه لابد من احترام أراء اللجنة وتقبل أراء أعضائها، فهم حريصون على دعم الفن وعرض أي عمل فني لا يتنافى مع الدين الإسلامي والعادات والتقاليد. وختم السماعيل حديثه بقوله: نحن الآن بصدد عمل استمارات خاصة بإجازة المعارض، وسوف يتم الاتصال والتشاور مع كبار الفنانين بجدة لوضع آلية مناسبة لهذه الإجازة بحيث يكون هدفنا دعم الفن ونشره وليس الوقوف أمام العمل الفني ومنعه، بشرط أن يكون العمل مراعيًا لتعاليم الدين الإسلامي، ولا يتنافى مع سياسة المملكة. يشار إلى أن المزاد الفني كان من المفترض أن يشارك فيه الفنانون: فهد الحجيلان، سعيد قمحاوي، عبدالعزيز عاشور، غادة الربيع، سارة عبده، راشد الشعشعي، فيصل السمرة، مهند عرابي، قيس سلمان، عبدالله عمري، تمام عزام، عبدالناصر غارم، منال الضويان، شاويش، هدى بيضون، محمد بدر، عبدالكريم مجدل، علي مقوس، فرزاد كوهان، حمد بوزورجي، ثائر هلال، نديم كرم، محمد حيدر، خالد زكي، مهدي نبوي، عهد العمودي، حامد صحيحي، خالد جرار، نعيم إسماعيل، غسان سباعي، فاتح مدرس، أفشيت بيرهاشمي، عمار البيك، عمار عبدربه، وصفوان داحور. الفنان راشد الشعشعي بوصفه أحد فنانين الذين تم منع عمله الفني من العرض، عقب على ما حدث بقوله: هذه اللجنة التي أوكلت لإجازة المعرض لا تمت للفن بصلة وهي عالة على الفن، ووجودها بهذا التشدّد سوف يقتل الفن الحديث في المملكة، واعتقد أن من يرأسها فنان مبتعد عن الفن منذ سنوات فهذا فيه إجحاف في حق الفن، وأنا أطالب بوضع لجنة أخرى ملمة بكل الفنون وخصوصًا الفنون الحديثة.