تشهد جنيف السويسرية اليوم الاربعاء ثالث جولة من المحادثات النووية بين ايران ومجموعة الستة منذ تولي حسن روحاني منصبه الرئاسي في البلاد وأكدت طهران أنها لا يمكن أن تخضع للأطماع. طهران (فارس) وبعد توقف دام عشرة أيام تستأنف اليوم المحادثات النووية بين الجمهورية الإسلامية الايرانية ومجموعة الستة الموسومة ب 5 + 1 وهذه الجولة هي الثالثة منذ تولي حسن روحاني المنصب الرئاسي وفي هذه الأثناء أكدت طهران على أنها لا تقبل بأي شرط مسبق ولا تخضع للضغوط التي تفرض عليها التنازل عن حقوقها المشروعة بما في ذلك تخصيب اليورانيوم الذي لا يمكن التفاوض حوله. واستمر الاجتماع السابق ثلاثة أيام وعقد في شهر تشرين الثاني - نوفمبر بحضور وزراء خارجية إيران ومجموعة الستة التي هي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ونائب وزير الخارجية الصيني إضافة إلى منسقة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون حيث كان من المقرر التوقيع على اتفاقية تفاهم لحلحلة المشكلة ولكن التعديل الأحادي الذي قدمته باريس نجم عنه عدم تحقيق الاتفاق في حين أن أشتون أعلنت في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايراني جواد ظريف أنه تم التوصل إلى نتائج ملموسة آنذاك وأكد على أن البلدان الستة لا تتفق على رؤية موحدة ولكل بلد رؤيته الخاصة. وأضاف ظريف: نحن لسنا يائسين من تحقيق نتيجة إيجابية وهذا الاجتماع أثبت وجود إرادة سياسية لوضع حل للمشكلة. أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فقد أيد هذا الكلام بتصريحه: نحن نأمل من اجتماعات جنيف تقليص الخلافات ونؤكد على أنه تم تحقيق تطور ملحوظ بدون شك. والكيان الصهيوني فهو دائماً ما يحاول إعقام كل محاولة من شأنها فتح أفق جديد لحل الأزمة النووية حيث صرح بنيامين نتنياهو أن مقترح إيران الذي تم تقديمه في الاجتماع الأول لا يمكن قبوله وأن الموافقة عليه يعد خطأ تأريخيا على حد زعمه! ومن القرارات التي اتخذت في الاجتماع المنصرم وضع جدول زمني لمناقشة واقع الحظر المفروض على إيران وقد أشار وزير الخارجية الإيراني أنه على يقين بأن الجمهورية الإسلامية تعمل بجد وحسن نية لحلحلة هذه الأزمة وأشتون بدورها نوهت إلى أن المحادثات النووية كانت واقعية وأن مشروع طهران الجديد يعتبر أكثر البرامج المقترحة شمولاً مقارنة بغيره ولكنه بحاجة إلى دراسة وبالفعل فقد تمت مناقشته في فيينا بحضور ممثلين من جميع الأطراف. وقد صرح قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي بالقول: المحادثات الجارية اليوم مع ستة بلدان بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية فهي تتمحور حول القضايا النووية لا غير وقد ذكرت آنفاً أنه لا ضير من إجراء محادثات حول مواضيع خاصة لكنني قلت أنا لا اعتمد عليها ولا أرجو خيراً منها، لكن لا بأس من إجرائها... إن أوضاع الجمهورية الإسلامية اليوم تختلف عما كانت عليه في عام 2003م اختلافاً تاماً حيث كنا آنذاك نتفاوض على جهازين أو ثلاثة أجهزة طرد مركزي لكننا اليوم نمتلك عدة آلاف من هذه الأجهزة التي تدور عجلتها وذلك بفضل همة شبابنا وعلمائنا وباحثينا ومسؤولينا... لذا فإن المحادثات الجارية في هذه الآونة لا تضرنا بشيء وأؤكد على أنني لست متفائلاً بها ولا اعتقد أنها ستحقق النتائج التي يرجوها الشعب الإيراني إلا أنها تجربة مفيدة لشعبنا فلا ضير منها بشرط أن يبقى الشعب واعياً... نحن نشد على أيدي مسؤولينا في جبهة المواجهة الدبلوماسية ونؤازرهم بكل ما أوتينا من قوة ولكن يجب على شعبنا أن يبقى واعياً ويعرف ما الذي يجري وأن لا تنطوي عليه بعض الخدع الإعلامية التي يرتزق المروجين لها من جيب أعدائنا والبعض الآخر يروج لها انطلاقاً من سذاجته. / 2811/