عقدت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية دورة أعمالها الطارئة على أرض دمشق الصمود والمقاومة في 18 و 19 تشرين الثاني 2013 وناقشت خلالها الأوضاع والمستجدات التي تعيشها المنطقة والحرب العدوانية التي تشنّ على أمتنا من قبل المحور الأميركي الصهيوني وحلفائه الأوروبيين والإقليميين، كما بحثت في أوضاع المؤتمر العام للأحزاب العربية والآليات المطلوبة لتطويره وبرامج العمل التي يجب وضعها لتفعيل دور المؤتمر على جميع الساحات، وإطلاق حركة شعبية عربية تساهم في صدّ الهجمة الشرسة التي تتعرّض لها الأمة. دمشق (فارس) البيان الختامي الصادر عن أعمال الدورة الطارئة للأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية خلص إلى إعلان المواقف الآتية: سورية أولاً: تعلن الأمانة العامة وقوفها إلى جانب سورية التي شكلت ولا تزال حصناً للمقاومة، وحاضناً لجميع القوى الوطنية والقومية، وداعماً حقيقياُ لها في مواجهة أعداء الأمة، وهي التي ساهمت بفضل هذا الدعم وهذا الاحتضان بالانتصارات التي حققتها المقاومة في العراق وفي فلسطين وفي لبنان والتي تمثلت بهزيمة أميركا في العراق وهزيمة "إسرائيل" في لبنان واندحارها في عام 2000، ومن ثمّ هزيمتها في حرب تموز 2006 في لبنان، وكذلك في حرب غزة 2008/2009. إنّ سورية التي رفضت الإملاءات الأميركية وفضلت المواجهة على الاستسلام تتعرّض لحرب كونية، تقودها الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفاؤها وعملاؤها في المنطقة بواسطة المجموعات الإرهابية التكفيرية، وهدف هذه الحرب الكونية هو تدمير سورية لإضعاف دورها ولإجبارها على تبديل مواقفها والتخلي عن ثوابتها الوطنية والقومية. لكن سورية بشجاعة وثبات رئيسها الدكتور بشار الأسد وببسالة جيشها وتضحياته وبصلابة شعبها الأبي خاضت مواجهة أسطورية فتمكنت من صدّ العدوان وتحقيق الإنجازات العسكرية والميدانية، وبهذه الإرادة المصمّمة على الثبات والصمود والمواقف ستنتصر على أعدائها لتعود أقوى وأمنع وأصلب ولتستمرّ في أداء دورها الريادي على الصعد كافة. إنّ الأمانة العامة إذ تدين وتشجب الحرب الكونية ضدّ سورية، تدعو جميع الأحزاب والقوى في جميع الدول العربية إلى التحرّك ودعم صمود سورية، لأنّ سورية تخوض مواجهة دفاعاً عن المصالح القومية والوطنية ودفاعاً عن عزة العرب وكرامتهم، لذا فالجدير بهذه الأحزاب أن ترفع الصوت والقبضات عالياً لمؤازرة سورية في مواجهة الحرب والتخلص من الإرهاب والتطرف. وتعتبر الأمانة العامة أن ما حصل على مستوى مؤسسة الجامعة العربية من قرارات مشبوهة حيال سورية، إن لجهة تجميد عضويتها أو لجهة دعم الإرهاب والتطرف، هو سابقة خطيرة، كشفت عن حقيقة الدور المشبوه للدول العربية المهيمنة على قرار الجامعة. لذلك، تدعو الأمانة العامة إلى ضرورة قيام جامعة شعبية عربية تتحمل مسؤولياتها في توحيد الطاقات العربية بعدما خرجت جامعة الدول العربية عن أهدافها وأصبحت أداة بيد قوى استعمارية عبر وسطاء عملاء عرب. فلسطين ثانياً: ترى الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية أنّ الانقسام في الساحة الفلسطينية أصاب القضية الوطنية بالضرر الكبير، ولذلك لا بدّ من أن تبذل جميع القوى الفلسطينية جهوداً جبارة في سبيل الوصول إلى وحدة وطنية فلسطينية تعيد الاعتبار إلى ثوابت النضال الفلسطيني، ولا بدّ أن يتمّ ذلك في أقرب وقت، وأي تأخير أو تأجيل سيجعل العدو الصهيوني يستمرّ في سياسته العدوانية والاستيطانية والتهويدية لتصفية قضية فلسطين، والضرب بعرض الحائط بالقرارات الدولية ذات الصلة، خاصة حق العودة، وحق تقرير المصير. إنّ الأمانة العامة ترى أنّ المفاوضات الجارية مع العدو الصهيوني عبثية وضارة ويجب أن تتوقف فوراً، فقد أثبتت التجارب أنّ التحرير وحق العودة لا يتمان إلا عن طريق مقاومة الاحتلال. تحيّي الأمانة العامة النضال المستمر للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وتؤكد وقوف كافة الأحزاب العربية الأعضاء في المؤتمر إلى جانب الشعب الفلسطيني. تؤكد الأمانة العامة على أنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة، وتطالب الأحزاب الأعضاء بأن تبقى فلسطين على رأس أولوياتها عبر كلّ الأساليب والفعاليات الشعبية والمقاومة بخاصة. تدين الأمانة العامة الصمت العربي والجمود الشعبي تجاه ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في سجون العدو وتدين مخطط تهويد القدس وبالأخص التحركات الأخيرة من قبل المستوطنين بتدنيس المسجد الأقصى، وتحث كافة الأحزاب والقوى الشعبية على ضرورة التحرك وممارسة الضغط على الحكومات العربية التي نأت بنفسها عن فلسطين وشعب فلسطين، وأصبحت تمارس أدواراً مشبوهة لمصلحة الاحتلال والاستعمار. لبنان ثالثاً: توقفت الأمانة العامة عند التفجير الإرهابي المزدوج الذي ضرب منطقة بئر حسن والذي استهدف سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، وهي إذ تدين هذا التفجير الإرهابي بأشدّ العبارات وتتقدم بأحر التعازي من عوائل الضحايا البريئة، فإنها تعتبره مؤشراً خطيراً على ما يتهدّد لبنان من أخطار وتحديات، وتدعو إلى وقف التجاذبات السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة لبنانية تتحمّل مسؤولياتها في تحصين لبنان وحماية أمنه وصون استقراره. البحرين رابعا:أدانت الامانة العامة للمؤتمر العام للاحزاب العربية قمع السلطات البحرينية للتظاهرات السلمية بالقوة المفرطة، معتبرة ان ما قامت به هذه السلطات من تعديل لقانون الجمعيات والمسيرات هو مصادرة لحق الشعب البحريني بالتظاهر السلمي وقمع موصوف للحرية يخالف كل الاتفاقيات والعهود الدولية. ودعت الامانة السلطات البحرينية الى وقف القمع بحق الشعب البحريني والاستجابة لتطلعاته بالحرية واصفة قرار السلطات بسحب الجنسية من مواطنين بحرينيين بدافع الانتقام السياسي ولانهم يطالبون بالحرية بالعمل المدان والمستنكر ويجب التراجع عنه فورا. وعبرت الامانة عن بالغ قلقها من عدم تنفيذ السلطات البحرينية لتوصيات لجنة تقصي الحقائق وتوصيات مجلس حقوق الانسان واستمرار سياسة الافلات من العقاب داعية الى اطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف عمليات التعذيب الممنهج. وشددت على حاجة البحرين ودول الخليج (الفارسي)الى اطلاق حوار جاد مبني على اسس سليمة واجراءات صحيحة لتحقيق تطلعات شعوب الخليج في الحرية والتحول الديمقراطي معتبرة أن قمع الحريات في دول الخليج ولاسيما في البحرين والسعودية وقطر وعدم المساواة بين مواطنيهم يشكل انتهاكا فاضحا لحقوق الانسان وكرامته. ودعت الامانة العامة حكومات دول الخليج الى تحقيق مطالب شعوبها وتطلعاتهم الى الحرية والديمقراطية وتطبيق العدالة الاجتماعية على كل مواطنيها دون تمييز او استثناء بدل ان تصرف اموال النفط الخليجي على دعم الإرهاب والتطرف للفتك بالمجتمعات العربية مؤكدة ضرورة بدء عملية انتقال ديمقراطي في هذه الدول تمنح مواطنة كاملة لكل فرد فيها وفي مقدمها حقوق المرأة التي يجب ان تكون مصونة ومتساوية مع الرجل. وأكدت الامانة العامة للاحزاب العربية انها ستبذل جهودا جبارة في سبيل تحقيق الاهداف التي تتوخاها بوصفها تمثل اطارا جامعا للاحزاب العربية وتسعى الى تحقيق كل ما يصب في خدمة المصالح القومية والعربية. /2819/