الإعلام العربي في أزمة حقيقية. ولو ركزنا على البث التلفزيوني، وعلى المعالجة الإعلامية: من خبر وتحليل ورأي وما يتبع ذلك؛ لعرفنا مناطق الأزمة. إنها تتركز في ثلاثة محاور: المهنية أو الاحترافية، والتوجيه أو السيطرة السياسية، والانتماءات المختلفة للمؤدين. لن نناقش هنا الجانب الترفيهي، مع ما فيه من عيوب ومآخذ. المشكلة الكبرى أن العرب بحثوا عن المهنية والاحتراف في إدارة وتشغيل تلك القنوات فبلغوا من ذلك الشيء الكثير. صحيح أن هناك تخلفاً في كثير من القنوات الفضائية والأرضية، ولكن الأغلب أن الأجهزة متوفرة، والتقانة حديثة، برغم أن العقليات معظمها تاريخية. فالنقلة الكبيرة الفنية والآلية والقمرية لم تواكبها نقلة مماثلة، أو تقدم فكري وثقافي للقائمين على إدارة وتشغيل تلك الأجهزة والتقانات وملاكها. ولو نظرنا إلى قناة الجزيرة كمثال، فبرغم أنها ورثت البي بي سي واحترافيتها ومهنيتها إلا أنها ما لبثت أن تحوّلت لتصبح كإحدى القنوات العربية الأخرى لتؤدي دوراً سياسياً منحازاً يخدم توجهاتها . ففقد العرب قناة واعدة جاذبة محترفة ومحايدة في عصر الألفية الثانية؛ لتتحول إلى ما يشبه دور إذاعة صوت العرب أثناء الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ومثال آخر. صرخ مقدم برامج منذ أيام قليلة، بانفعال شديد، في برنامجه على قناة أوربت؛ بأن رئيس دولته فاشل، ورئيس وزرائه فاشل.. إلى آخر شتائمه؛ فهل كان يمثل الإعلام الاحترافي المنفتح غير المراقب، أم كان يبرز مساوئ الإعلام العاطفي الجاهل غير المحترف الذي يصل إلى حد الإسفاف وقلة اللياقة والأدب. يبيّن المثالان أسباب اتجاه كثير من الناس إلى القنوات العالمية لصدقيتها ومهنيتها، برغم معرفتهم أنها حتماً تنفذ أجندات دولها. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain