مرّ يوم 18 لشهر ديسمبر الحالي، الذي أقرته الأممالمتحدة للاحتفال سنوياً باللغة العربية؛ ولم يعلم به (90٪) من الناطقين بها. وربما لم يهمهم ذلك! ولكنني سوف أذكر أحد الذين هاموا عشقاً بهذه اللغة الجميلة الراقية وليس أعظمهم. إنه الرحالة الفنلندي «جورج فالين». وأنقل بتصرف من كتاب «الرحلات المحرّمة» لأستاذنا ورئيس تحرير هذه الصحيفة الأسبق أحمد محمد محمود. وهو الكتاب الثالث في سلسلته القيّمة «جمهرة الرحلات». ولد «فالين» في فنلندا عام 1811م، ودرس تسع لغات منها الفرنسية والإنجليزية والألمانية، ولكن أحب اللغات إليه كانت العربية. نال الدكتوراة عن أطروحته «الاختلافات الأساسية بين اللغة العربية الفصحى والحديثة». عرض على جامعة هلسنكي القيام برحلة إلى مصر والجزيرة العربية، بهدف رفع شأن جامعته في خدمة العلم، وليدرس اللهجات العربية دراسة مقارنة؛ فوافقت الجامعة. توجه لباريس ودرس مخطوطات عربية عديدة في مكتباتها، ثم غادرها إلى إسطنبول، ثم وصل الإسكندرية عام 1843م، فالقاهرة عام 1844م؛ ليعزز معرفته بالإسلام، وليعتاد على صفة عالم دين في رحلته للجزيرة العربية. فقضى في مصر ست سنوات حفظ فيها أجزاءً من القرآن الكريم، ودرس الفقه، وتعوّد على الصلاة والصيام. سجل في رحلاته معلومات لم يسجلها رحالة غربي قبله. وهو أول أوروبي اخترق شمال الجزيرة العربية بكاملها. وأول من زار الجوف. وأول من سلك طريق حائل المدينةالمنورة منهم. ولما عاد إلى هلسنكي عام 1850م كان معه 34 كتاباً و19 مخطوطة عربية اشتراها لمكتبة جامعته. وترك المؤلفات التالية: «مذكرات رحلته إلى البلاد العربية» في خمسة مجلدات، و»شرح حاشية لابن الفارض»، وكتاب «صور من شمال الجزيرة العربية في منتصف القرن التاسع عشر». Twitter: @mamashat [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain