نندهش كثيرًا في مواجهة اللغة التي نسمعها ونقرأها في هذه الأيام! اللغة التي أتحدّث عنها هي اللغة العربية. هي لغة القرآن العظيم. هي تاريخنا، وهي ثقافتنا عبر الزمن. هي إرثنا الآتي من الجذور. تصيبني حرقة عندما أسمعها من خرّيج من الجامعة. نعم لقد تجاوزتُ حرقتي السابقة عندما كان يُسبّبها لي خرّيج الثانوية. أمّا الآن فالحرقة عامة، ومن كل جانب ومستوى. عندما استمعتُ إلى الإذاعة في السيارة.. تألمتُ. عندما قرأتُ الكتابات في مواقع التواصل الاجتماعي.. تألمت. عندما تصفّحت بعض الصحف.. تألمت. عندما حضرت محاضرة في نادٍ أدبيٍّ.. تألمت. معظم الذين تحدّثوا إلينا، أو كتبوا لنا؛ تواصلوا معنا عبر لغة مجهولة القواعد، والتراكيب، والأفكار، والجذور الثقافية. خليط من الصعب تحديد أسسه. يقول أحد الأصدقاء بأنني شديد الحساسية في هذا الجانب، ويعلم كم من التجاوزات صبرت وغيري عليها، وبلغناها بسلامٍ وتعاونٍ، بل أكثر من ذلك وجدنا أعذارًا لمرتكبيها! ولكن الحقيقة المُرّة هي أن الذي يتجاوز قاصدًا أو جاهلاً شرف اللغة فإنه مُصرٌّ على فقدان هويته، أو ساعٍ لتحطيمها! إن كان هناك شك في هذا القول فلنتأمل ألفاظ، وحوارات اللابسين "للجينز المرتخي" من مواطنينا. أو أولئك الذين يتسكّعون في الطرقات والأسواق، ويجلسون في "الستاربكس"، ويتعشّون شرائح اللحم المغمور "بالمايونيز"، أو أقراص "بيتزا البيباروني" أو "الكواترو فورماجي"! أرسل إليَّ الأستاذ محمد صلاح الدين -عليه رحمة الله- يومًا، مظروفًا ممتلئًا بقصاصات صحفية لعدد من كُتّابنا الكبار بدون تعليق، كان أرسله إليه أحد الغيورين على اللغة العربية. فلما هاتفته وسألته عن سبب إرساله لي قال: أريدك أن تتألّم كما تألمّنا. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain