أيّد 52 بالمئة من قرّاء "إيلاف" المشاركين في الاستفتاء الأسبوعي معاقبة الرياضيين المصريين الذين يرفعون إشارة رابعة العدوية، معلنين وقوفهم مع الاخوان المسلمين. القاهرة: ساهم عزل الرئيس محمد مرسي ثم فض اعتصام رابعة العدوية في تعميق الإنقسام في المجتمع المصري. ولم يسلم المجتمع الرياضي من حالة الإنقسام، ففي الوقت الذي يؤيد فيه رياضيون الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، ويدعون إلى ترشحه لرئاسة الجمهورية، يقف آخرون في صف مرسي، ويرون أن النظام الموقت ارتكب مجازر بحق أنصار التيار الإسلامي أثناء فض إعتصام رابعة العدوية. غالبية طفيفة تورط الطرفان المتنازعان في مصر في رفع شعارات وصور سياسية داخل الملاعب الرياضية، لاسيما المحسوبين على جبهة جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي عرض بعضهم للعقوبات من قبل الأندية والإتحادات الرياضية في مصر. لكن أين يقف قرّاء "إيلاف" من ظاهرة إقحام النعرات السياسية في الساحات الرياضية؟ للإجابة عن هذا السؤال، دعت "إيلاف" قرّاءَها للمشاركة في استفتائها الإسبوعي، سائلةً: "هل تؤيد إنزال عقوبات باللاعبين المصريين الذين يرفعون إشارة رابعة؟"، وخيّرتهم بين الإجابة ب"نعم" وب"لا". شارك 4483 قارئًا في الإستفتاء، وانحازت أغلبية طفيفة إلى ضرورة إنزال عقوبات ضد اللاعبين المخالفين للوائح الملاعب برفع إشارة رابعة العدوية، قدرت ب2324 قارئًا، بنسبة 52 بالمئة، بينما رفض 2159 قارئًا، بنسبة 48 بالمئة، معاقبة اللاعبين. عقوبات وحرمان تنص لوائح الإتحادات الرياضية الدولية والمحلية، سواء الفيفا أو الكاف، على عدم إقحام السياسة في الرياضة، إلا أن لاعب كونغوفو محمد يوسف، الذي فاز بميدالية ذهبية في بطولة دولية في روسيا، تخطى الخطوط الحمراء، وإرتدى قميصًا أصفر عليه إشارة رابعة العدوية، ورفع الشارة نفسها بيديه على منصة التتويج. تعرض يوسف للعقوبة من إتحاد كونغ فو المصري، وقررت وزارة الرياضة إيقافه محليًا، وحرمانه من تمثيل مصر دوليًا. علق يوسف على ذلك قائلًا إنه غير نادم بل فخور بما قام به، وإنه قصد التعبير عن موقف إنساني ورسالة وفاء لأسر اصدقائه الذين فقدهم أثناء فض إعتصام رابعة العدوية. تورط لاعب النادي الأهلي المصري محمد عبد الظاهر في الخطأ نفسه، ولوح بشارة رابعة عقب إحرازه الهدف الثاني في مباراة فريقه أمام نادي أورلاندو بايرتس في نهائي دوري أبطال أفريقيا، فتعرض للعقوبة من قبل ناديه بحرمانه من مكافأة البطولة الأفريقية، ومن المشاركة في مونديال الأندية الذي سيقام في كانون الأول (ديسمبر) في المغرب، إضافة إلى عرضه للبيع في موسم إنتقالات كانون الثاني (يناير) المقبل. داخل الملعب وخارجه قال الناقد الرياضي أحمد جلال ل"إيلاف" إن القوانين واللوائح الرياضية واضحة في هذا الخصوص، وتقول: "لا مزج بين السياسة والرياضة"، مشيرًا إلى أنه يجب إنزال العقوبات ذاتها بجميع المخالفين سواء من يرفعون إشارة رابعة العدوية أو صور السيسي. أضاف جلال: "إذا كان اللاعبان محمد يوسف ومحمد عبد الظاهر تعرضا للعقوبة، فيجب أن يخضع أمير عزمي مجاهد، اللاعب بنادي زوجديدي الجورجي، للعقوبة نفسها، لأنه إرتدى تي شيرتاً عليه صورة السيسي، فهؤلاء اللاعبون الثلاثة ينتمون إلى المنظومة الرياضية المصرية نفسها، وينبغي التفريق بين لاعب يتعمد رفع شعارات سياسية على أرض الملعب وآخر يعبر عن إنتمائه السياسي خارج الملعب". وضرب جلال مثال لاعب كونغ فو السلفي هشام عبد الحميد، الذي رفع إشارة رابعة العدوية خارج الملعب، في غرفة الملابس. ولفت إلى أن لاعب المنتخب المصري عمرو زكي تورط في التلويح بشارة السيسي مع المغني أبوالليف، إلا أن هذا الفعل كان خارج الملاعب، "واللاعب محمد أبو تريكة معروف بانتمائه لجماعة الإخوان، إلا أنه لم يتعرض لأية عقوبات لأنه لم يرتكب أية أفعال سياسية داخل الملاعب، ورغم أنه لم يصافح وزير الرياضة طاهر أبو زيد إلا أنه يحترم اللوائح، فلو وصف كل مسؤول في المنظومة الرياضية بأنه إنقلابي فلن يجد من يتعامل معه، وأبوتريكة حريص على أن تظل معتقداته السياسية خارج أرض الملعب".