أعلن الجيش الليبي أمس الاثنين، حالة «النفير العام» في بنغازي، ودعا «كافة العسكريين» إلى «الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري»، بعد مواجهات قتل فيها 4 عسكريين بين الجيش وجماعة سلفية جهادية في كبرى مدن شرق ليبيا. وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي (الحاكم العسكري للمدينة) إن رئيس الغرفة العقيد عبدالله السعيطي «أهاب بكافة العسكريين الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري، لافتاً إلى أن هذا الأمر يصحبه إعلان لحالة النفير». وأضاف أن «كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونياً ويعد ذلك هروباً من حالة النفير والطوارئ القصوى». وجاء إعلان الجيش بعد مقتل 4 عسكريين ومدني وجرح 23 شخصا آخرين بينهم 10 مدنيين في اشتباكات للقوات الخاصة والصاعقة التابعة للجيش الليبي مع أنصار الشريعة السلفية الجهادية في مدينة بنغازي (شرق) صباح الاثنين على ما أفادت مصادر طبية وعسكرية وكالة فرانس برس. ونقل شهود عيان لفرانس برس أن مسلحين في مناطق شرق بنغازي أقاموا العديد من الحواجز في الطريق إلى المدينة، تحسبًا لقدوم قوات مساندة لجماعة أنصار الشريعة من مدينة درنة. وقال الشرع إن «أي رتل يدخل أو يخرج من المدينة دون علم الغرفة سيواجه بالقصف عن طريق سلاح طيران القوات الجوية». وأضاف أنه «طالما توجد مقاومة على الأرض فستستمر المواجهات لحفظ الأمن والشرعية». من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة والصاعقة العقيد ميلود الزوي إن «اشتباكاً داميًا يجري بين قواتنا وقوات جماعة أنصار الشريعة (السلفية الجهادية) لأول مرة منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي». وقالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فادية البرغثي إن «4 قتلى عسكريين و23 جرحى من قوات الجيش وصلوا إلى المستشفى بينهم من هو في حالة خطرة، إضافة إلى 4 جرحى آخرين في صفوف المواطنين جراء الرصاص العشوائي». وأوضح الزوي لفرانس برس أن «الاشتباكات بدات بعد أن تم استهداف إحدى دوريات القوات الخاصة والصاعقة كانت متمركزة في جزيرة دوران منطقة البركة وسط المدينة بالقرب من مقر جماعة أنصار الشريعة». وأشار إلى أن «قوات الصاعقة ردت على مصدر النيران واندلعت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وفي الوقت ذاته اندلعت اشتباكات مماثلة بين القوتين في أرجاء مختلفة من المدينة بالقرب من مستشفى الجلاء في منطقتي رأس عبيدة والسلماني الغربي بالقرب من عيادة خيرية تابعة لأنصار الشريعة». وتشهد ليبيا انفلاتًا أمنياً واسعاً منذ أشهر، وتسبب هذا الانفلات في اغتيال العديد من الشخصيات العسكرية والأمنية ورجال سياسية وإعلام ورجال دين إضافة إلى شخصيات ناشطة في المجتمع المدني. وعادة تنسب هذه العمليات إلى إسلاميين متطرفين لكن السلطات التي تجاهد لخلق قوات جيش وشرطة قادرة على بسط الأمن لم تكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات الإجرامية الممنهجة. المزيد من الصور :