دعت الحكومة الليبية، أمس، سكان بنغازي إلى الهدوء بعد مواجهات عنيفة بين الجيش ومجموعة أنصار الشريعة الإسلامية أوقعت 14 قتيلاً على الأقل واكثر من 50 جريحاً، فيما أعلن الجيش الليبي حالة «النفير العام» في المدينة، ودعا «كل العسكريين» إلى «الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري»، بعد مواجهات قتل فيها ثلاثة عسكريين بيت الجيش وجماعة سلفية جهادية في كبرى مدن شرق ليبيا. وتفصيلاً، في بيان طلبت الحكومة «من كل أهلنا في بنغازي ضرورة التزام الهدوء حتى تتمكن السلطات الأمنية من ضبط الموقف الأمني من خلال الغرفة الأمنية والقوات الخاصة وقوات الأمن والتعاون الكامل معها». وقال مسؤول في وزارة الصحة لقناة «الأنباء» الخاصة إن «14 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 51 بجروح». واشنطنولندن تعرضان المساعدة أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره البريطاني، وليام هيغ، أول من أمس، بعيد لقائهما رئيس الحكومة الليبية، علي زيدان، عن استعدادهما لمساعدة هذا البلد على استعادة استقراره اثر الاضطرابات الأمنية المتواصلة التي يشهدها. وقال كيري وهو يقف إلى جانب هيغ وزيدان اثر لقائهم في منزل السفير الأميركي في لندن «تحادثنا مع رئيس الحكومة في الأمور التي يمكن أن نقوم بها معاً، بريطانيا والولايات المتحدة وأصدقاء آخرون، لمساعدة ليبيا على عودة الاستقرار التي تحتاج إليها». وقال كيري إن ليبيا شهدت «اضطرابات خطيرة في الأسابيع القليلة الماضية» وواجهتها «تحديات اقتصادية وأمنية». وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين بنغازي (الحاكم العسكري للمدينة) إن رئيس الغرفة، العقيد عبدالله السعيطي «أهاب بكل العسكريين الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يصحبه إعلان لحالة النفير»، وأضاف أن «كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونياً، ويعد ذلك هروباً من حالة النفير والطوارئ القصوى». وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الصاعقة الليبية الخاصة، العقيد ميلود الزوي، إن المواجهات اندلعت عند تعرض دورية من القوات الخاصة لهجوم قرب المقر العام لأنصار الشريعة. وأضاف أن «الجيش قام بالرد ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة». وهذه المواجهات هي الأولى من نوعها بين جماعة إسلامية والجيش. وجرت أيضاً مواجهات بين الجانبين في أحياء أخرى من المدينة خصوصاً قرب عيادة خيرية تابعة لأنصار الشريعة. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن دوي انفجارات وإطلاق نار سمع في مختلف الأحياء منذ صباح أمس. واحرق سكان غاضبون احد مقار المجموعة السلفية، وبعد الظهر خيم هدوء نسبي على بنغازي، حيث تتعرض قوات الأمن بانتظام لهجمات تنسب إلى جماعات إسلامية. وقد تأسست جماعة أنصار الشريعة بعد إعلان تحرير البلد، اثر سقوط نظام معمر القذافي السابق في 23 أكتوبر 2011 في مدينة بنغازي، ومن ثم تشكلت فروع عدة لها في مصراتة وسرت ودرنة وعدد من المدن الليبية الأخرى. وتدعو الجماعة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. ونسبت إلى هذه الجماعة مسؤولية اغتيال قضاة ومسؤولين أمنيين في بنغازي، كما يشتبه في ضلوعها في الهجوم الذي قتل فيه السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين في سبتمبر 2012، لكنها تنفي أي صلة لها بهذه الهجمات. وذكرت مصادر محلية أن «أنصار الشريعة» استفادت من حالة الفراغ الأمني بعد سقوط نظام معمر القذافي، خصوصا في شرق البلاد حيث تسيطر على أحياء في بنغازي وسرت ودرنة. وفي بنغازي لا تزال «أنصار الشريعة» تسيطر على المنفذ الغربي للمدينة، وغالباً ما ينسب خبراء ليبيون وأجانب الهجمات في شرق ليبيا إلى جماعات إسلامية منها «أنصار الشريعة». ويؤكد الخبراء أن السلطات لا تتجرأ على توجيه اتهام مباشر لهذه المجموعات المدججة بالسلاح خوفاً من حدوث عمليات ثأرية. وأخيراً أعلنت «أنصار الشريعة» في بيان أنها لا تعترف بمؤسسات الدولة ولا بأجهزتها الأمنية ووصفتها ب«الطاغوت».