أوقعت مواجهات، اندلعت، أمس، بين مجموعة "أنصار الشريعة" السلفية وقوات خاصة ليبية في بنغازي شرق البلاد 14 قتيلاً على الأقل و51 جريحاً، فيما أعلن الجيش الليبي حالة "النفير العام" في المدينة، فيما دعا النائب الأول لرئيس البرلمان عزالدين العوامي، الأطراف المتقاتلة إلى وقف القتال وضبط النفس والاحتكام للحوار، وأكدت أمريكاوبريطانيا الاستعداد لمساعدة ليبيا على تحقيق الاستقرار، بينما جدد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان تأكيد أهمية التعاون مع الحلفاء كي تصبح بلاده أكثر استقلالاً وإسهاماً في العالم . وفيما حذرت الحكومة الليبية من أن الجيش يشكل "خطاً أحمر" يجب عدم تجاوزه، أعلن وزير الداخلية بالوكالة الصديق عبدالكريم أثناء تلاوته بياناً للحكومة أن "المواجهات أوقعت 14 قتيلاً و51 جريحاً" . ودعا وزير الداخلية الليبي سكان بنغازي إلى الهدوء والتعاون مع القوات النظامية مؤكداً أن السلطات اتخذت كل الإجراءات لإعادة الأمن إلى المدينة . وكانت المواجهات وقعت منذ فجر أمس، بين المجموعة السلفية والقوات الخاصة من الجيش الليبي . وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة الليبية والصاعقة العقيد ميلود الزوي إن "اشتباكاً عنيفاً وقع لساعات عدة بين قواتنا وخلية من أنصار الشريعة" . وأضاف أن المواجهات اندلعت بعد تعرض دورية تابعة للقوات الخاصة لهجوم، موضحاً أن "الجيش قام بالرد ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة" . وقال ان المواجهات بين الطرفين توسعت لتصل إلى مناطق أخرى من بنغازي . وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار سمع في مختلف الأحياء . في هذا الوقت أعلن الجيش الليبي حالة "النفير العام" في بنغازي ودعا "العسكريين كافة" إلى "الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري"، بعد المواجهات . وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي (الحاكم العسكري للمدينة) إبراهيم الشرع إن "أي رتل يدخل أو يخرج من المدينة من دون علم الغرفة سيواجه بالقصف عن طريق سلاح طيران القوات الجوية" . وأضاف أنه "طالما توجد مقاومة على الأرض فستستمر المواجهات لحفظ الأمن والشرعية" . من جهة أخرى، قال العوامي، الذي عينه البرلمان الأحد نائباً أول لرئيسه، في مؤتمر صحفي، أمس، إن التحقيقات ستنطلق "لمعرفة وتحديد المسؤول عن الاشتباكات التي شهدتها بنغازي"، مشيراً إلى أن "وزارة الداخلية والنائب العام سيتولون ذلك" . وأضاف "نحن لا نستطيع اتهام أي جهة معينة حالياً باعتبار أن هذا الأمر مخول به النائب العام وحده" . وحمل العوامي مسؤولية الاشتباكات في بنغازي وما تشهده البلاد من اختلالات أمنية إلى البرلمان والحكومة، موضحاً أنهما في تشاور مستمر لمعالجتها . وسياسياً، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال مؤتمر صحفي، في مقر السفير الأمريكي في العاصمة البريطانية للندن، إثر لقائه نظيره البريطاني وليام هيغ وزيدان أن "هذه فرصة فيها الكثير من التحديات الاقتصادية والأمنية"، مشيراً إلى أنه بحث مع زيدان كل ما يمكن القيام به "لمساعدة ليبيا على تحقيق الاستقرار الذي تحتاجه" . من جهته قال هيغ إن "بريطانيا مثل الولاياتالمتحدة ملتزمة بقوة بمساعدة الحكومة والشعب الليبي، ويسعدنا أن الليبيين ملتزمون بشدة بالحكومة الليبية وبالديمقراطية والاستقرار في بلادهم، وبالصداقة في المنطقة ومع دول أوروبا" . في غضون ذلك، حذر المجلس المحلي بنغازي من أنه بصدد إعلان العصيان المدني بالمدينة في حال عدم التوصل لحل من قبل الأطراف المتنازعة لوقف الاشتباكات في المدينة . وذكر الناطق الرسمي المؤقت باسم المجلس عبدالله دغيم أنه في حالة عدم التوصل إلى حل في الاجتماع الذي يسعى لعقده بين المتقاتلين سيعلن العصيان المدني في المدينة وسيطلب من أهالي بنغازي تنفيذ العصيان في محاولة للضغط لإنهاء المظاهر المسلحة . (وكالات)