د.علي العبيدي في ساعة متأخرة من الليل مازال نواح السياب المتغرّب قبل الموت وبعد الموت يعمَّق فينا مأساة الغربة عن بغداد وكلِّ الوطن المحتل كان حداء السياب حداء ( غريب على الخليج ) يزاوج بين الشوق وبين الدمع ، في أقسى صور الغربة وعلى دورة إسطوانة، تدور وتدور كالناعور يتقيَّأُ زخات الماء من الصنبور الغربة عند السياب كرغيف (السياح) مات السياب غريبا في حب الأرض وكذا نحن نموت وفوق الموت بعيدا عن بغداد بلا أوطان ، وبلا أكفان لكن السياب أفضل منّا ، عاد بهيأة تمثال متحجر منتصرا منتصبا عند العشار ، غضِباً كالمتنبي تثقله أعباء المربد والشعر المحتل أما نحن نسنموت كموت الجرذان بلا أكفان وبلا دفّان وسيلفضنا النسيان ، بفضل الساسة والأمريكان