القاهرة: تحدث الملاكم الفرنسي، من أصل جزائري، إبراهيم أسلوم، الذي سبق له الفوز بالميدالية الذهبية عام 2000 وكذلك الفوز ببطولة العالم عام 2007، عن أولى تجاربه في عالم السينما، من خلال الدور الذي سيقوم ببطولته في فيلم "Victor Young Perez"، ويسرد قصة بطل ملاكمة يهودي تم ترحيله لمعسكر اعتقال أوشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية. وهو الفيلم الذي بدأ عرضه في دور السينما أمس الأربعاء، الموافق العشرين من الشهر الجاري، وسط ترقب لردة فعل الجمهور. ونجحت محطة فرانس 24 التلفزيونية الإخبارية في إجراء مقابلة مع أسلوم للتحدث معه بخصوص دوره في هذا الفيلم السينمائي وعلاقته اليوم بما يجري في أوروبا. * فرانس 24 : ما الذي كنت تعلمه عن فيكتور بيريز قبل أن تؤدي شخصيته ؟ - أسلوم : قصته ليست معروفة بشكل كبير لسوء الحظ. وأتصور أن فرنسا تشعر بالخجل جراء ما حدث ( ترحيل اليهود الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية ). ولم يتم الاعتراف رسمياً بهذا التاريخ إلا في عام 1996. وكان يعرفه العالم بأسره بفضل الجوائز التي كان يتحصل عليها ونظراً لأنه كان بطلاً عالمياً. وكان الملاكمون في ثلاثينات القرن الماضي نجوماً لامعين مثل نجوم كرة القدم اليوم من أمثال رونالدو وميسي. لكنه توارى عن الأنظار بعد أن تم إرساله إلى معسكرات الاعتقال. وأنا لم أعلم شخصياً عن قصة فيكتور إلا عندما بدأت تعلم الملاكمة تقريباً عام 1996. * فرانس 24 : كيف ارتبطت به وبقصة حياته الصاخبة جدا ؟ - أسلوم : القاسم المشترك بيننا هو اهتمامنا برياضة الملاكمة. وقد صعد كلانا للقمة بصورة سريعة للغاية. ونحن معروفان في باريس وفي كافة أنحاء العالم ونحظى باهتمام الإعلام. لذا توجد أوجه للشبه. لكنه كان ضحية التاريخ. وأنا لم أتعرض لذلك. * فرانس 24 : ما أهم ما جذب اهتمامك بشأنه كما عرفت عنه ؟ - أسلوم : علمت الكثير عن فيكتور من أحد الأشخاص الذين ما يزالوا على قيد الحياة ممن سبق لهم العيش في معسكرات الاعتقال ويدعى نوح كلينغر، حيث تعرف عليه هناك. وأوضح لي كيف كان يتسم فيكتور بروح البطولة والمجازفة. كما كان محظوظاً، إن كان لنا استخدام تلك الكلمة، حيث تعرف عليه رئيس المعسكر بوصفه ملاكم مشهور، ولهذا سَمِح له بالعمل في المطبخ. وكان يقوم فيكتور دائماً بسرقة الحساء لكي يعطيه لباقي نزلاء المعسكر. وحين ضُبِط، تعرض للضرب، لكن ذلك لم يثنيه عن فعل ذلك مرة أخرى. وكان يحاول جلب الإنسانية لمكان يخلو منها. * فرانس 24 : تم إنتاج أفلام كثيرة عن الهولوكوست. هل تعتقد أن هذا الفيلم سيحظي بأي أصداء اليوم ؟ - أسلوم : نحن، الجيل الجديد، لا يتعين عليه أن يكرر أخطاء من سبقونا. وأتصور أن هذا الفيلم جاء في الوقت المناسب، حيث أرى اليوم صعوداً لمتطرفي اليمين المتشدد في أوروبا. ولا يجب أن ننسى أن الشر ما يزال موجوداً وأننا بحاجة لأن نستيقظ. واليوم نرى المسلمين الذين يعيشون في أوروبا يتعرضون للاضطهاد. وهذه حقيقة، ويتعين علينا أن نظل يقظين. ففيكتور كان بالأمس وأسلوم قد يكون اليوم. * فرانس 24 : ما هي الصعوبات التي واجهتك لكي تقوم بدور البطولة في أول أعمالك التمثيلية ؟ - أسلوم : كانت هناك أشياء لم أكن بحاجة للتدرب عليها، لكن الأجزاء الأصعب بالنسبة لي كانت مشاهد الملاكمة، لأني كنت أقوم بدور المبتدئ في المشاهد الأولى وهو ما كان يستلزم تلقي كل هذه اللكمات. وإلى جانب ذلك، كان يتعين عليّ القيام بدور الممثل، بأن أكون منفتحاً، راغباً في الاستماع والعمل مع المخرج جاك كوانيش وباقي فريق العمل. * فرانس 24 : ما هي خطوتك المقبلة ؟ - أسلوم : فلننتظر ونرى. فكل تركيزي منصب الآن على إنجاح فيلم "فيكتور" بأفضل طريقة ممكنة. وسيتاح لي الوقت للتركيز على أشياء أخرى لاحقاً. وربما أحصل على عطلة.