عيسى الحربي- تصوير: فايز الزيادي- سبق- الرياض: في ظرف لم يتجاوز 48 ساعة تحولت مباني السنة التحضيرية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمخرج 9 من فصول دراسية وقاعات تعليمية للطالبات إلى مقر إيواء لآلاف العمالة الإثيوبية المخالفة التي تنتظر الترحيل إلى بلادها. ففي البداية بذلت وزارة المالية جهوداً كبيرة في إعادة تأهيل المدينة الجامعية المكونة من 14 مبنى، وكل مبنى يتكوَّن من أربعة أدوار، إضافة إلى مباني الخدمات المساندة، وحاز مستوى الإيواء على ثناء ورضا "هيئة حقوق الإنسان"، وتولت إحدى شركات المقاولات مهمة الصيانة الكاملة للمباني حتى تمت إعادة تشغيلها. وطالت عملية التأهيل الكهرباء والإنارة وخطوط السباكة واستحداث أجهزة حاسب آلي لموظفي الجوازات، وكذلك تأمين الإعاشة على أعلى مستوى. ومع اختيار وزارة الداخلية لمباني جامعة نورة مقراً للإيواء لمساحته الكبيرة، وقربه من المطار الدولي، وسعته العالية حيث يتكون من 56 دوراً، ومخارج طوارئ، وفناء كبير لاحتواء الأجهزة الأمنية، عادت الحياة من جديد للمكان، حيث يتواجد مئات رجال الأمن طوال الوقت، ومكاتب تتبع لممثلين من قبل وزارة المالية وهيئة حقوق الإنسان، والشؤون الاجتماعية، والقطاعات الخدمية الأخرى. وكان العميد ناصر القحطاني الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض قد كشف في تصريحات صحفية سابقة أنّ إنفاق السلطات السعودية 750 ألف ريال بشكل يومي، هي عبارة عن قيمة ثلاث وجبات إعاشة يومية من مطاعم معروفة "لإطعام الإثيوبيين المخالفين الذين تم إيواؤهم في مختلف مناطق الرياض"، لافتاً إلى أن جهاز الشرطة تحمّل عناء تخلف العمالة بنسبة 99 في المائة. كما أكّد "القحطاني" أن شرطة الرياض والأجهزة الأمنية راعت حقوق المخالفين الإثيوبيين بمنحهم المستلزمات الأساسية للنوم ومنح الأطفال احتياجاتهم الكاملة من حليب ومواد غذائية بقيمة 200 ألف ريال يومياً. وأشار إلى أن 17 موظفاً في الجوازات يعملون بمناوبات على مدار الساعة داخل مقر المبنى لإنهاء إجراءات العمالة. مقر الإيواء بجامعة نورة شهد أيضاً زيارة مفاجئة للدكتور بندر العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان، ونال إعجابه بيئة المكان وإنسانية التعامل، مشيراً في حديثه لوسائل الإعلام أنه تم تخصيص فرع مؤقت للهيئة لتقويم جهاز الأمن وللإشراف على أوضاع العمالة الإثيوبية إنسانياً، وللاطمئنان على تلقيهم الرعاية اللازمة دون أي تعديات أو انتهاك لحقوقهم، حيث شكَّل فرقة من مندوبي الهيئة باشرت عملها بالمبيت في مقر الجامعة ومنحها كل صلاحياتها لرصد أي تجاوزات تجاه الإثيوبيين. وعمد "العيبان" إلى تذوق طعام الإثيوبيين للتأكد من صلاحيته، وتفحص مقر مبيتهم، واستمع إلى شكواهم، ووجه بحفظ حقوقهم وعدم التعدي عليهم أو انتهاك حرياتهم.