أعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل خمسة عسكريين في الجيش الليبي وأصيب آخر بجروح بليغة في عمليات اغتيال متفرقة أول من أمس وأمس، في درنة، وبنغازي التي شهدت اضراباً مستمراً أمس غداة تجدّدت الاشتباكات المُسلحة أمس، بين عناصر من القوات الخاصة في الجيش وجماعة «أنصار الشريعة» في مدينة بنغازي. وتفصيلاً، نقلت وكالة «التضامن» الليبية عن مصادر بمستشفى الجلاء للحوادث في بنغازي قولها إن «مجهولين يُشتبه في انتمائهم لجماعة أنصار الشريعة استهدفوا دورية للجيش بالقرب من المُستشفى دون أن تُسجّل العملية خسائر بشرية». كما دارت اشتباكات مُتقطعة بين عناصر الجيش و جماعة «أنصار الشريعة» في منطقة السلماني الغربي في بنغازي استخدمت فيها الأسلحة المُتوسطة والخفيفة، من دون أن يُعلَن عن سقوط ضحايا. تفجير ضريح يعود إلى الحكم العثماني قامت عناصر مجهولة، أمس، بتفجير ضريح الوالي العثماني «مراد آغا» الواقع بباحة مسجد «مراد آغا» في تاجوراء شرق العاصمة الليبية. وذكرت وكالة الأنباء الليبية «وال» أن مجهولين قاموا بزرع عبوات ناسفة بالضريح. وأدان المجلس المحلي بتاجوراء «الحادث الذي استهدف أحد المعالم التاريخية في ليبيا». وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيق لمعرفة الجهة التي تقف وراء الحادث. وقالت مديرة مكتب الاعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي لوكالة «فرانس برس»: ان «المستشفى استقبل أمس، جثامين ثلاثة عسكريين قتلوا بالرصاص، وعسكرياً آخر مصاباً بجروح بليغة». وأوضحت ان «المستشفى استقبل اولاً جثمان ضابط الصف برتبة رئيس عرفاء وحدة في قوات مشاة البحرية عادل محمد علي الشيخي الذي تم الاعتداء عليه امام بيته خلال توجهه للعمل». وأضافت ان «المستشفى استقبل ايضاً جثماني اثنين من افراد من القوات الخاصة والصاعقة في الجيش الليبي هما رئيس عرفاء سالم محمد محمود الحواز والجندي محمد حمد علي الحداد، وقد تم اغتيالهما في طريق منطقة سيدي خليفة شرق بنغازي». وتابعت «وصل إلى المستشفى من منطقة بنينا جنوب شرق بنغازي العسكري مرعي الفسي، وذلك بعد اصابته اصابة بليغة باطلاق ناري في ظهره وأجريت له عملية جراحية». وكان مصدر امني طلب عدم ذكر اسمه، قال ان «مجهولين في سيارة مدنية اطلقوا وابلاً من الرصاص على دورية للقوات الخاصة متمركزة امام مستشفى الجلاء». وأضاف المصدر ان «الدورية ردت على مصدر النيران بإطلاق اعيرة نارية عدة من اسلحة خفيفة ومتوسطة دون ان يصاب أحد بأذى، ما اجبر المهاجمين على الفرار». لكن المصدر قال «ان هناك سيارات لمواطنين كانت رابضة امام المستشفى تعرضت لأضرار مادية جسيمة». من جهة اخرى، وفي اليوم الثاني من اضراب دعا اليه مسؤولون في المدينة ونفذه عدد كبير من القطاعات، اغلقت الجامعات والمدارس والمصارف والإدارات في بنغازي، أمس. كما اعلن اتحاد منظمات المجتمع المدني في مدينة بنغازي خلال وقفة احتجاجية على احداث الاثنين حالة العصيان المدني العام حتى خروج كل الفصائل المسلحة غير الشرعية من المدينة. من جهته، أعلن آمر القوات الخاصة الصاعقة العقيد ونيس بوخمادة، «وضعهم لخطة محكمة لتأمين المدينة، مطالباً بالمزيد من الإمكانات اللوجستية لتمكين قوات الصاعقة ووحدات الجيش الليبي من القيام بمهامها في تأمين المدينة والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها». كما أدان مجلس حكماء وأعيان ومشايخ قبائل مدينة بنغازي وضواحيها «ما حدث من اعتداءات علي الجيش في مدينة بنغازي الاثنين الماضي». وقال المجلس في بيان إنه «يطالب بدعم الجيش والشرطة وجميع الاجهزة التابعة لهم بكل الامكانات المادية والمعنوية، وحل جميع الكتائب المسلحة وضم افرادها للجيش والشرطة». كما أكد انه «ينبذ جميع المظاهر العسكرية داخل مدينة بنغازي وجميع المدن الليبية من التشكيلات المسلحة التي لم تنظم تحت مظلة الجيش الوطني».