جمال إبراهيم، وكالات (عواصم) - أكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيرس في عمان أمس، أن عدد اللاجئين السوريين الذي فروا من بلادهم منذ اندلاع النزاع المحتدم قبل أكثر من 32 شهراً، تجاوز 3 ملايين نسمة، موجهاً نداء للمجتمع الدولي لتوفير «مساعدات ضخمة» لمساعدة الدول المضيفة على تحمل تبعات هذه الموجات. وقال المفوض السامي إن وكالته سجلت حتى الوقت الراهن أكثر من 3 ملايين لاجئ في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى آلاف الفارين الذين لم يتم تسجيلهم بعد. وأضاف جوتيرس أنه «دون مساعدات ضخمة، فإن المجتمع الدولي لن يضمن استمرار الدول المضيفة في استقبال مئات آلاف الفارين السوريين طلباً للأمن». وأوضح المسؤول الدولي أن المانحين قدموا للمفوضية حتى الآن ما قيمته 850 مليون دولار فقط، بينما الأردن لوحده بحاجة إلى 1,9 مليار دولار لمساعدة 600 ألف لاجئ العام الحالي. من جهته، أكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أن سياسة الأردن باستقبال اللاجئين السوريين لغايات إنسانية ثابتة ولم تتغير وهو ملتزم بالمواثيق الدولية ذات العلاقة، مضيفاً «من يسعى للجوء الإنساني لا نعيق دخوله». وأضاف خلال لقائه جوتيرس في عمان أمس، أن «الأردن معني باتخاذ الاحتياطات الأمنية». طلب النائب الأوروبي الاسكتلندي ستروان ستيفنسون رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع العراق، أمس الأول، من الاتحاد الأوروبي دفع المساعدة المخصصة للاجئين السوريين إلى منظمات غير حكومية وليس إلى الحكومة العراقية التي لا توزع هذه المساعدات على اللاجئين على حد قوله. وقال النائب الأوروبي المحافظ في بروكسل على إثر زيارة إلى العراق، وخصوصاً إلى مخيمات اللاجئين في كردستان إن «الاتحاد الأوروبي يجب أن يوقف ارسال مساعداته المالية لمساعدة اللاجئين السوريين في كردستان العراق، إلى بغداد، حيث تختفي الأموال بكل بساطة، لكن ينبغي عليه اعطاءها مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية التي تساعد اللاجئين السوريين شمال العراق». وأضاف ستيفسنون الذي زار خصوصاً مخيم كوارغوسك الذي يستضيف 13 ألف لاجىء سوري أن «كردستان لديها تقليد بتقديم ملجأ آمن للاجئين». وبحسب الأممالمتحدة، فإن أكثر من 185 ألف لاجئ سوري يقيمون حالياً في المحافظات الثلاث في كردستان العراق. وأعرب ستيفنسون عن أسفه قائلاً «تمكنت من زيارة بعض المخيمات الكبيرة حيث تلقى سوريون هاربون من الحرب الأهلية في بلدهم، الغذاء والملجأ. لكن حكومة نوري المالكي في بغداد لم تدفع للأسف الأموال الموعودة للأكراد لمساعدتهم». وأكد النائب الأوروبي أن الحكومة الإقليمية في كردستان والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، قامتا بعمل مميز بإقامة مخيمات طارئة في مهلة قصيرة جداً، مشدداً على الحاجة لمساعدة عاجلة إضافية مع اقتراب فصل الشتاء لتوفير أغطية للخيم وادوات تدفئة وألبسة والمزيد من الغذاء. وأكد المفوض السامي تقديره للدور الأردني الإنساني المتمثل باستقبال اللاجئين وخدمتهم مؤكداً وعي المجتمع الدولي لحجم الأعباء التي تتحملها المملكة.