وربما كل ذلك لأن فيلم المومياء اعتمد علي لغة الصورة السينمائية أكثر من لغة الحوار التي تعودناها.. ونفس المشكلة مازالت تواجه العروض التي تعتمد علي المتعة البصرية وحدها ورغم أن قصة ياسين وبهية المشهورة في التراث الشعبي والتي استلهمها الشاعر الكبير نجيب سرور كانت في الاساس حكاية تروي علي الربابة وتعتمد اعتمادا كليا علي السماع إلا أن المخرجة كريمة بديو قررت تحويلها الي عرض رقص ايقاعي يكاد يخلو من لغة الحوار ونجحت الي حد بعيد في سرد القصة من خلال مجموعة لوحات راقصة تألق من خلالها هيدي هاني في دور بهية وهاني حسين في دور ياسين, كما تفوق ميدو آدم بحركته الرشيقة وأدائه المميز وايضا اشرف محمد في دور والد ياسين واكرامي محمد في دور والد بهية وصمم الديكور والملابس انيس اسماعيل وكان بسيطا وموفقا وإن كنا لاندري السبب في جعل السادة الإقطاعيين يرتدون البرانيط الأمريكية علي رؤوسهم فالمعروف أن ياسين قتل من فوق ظهر الهجين, وليس فوق ظهر حصان الكاوبوي, ولعل المخرجة ارادت أن تشير الي تأثير الاستعمار الثقافي المعاصر كإسقاط منها علي الواقع المعاش . ولعل أضعف مافي العرض الاداء الحواري لبعض الممثلين يشاركهم في المسئولية محمد فؤاد الدراماتورج الذي ظهر حواره باهتا وكأنه فواصل للراحة مابين مجموعة الرقصات المبهرة, وكذلك كان اختيار المخرجة كريمة بدير لقارئة الودع غير موفق فهي أصغر سنا من بهيه وهم ينادونها داخل المشهد يا خالة وكان من الممكن الاستعانة بسيدة أكبر سنا بين الفنانات الاستعراضيات اللاتي اعتزلن الرقص بحكم نقص اللياقة ويكون اشتراكها في العرض شكلا من اشكال التكريم الأدبي ورغم ما في العرض من هنات درامية إلا أنه علي مستوي الايقاع الحركي مبهر وجذاب وجدير بأن يمثل دار الاربرا المصرية.