حرب ,اغتيالات ، تقطع ، خطف ، قتل ، تخريب ، عمليات إرهابية الخ... هذا هو المشهد اليومي المتكرر على امتداد الوطن من صعدة شمالاً الى المهرة جنوباً، وكل يوم يزداد عدد اليتامى من الأطفال وترمل النساء وتفقد أسر عائلهم الوحيد فيكون الفقر والحرمان والشتات مصيرهم المحتوم ، ومع استمرار هذه الجرائم تزداد معاناة اليمنيين وتتسع ذاكرة مأساتهم ولا أمل لهم في الخلاص من هذا الوضع الأمني المتدهور الذي أصبح كابوساً مرعباً يهدد حاضرهم ومستقبلهم. أكثر من 250من عسكريين ومدنيين تم اغتيالهم خلال الستة الأشهر الأولى من العام 2013م بحسب الاحصاءات الرسمية، وهذا يؤكد ان هناك توجهاً من طرف سياسي معين لتصفية خصومه وإزاحتهم بهذا الأسلوب الإجرامي الوحشي، في الوقت الذي يتطلع فيه اليمنيون لمرحلة جديدة عبر مؤتمر الحوار الوطني المعول عليه الخروج بنتائج اهمها إقامة دولة مدنية حديثة ينصهر في بوتقتها كل الخلافات والتجاذبات، دولة مدنية يسودها النظام والقانون وتُحترم فيها جميع الآراء في ظل مواطنة متساوية، فلا مجال للصراعات الحزبية والمذهبية والطائفية ولا أمل للطامعين في الوصول إلى السلطة إلا عبر الأطر الديمقراطية وليس لهم غير ذلك مهما أوغل هؤلاء القتلة في تصفية وإرهاب من يعتقدون أنهم خصومهم، لكن عليهم أن يدركوا أن الدم لا يورث إلا الدم وإن اعتقدوا أنهم يغتالون خصومهم ومن يقف في طريق أهدافهم إلا أنهم يغتالون وطناً اسمه اليمن، وما يجري اليوم من قتل وخطف وحرب وتقطع يقودنا إلى حقيقة واحدة أن الأمن في اليمن مجرد وهم ولا وجود له إلا في مخيلة وزير الداخلية ورئيس الوزراء اللذين يصران على أن الأمن مستتب ومستقر ولا وجود لأي اختلالات أمنية. فإن كان وزير الداخلية لا يؤمن بوجود انفلات امني فماذا يسمى ما يتعرض له المواطنون والعسكريون والمسؤولون المدنيون وأعضاء مجلس النواب ؟ نعم أيها السادة إن ما يجري اليوم هو نتاج فراغ أمني أو بالأصح انفلات أمني ما أسهم بشكل كبير ومباشر في تفشي الجريمة بكل أنواعها شاء معالي الوزير قحطان أم أبى. وأعتقد هنا أنه من الغباء أن نظل نطالب وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية للقيام بواجبها ووضع حد لهذا التدهور الأمني غير المسبوق ونستمر في مطالبتها والاستعانة بها لضبط القتلة والمخربين وقطاع الطرق بسبب أن وزير الداخلية يعيش في عالم آخر ومصدق لنفسه أن الأمن في اليمن مستتب، وبالتالي من غير المنطقي أن يقدم معالي الوزير شيئاً لحل مشكلة لا يؤمن أصلاً بوجودها ... وما علينا كمواطنين إلا أن نستعين بالصبر على بلوانا وننتظر مخرجات الحوار، ونتائج الحرب في صعدة وأبين وغيرها، والأهم من هذا كله علينا أن ننتظر نتائج لجان التحقيق التي يتم تشكيلها من قبل حكومتنا الموقرة ونتحمل كل هذه الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية حتى يحكم الله بيننا وبين حكومة اللاوفاق وهو خير الحاكمين.