الي القيام بفرز ومراجعة لما تمتلكه مصر من أرصدة في هذه الدول وتبيان أي الأرصدة التي يمكن ان تشكل مقومات للتأثير في علاقات مصر مع هذه الدول حاليا أو مستقبلا. الرصيد الثقافي هو أغلي ماتمتلكه مصر في دول شرق آسيا الصاعدة, فهناك بضعة عشرات مع الآلاف من هذه الدول يتعلمون سنويا في مصر وعدد الطلاب الاندونيسيين الذين تعلموا فيها لمدة عام واحد بلغ مايزيد علي4 آلاف طالب ومثلهم من ماليزيا نحن إذن أمام عدة ملايين من البشر من هذه الدول تعلموا في دولة يقال إنها تتحسس خطواتها الأولي في نطاق بناء توجه جديد للتعامل مع هذه الدول وأشهر هؤلاء الطلبة من الناحية الاعلامية في الفترة الاخيرة وزيرة الدفاع اليابانية السابقة والتي درست وتخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة ومن المؤكد أن هناك الكثيرين غيرها والذين تبوءوا مناصب رفيعة في دولهم بعد تخرجهم الذين لم تظهر هم أجهزة الإعلام ويدين معظمهم بالتقدير والعرفان لمصر لما لها من دور في بناء مستقبلهم.ويكشف تحليل مضمون خطب رؤساء العديد من الدول الآسيوية وتصريحات رؤساء شركات آسيوية عملاقة عن وجود عنصر مشترك اقتصادي فيما يتعلق بمصر ويتمثل في الموقع الجغرافي المتميز لمصر وإمكانيةالاستثمار فيها والتصدير فيها لمناطق عديدة من العالم, ولكن الاثر النهائي لهذا العنصر يتوقف علي النتيجة التي تم تحقيقها منه, حيث إننا نجد أن الاستفادة الاقتصادية لمصر نتيجة ذلك تتسم بالمحدودية بل بالضآلة فحجم الاستثمارات الآسيوية في مصر لم يشهد تطورا كبيرا. وهناك ثمة مؤشرات علي تطورات ايجابية في علاقات مصر مع هذه الدول بعد ثورة25 يناير, فقد كان الطلبة الاندونيسيون هم أول الطلبة العائدين للدراسة في مصر بعد الثورة وكان سفراء العديد من هذه الدول في مقدمة الذين شاركوا في إعادة افتتاح البورصة المصرية وأيضا زيارة المناطق السياحية في الهرم للتأكيد علي عودة الاستقرار السياسي في مصر, وتلك كلها ابعاد مبشرة في علاقات مصر مع هذه الدول.