إن تسألوني إن تسألوني : من يحبُّ تراب مصر بلا ادِّعاءْ؟ وبلِا ضجيجٍ مُسْتَفِزٍّ عَبْرَ شاشاتِ الفضاءْ لم يسعَ للتخْريب يوماً..إنما يهوى البناءْ مَنْ ذا يُعطِّر ثوبَه ُ بترابِها حتى المساءْ ؟ سبقَ الطيور إلى الحقولِ متى توضَّأ بالضياءْ ليجودَ بالعَرَقِ الزَّكِيِّ لأرض مصرَ بلا رِياءْ يرْوي بهِ جَوْفَ الثَّرى إن لَمْ يجدْ بالحقلِ ماءْ حتى يرى هذا الثَّرَى يخْتالُ في أحلى رِداءْ **** ومَن الذي بيَدَيْهِ يكسو الأرضَ أثوابَ النماءْ الطَّمْيُ مَصْنَعُهُ ليُنْتجَ منه مَوْفورَ الغذاءْ مُتجمِّلاً بالصبرِ مُقتنِعاً بما يجري القضاءْ فإذا تجَنَّى أيُّ باغٍ...أو تمادى في الغباءْ سنراهُ ليْثاً هَبَّ يحمي الدارَ من أيِّ اعتداءْ ويذود عن هذا التراب ويَفْتَديهِ بالدِّاماءْ إن تسألوني : مَنْ تحلَّى فوق هذا بالتواضعِ والحياءْ ؟؟ لَأَجَبْتكمْ في نشوةٍ : فُلاَّ حُ مصرَ بلا مِرَاءْ هو في رحاب الأمِّ يَفْخرُ بالخضوعِ والانحناءْ لكنْ.. أمامَ خصومِها صلبٌ.. وينضحُ كِبرياءْ جلبابُهُ الفِضْفَاضُ يحتضِنُ الشهامةَ والإباءْ هو في يقيني مَنْ يحبُّ ترابَ مصرَ بلا ادِّعاءْ شعر سعيد حسين القاضي 22 11 2013