GMT 0:04 2013 السبت 30 نوفمبر GMT 0:32 2013 السبت 30 نوفمبر :آخر تحديث مطلق سعود المطيري بعد إعلان الاتفاق بين الدول الست الكبرى وطهران حول برنامج الأخيرة النووي الأسبوع الماضي في جنيف سارعت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية لمعرفة ردة فعل الدول الخليجية وخاصة السعودية على الاتفاق، وكان أغلب ما يسيطر على المتابعات الإعلامية التي تقصت حال الخليج بعد الاتفاق هو ان دول الخليج تعيش حالة رعب شديد بسبب التوصل لاتفاق يزيل عن طهران عزلتها الدولية ويرفع يد العقوبات الاقتصادية من عنقها لكي تتنفس الحياة بعد أن شارفت على الموت الاقتصادي. حالة الرعب التي رسمها الإعلام العالمي للدول الخليجية لم تكن واقعية، عدم واقعيتها تكمن بأن دول الخليج لم يصدر عنها إدانة لذلك الاتفاق بل العكس فالجميع أشاد بالاتفاق وبارك قراره، أما الصدق في مخاوف الخليج يقرأ من خلال زمن التفاهمات بين واشنطنوطهران الذي سبق توقيع الاتفاق وسبق مجيء الرئيس روحاني لكرسي الرئاسة، قبل الاتفاق كان هناك اتصالات بين واشنطنوطهران تجري خلف ظهر شركائهما في الاتفاق وهذا يعطي دلالة واضحة بأن الاتفاق مشروع أمريكي إيراني لا دخل للدول الكبرى المشاركة في التوقيع عليه سواء بأهدافه أو منطلقاته حتى لو لم تكن تعارضها، اما ما قبل رئاسة الرئيس روحاني فتلك هي أم الحكايات فواشنطن وفقا لسلوكها التفاوضي مع طهران لم تكن تتعامل مع رئيس جمهورية ولكن تتعامل مع سلطة ولاية الفقيه الذي يرشح من يريد أن يتحدث باسمه، لذا كانت مبادرة البيت الابيض ناجحة وكلما آمنت واشنطن بولاية الفقيه أكثر كلما تكشفت لنا حقائق صادمة أكثر.. فما كان يسمى تعاونا اضطراريا بينهما أثناء احتلال العراق وما تبعه من خروج آمن للقوات الأمريكية من الأراضي العراقية لم يكن اضطراراً بسبب اختلاف في السياسات والإدارات بل تعاون مدروس جعل من برغماتية مذهب "ولاية الفقيه" ميثاقا استراتيجيا يجمع لبرالية المذهب مع لبرالية المصالح، ويبقى ان تضم لهذا الميثاق لبرالية أوردغان وقد يولد بعد هذا التكامل مذهب جديد يؤمن بأن الخليج فارسي وان حزب الله والحرس الثوري يحاربون القاعدة في سوريا نيابة عن أهل الايمان والتقوى.. وبهذا يكون كلام أهل السنة بالسياسة تطرفا، وكلام مذهب ولاية الفقيه درساً في السياسة واعتدالاً في السلوك. ومن درس ولاية الفقيه في السياسة نفهم بأن فشل السياسة الأمريكية في المنطقة لا يكون فشلاً مباحاً الا إذا دفعت دول الخليج ثمنه، وهذا دين جديد في المنطقة وليس مشروعا سياسيا جديدا، فالدين يوجد به كفر وإيمان أما السياسة فهي إما رضا او اعتراض. مصيبة هذا الزمن أن الجميع يتعامل مع الدين الإسلامي الحنيف بالسياسة، والجميع لا يريد أن تدخل السياسة في الدين، كيف يكون ذلك لا أعرف؟ هما وحدهما طهرانوواشنطن اللتان لهما دين وسياسة، أما ما تبقى من بشر أو دول فعليهم ان يختاروا بين السياسة أو الدين!! هكذا منطق القوة وهكذا الرئيس والفقيه يريدان..