رحبت قيادات جنوبية مشاركة في مؤتمر الحوار عن مكونات متعددة ترحيبها بإطلاق الصندوق الائتماني لمعالجة قضايا الجنوب الذي أطلق الأحد الماضي بحضور رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني عبد ربه منصور هادي وبدعم سخي من دولة قطر التي قدمت مبلغ 350مليون دولار واعتبرت القيادات الجنوبية في أحاديث ل(المركز الإعلامي) إن الصندوق يشكل خطوة هامة لتأكيد الجدية في معالجة قضايا الناس في الجنوب، وإشارة إلى أن مخرجات مؤتمر الحوار ليست سياسية فقط أنما تلامس حياة الناس. الدكتور عبدالله سالم لملس مقرر هيئة رئاسة مؤتمر الحوار والأستاذ الجامعي اعتبره أحد أهم الإنجازات وأداة لإعادة الحقوق لكثير من المظلومين: تتذكرون قرارات رئاسة الجمهورية التي صدرت بداية العام الجاري 2013 وشكلت لجنتين خاصتين بقضايا الأراضي وقضايا المبعدين المدنيين والعسكريين، وقد اتخذت في ختام أعمالها جملة من القرارات والتوصيات التي ترتب عليها كثير من الاستحقاقات من تعويضات وإعادة مبعدين ورد حقوق، وهذا الصندوق جاء لسد هذه الفجوة التمويلية. وتنبأ الدكتور لملس بأن يكون لإطلاق الصندوق ومباشرة عمله الأثر الطيب لدى أبناء الجنوب لأنه سيؤكد على جدية خطواتنا، وأن هموم المواطن ليست غائبة عن طاولات مؤتمر الحوار، وستخف حدة الأصوات التي تصرخ تحت الظلم وضياع الحقوق. الدكتور وهيب خدابخش عضو مؤتمر الحوار عن قائمة الشباب وأستاذ جامعي اعتبرها بداية الحل، حيث قال: هي خطوة في الاتجاه الصحيح رغم أنها جاءت متأخرة، لكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي.. وأعتقدها بداية الحلول حيث أنها ستسهم في إعادة الحقوق لأصحابها الذين ظلموا وسلبت حقوقهم خاصة المبعدين من وظائفهم مدنيين وعسكريين منذ عام 1994. واستطرد: كنا نتمنى أن تكون من نقاط التهيئة للحوار وأن تسبق انعقاده ليكون لها الأثر الكامل في التهيئة وإزالة الغبن، وتخفيف الاحتقان لكن القائمون على الأمر تأخروا. واختتم بالتمني أن تحذوا الدول الشقيقة والصديقة خاصة الدول الراعية حذو دولة قطر وأن ترفد الصندوق بما يعينه على أداء رسالته بكفاءة. الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي عضو مؤتمر الحوار ممثل التجمع المدني الجنوبي: خطوة أولى تمهيدية للمزيد من التعهدات في هذا الصندوق وغيره من الصناديق الأخرى المماثلة التي تستهدف دفع الاستحقاقات التي استوجبتها جملة المظالم والضيم والمعاناة التي شملت آلاف المدنيين والعسكريين الذين سرحوا من أعمالهم، وكذا المئات من ملاك الأراضي الذين لم تشملهم إمكانية استعادة ممتلكاتهم بسبب التعقيدات التي توالت على مدى السنين المنصرمة على هذا الصعيد.. وبالطبع هذا لا ينتقص من الجوانب السياسية لقضيتنا. الدكتور رياض ياسين عضو مؤتمر الحوار عن الحراك الجنوبي السلمي نظر لإطلاق الصندوق من زاوية مغايرة، باعتباره دليلاً على أن مخرجات الحوار ليست فقط سياسية بل تلامس حياة الناس.. قال: الصندوق عمل إيجابي متميز، ومكسب هام جداً للجنوبيين وقضاياهم، وقد جاء في وقته كي يدلل على أن الحوار الوطني ليس من أجل مخرجات سياسية فحسب، وإنما سيأتي بمخرجات تمس حياة المواطن.. ولأن الجنوب في العشرين سنة الماضية تم إهماله وتهميش أبنائه فإن تأسيس الصندوق دليل على جدية القيادة الحالية، وجدية مؤتمر الحوار الوطني الشامل في النهوض بالجنوب ومعالجة كل أخطاء الماضي. واعتبر أن الدليل على أنه ستتم إدارة الصندوق بشفافية الإعلان عن المبلغ الممنوح له منذ البداية، وكذا الإعلان على أنه سيدار مالياً وإدارياً من خلال إدارة مستقلة محايدة.. وأضاف: الأمور عادة تسير خطوة خطوة وتحتاج للدعم المادي فإن الصندوق يمثل بادرة أمل تساند كل الخطوات الأخرى، ونتمنى أن نرى عاجلاً آثار الصندوق في حياة الناس تعليماً وصحة وتعويضات وبنية تحتية. محمد صالح السعدي عضو مؤتمر الحوار عن الحراك الجنوبي السلمي قال: كجنوبيين نعتبر الصندوق خطوة هامة على طريق تصحيح أوضاع الجنوبيين الذين ظلموا خلال الفترة الماضية، لأنه سيعمل على حل الكثير من القضايا الحقوقية والإنسانية والخدماتية ومنها معالجة المشاكل المتعلقة بالمسرحين، والخسائر الاقتصادية التي مني بها الأفراد والشركات. وأضاف: يمكن كذلك أن يكون للصندوق دوره في إعادة البنية التحتية للعديد من مدن الجنوب التي ظلمت وعلى رأسها مدينة عدن والمدن المجاورة، كما يمكن توظيفه في رفع المستوى الاقتصادي للجنوبيين على المدى البعيد باعتبار الآثار التي تركها الاقتصاد الاشتراكي الذي أمم الممتلكات وتسبب في هروب الأموال الجنوبية إلى الخارج، حيث يمكن عن طريق القروض والتسهيلات المالية مساعدة الكثيرين على إنشاء مشاريعهم الخاصة. تجدي الإشارة إلى أن الصندوق الائتماني لمعالجة قضايا الجنوب كان أطلق الأحد المنصرم بحضور رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني عبد ربه منصور هادي ووزير خارجية دولة قطر خالد العطية والمبعوث الدولي إلى اليمن وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك. وكان الفريق المصغر لفريق القضية الجنوبية قد رحب في وقت سابق بإطلاق الصندوق واعتبروا أنه يشكل خطوة عملية باتجاه معالجة مظالم الماضي في المحافظات الجنوبية وأنه يبعث برسائل تطمينية من شأنها بناء جسور الثقة مع أبناء تلك المحافظات. فيما رحب القيادي البارز اللواء خالد باراس في تصريح صحفي بإطلاق الصندوق واعتبره عاملاً أساسياً يساعد على إيجاد الحلول والمعالجات للقضية الجنوبية، وتعزيز ثقة المواطن الجنوبي بالإجراءات المتخذة من قبل الدولة، والهادفة رفع المظالم وتجاوز السلبيات، التي حدثت في هذه المحافظات خلال الفترة الماضية.